المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

من القاعدة الى النصرة الى فتح الشام

بقلم : حمدي فراج

غيرت جبهة النصرة اسمها الى فتح الشام ، وبهذا أمّنت انتقالها من منظمة ارهابية الى منظمة معارضة معتدلة في سوريا ، شأنها شأن بقية المنظمات التي دار وما زال يدور الحديث بين القوى العالمية ممثلة بأمريكا وروسيا ، والقوى الاقليمية ممثلة بالسعودية وتركيا وايران عن هذه المنظمات التي يجب محاربتها وتلك التي يجب دعمها ، على قاعدة ثابتة من ان النظام السوري هو الارهاب الاكبر ، وان على زعيمه بشار الاسد ان يرحل سلما ام حربا .
وقبل ان نذهب ابعد في تحليل وتشخيص من هو الارهاب الحقيقي الذي ضرب في الاوطان العربية على مدار خمس سنوات ونصف ، اتى على ملايين الناس قتلا وترحيلا وتهجيرا واستنزف مئات مليارات الدولارات في حروب مفتوحة على مصاريعها ، واضعاف اضعافها من موازنات لاعادة بناء ما خلفته من دمار في مدن عريقة الحضارة والتراث ، فإن تكتيك جبهة النصرة الاخير بتغيير اسمها ، قد تم التوافق عليه مع الدول الكبرى والصغرى التي ترمي علنا للاطاحة بالاسد في سوريا ، وقد جاء تغيير الاسم بشكل دراماتيكي ، بعد الاتفاق الاخير بين الولايات المتحدة وروسيا من انهما ستبدآن باستهداف هذه الجبهة عسكريا في القريب العاجل على اعتبارها منظمة ارهابية ، ما يعنيه ، انه تم ابلاغها بهذا الموقف ، وتم التداول في كيفة تجنبه ، وأن تغيير الاسم هو المقدمة الاولى نحو الحل .
المهم ان التوافق حمل عقد مساومة مقبولة من الطرفين ، والا فلا معنى ان تذهب النصرة لتغيير اسمها وتعلن انسحابها من تنظيم القاعدة ، الذي رعته وتبنته قوى الارهاب العالمي منذ اواخر سبعينيات القرن الماضي في افغانستان لمحاربة الاحتلال السوفييتي والخطر الشيوعي عموما ، وما يعزز هذا الاستنتاج ، موافقة امير القاعدة الدكتور ايمن الظواهري على لسان نائبه أحمد حسن أبوالخير بالقول: “نوجّه قيادة جبهة النصرة الى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر”.
تغيير الاسم ، يداعب تطلعات بعض الدول العربية التي لا هم لها الا الاطاحة ببشار الاسد ، لا معنى لإسم “النصرة” ، ولكن معاني صريحة وواضحة عديدة لاسم “فتح الشام” ، على اعتبار ان كل العالم العربي مفتوح امامها باستثناء الشام ، ولا يهمها تصريح القاعدة رغم انها ضربت وتضرب في كل مكان عربي بما في ذلك عمق هذه الدول من مشرق الوطن الى مغربه ، ولن يمر طويل وقت حتى تتحول النصرة ، او فتح الشام ، الى داعش جديدة ، تتعدى استهدافاتها العراق الى فرنسا وتركيا والمانيا وعمان والرياض ، وبالتأكيد ، عمق الولايات المتحدة ، فلا فرق جوهري بين مقومات الارهاب ، مقدماته ونتائجه ، ادواته واهدافه وكافة مكوناته ، حتى لو تغيرت المسميات .

Exit mobile version