المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اين يكمن دور الامم المتحدة في الصراع

لفتت وزارة الخارجية الفلسطينية انظار المجتمع الدولي الى تراجع واضح للأمم المتحدة في دورها كمنظمة دولية لحفظ الامن والسلم الدوليين وتسوية النزاعات الدولية، وتساءلت الخارجية الفلسطينية عن اسباب تجاهل الامم المتحدة لتقارير ممثليها في فلسطين وتجاهل اعضاء مجلس الامن لهذه التقارير الدورية والتي تكشف حقيقة الاحتلال ومخططاته وخاصة فيما يجري في مدينة القدس من محاولات لطمس معالم المدينة الاسلامية وفي استمرار سرقة اسرائيل الاراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها.
هذا التراجع في مواقف المنظمة الدولية من النزاعات والصراعات القائمة وتحديدا فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي يفقد المنظمة الدولية هيبتها ومصداقيتها وخاصة ان هناك كثيرا من القرارات التي صدرت عن هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن وطالبت اسرائيل باحترام القانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والانسحاب الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة الا ان هيئة الامم عجزت عن تنفيذها ولم تتخذ حتى اية اجراءات لإجبار اسرائيل على تنفيذها،بل العكس من ذلك فان تقرير الرباعية الدولية الذي صدر منذ فترة لتحريك عملية السلام شكل نوعا من الحماية لإسرائيل وشجعها على الاستمرار والتمادي في سياستها تجاه الفلسطينيين وأعطاها شرعية للقفز على قرارات الشرعية الدولية حيث شاركت الامم المتحدة في صياغة هذا التقرير بصفتها عضوا في الرباعية الدولية.
تراجع مستمر لدور الامم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يعطي انطباعا بان هناك قوى دولية تتحكم في التوازنات الدولية والإقليمية وتسخر المنظمة الدولية من اجل خدمة مصالحها. وإذا كانت الامم المتحدة لا تعتمد على تقارير ممثليها في الاراضي المحتلة والتي تكشف حقيقة اسرائيل التوسعية والاستيطانية والانتهاكات التي تحدث يوميا من قبل اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني فلماذا ارسال هؤلاء الممثلين وما هو دورهم اذاً… سؤالا موجها الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الدور الحقيقي لهؤلاء الممثلين.
وهناك المادة 34 من ميثاق الامم المتحدة تنص بشكل واضح وصريح بأن “لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي”. وواضح جدا ان هذه المادة تفرض على مجلس الامن القيام بمهامه في تسوية النزاع وخاصة ان اسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة في تعريض الامن والسلم الدوليين للخطر.
هناك غياب متعمد لدور الامم المتحدة في عدم اتخاذها موقف متوازن من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهذا يعني انها فصلت نفسها عن تسوية الصراع بعدم الايمان بتقارير ممثليها وهذا يؤكد ان دور الامم المتحدة قد تحول من دورها كمنظمة محايدة الى منظمة لخدمة الاغراض السياسية للدول الكبرى وحلفاءهم.

خاص مركز الإعلام

Exit mobile version