المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ما بين “جاهزين” و”عشانكو”.. من أين ستمول حماس الانتخابات؟

في ظل الضائقة المالية الخانقة التي تعيشها وغياب مصادر التمويل، تدخل حركة حماس صراعٌ شرس للفوز بانتخابات الحكم المحلي المقرر عقدها في الثامن من أكتوبر المقبل، واتخذت من هاشتاج “جاهزين” بداية لحملة دعائية ضخمة لها، لتخرج تساؤلات الفلسطينيين حول كيفية الـ”جهوزية” التي تعلنها الحركة، وكيف ستتمكن من تمويل حملاتها الانتخابية في المحليات، التي ستتطلب التواصل المستمر بين المناطق والمحافظات والمدن.

الحديث عن قضية تمويل حماس، لا يكون متوفرًا دائمًا، لكن تقارير تناولتها وأشارت إلى تلقي الحركة تمويلها الأكبر من جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر امتدادًا للإخوان في غزة، كما أن بعض التقارير اعتبرتها “الابن المدلل للجماعة”.

حماس شبه غائبه عن الضفة الغربية منذ انقلابها العسكري في قطاع غزة، وقد أغلقت مؤسساتها وتم تجفيف مصادر التمويل لها، وفي قطاع غزة، تعاني أشد المعاناة، منذ العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استفذ قواها، فضلًا عن إغلاق الأنفاق التجارية التي كانت تربط القطاع مع مصر، وكانت مصدرًا أساسيًا في تمويلها، بسبب عمليات التهريب، ناهيك عن استراتيجيتها المتضاربة في عقد تحالفات إقليمية لضمان استمرار الدعم، انتهت بها إلى إخفاقات وصدمات متتابعة، أقل ما يمكن وصفها به هو “انعدام الهوية”.

المنحة القطرية وانتخابات البلدية

بعد عدة أيام من إعلان حماس موافقتها على إجراء الإنتخابات المحلية، أعلنت دولة قطر منحة مالية لأفراد حماس الموظفين، ووافقت عليها إسرائيل دون إعتراض على التفاصيل والتوقيت.

حركة حماس أدركت حجم التراجع في شعبيتها، وعزوف المواطنين عن تأييدها بسبب الأوضاع المتردية في القطاع، فكانت الأموال القطرية هي وسيلتها لمحاولة جذب أهالي القطاع إليها.

توقيت صرف المنحة القطرية عزز وضع حماس قبيل الانتخابات البلدية الفلسطينية، فقطر تحاول مساعدة الحركة للوقوف على قدميها مرة أخرى عبر منحة تساعدها على دفع رواتب موظفيها المتأخرة، ومخصصات مالية قد تمكنها من تحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات البلدية الفلسطينية المقبلة.

تقارير أشارت إلى احتمالية تحول المنح القطرية الموجهة إلى قطاع غزة، إلى “مال سياسي” لتعزيز فرص حماس في السيطرة على غالبية المجالس المحلية الفلسطينية، والتي تعول عليها حماس كثيرًا.

المنحة القطرية تبلغ 31 مليون دولار، وصُرفت للموظفين المدنيين البالغ عددهم 23800، وتم التأكيد أنها ستكون لمدة شهر واحد ولن تشمل “العسكريين”، من أجل تخفيف معاناة المواطنين في قطاع غزة، إلا أن تقارير أشارت إلى أن المنحة القطرية ستعتمد راتباً كاملاً عن شهري يوليو وأغسطس، وما تبقي سيصرف بنظام النسبة عن شهري سبتمبر وأكتوبر.

بعض الفسطينيين يعتقدون أن دفعة الشهر ليست سوى حركة مؤقتة بانتظار نتائج الانتخابات، وإذا ما فازت حماس فإن المساعدات القطرية ستوقفها على أرجلها.

السفير القطري محمد العمادي أعلن أيضًا عن توقيع عدة مشاريع قطرية جديدة بقيمة 40 مليون دولار، تتضمن استكمال شارع صلاح الدين بقيمة 20 مليون دولار، و10 مليون دولار للبدء في المرحلة الثانية من مدينة حمد، و10 مليون دولار أخرى للتأثيث للمدارس وغيرها من المشاريع.

محلل في الشؤون السياسية الدولية بجريدة الواشنطن بوست، قال إن قطر تهدف من المنحة إلى التوسع في المنطقة، حيث تصبح راسم السياسات الأول في القطاع بدلاُ من تركيا أو إيران، واصفًا المنحة القطرية المقدمة لحماس في هذا التوقيت بأنها من نوع “ديبلوماسية الشيكات”.

موافقة إسرائيلية على دعم حماس!

كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى باتريك كلوسون، يقول إن الموقف الإسرائيلي المتوافق مع دعم تركيا وقطر لقطاع غزة نابع من نية الدولة العبرية بناء تحالفات جديدة في المنطقة تقف أمام التمدد الإيراني الذي دعم حركة حماس لفترة طويلة سابقاً، حيث لم تمانع إسرائيل من تمرير الأموال القطرية لحركة حماس.

بدوره، اعتبر الكاتب بريان مور وهو يراجع قرار قطر بتحويل مبلغ 31 مليون دولار إلى حركة حماس لدفع رواتب موظفيها ، أن القرار يقع ضمن أولوية قطر في إبراز نفسها على أنها “سيد إصلاح الخلل” في المنطقة.

ويرى بريان أن غزة تمثل النقطة الرئيسية في التموج الاستراتيجي في الشرق الأوسط، حيث يقف الفلسطينيون في الوسط.

المنظمات ودورها في تمويل حماس

تقارير عدة أفادت بتلقى حماس دعمًا من منظمات خيرية إسلامية في أوروبا، عن طريق جمع التبرعات لصالح الحركة.

سلطات الاحتلال وجهت اتهامات لمدير منظمة “وورلد فيجن” الدولية، في غزة محمد الحلبي، منتصف يونيو/حزيران الماضي، على خلفية اتهامه بـ “نقل أموال لحركة حماس.

جهاز الشاباك الإسرائيلي قال إن الحلبي يعمل لصالح حركة حماس ويستغل أموال المنظمة الدولية ومواردها، لمصلحة الحركة، وأنه كان عنصرًا رئيسيًا بالنسبة لها، كما عمل لصالحها من داخل
تلك المنظمة الإنسانية الدولية، حيث قام باستغلال ميزانيتها ومواردها لصالح الحركة.

زعم الشاباك أن حلبي أقر أثناء التحقيق معه، تفاصيل آلية ممنهجة لتحويل أموال المنظمة إلى حماس، حيث تم تحويل نحو 60% من ميزانيتها السنوية إلى حماس.

قامت أستراليا بتعليق التمويل لعمليات منظمة “وورلد فيجن” للإغاثة في المناطق الفلسطينية، بعد اتهامات بأن ممثلها في غزة حوّل ملايين الدولارات إلى حركة حماس.
ووصفت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية الاتهامات بأنها تبعث على “قلق بالغ”.

و”وورلد فيجن”، هي منظمة مسيحية غير حكومية أمريكية، من أكبر المنظمات الخيرية في العالم، ويأتي أغلبية الدعم المالي لها من دول غربية والأمم المتحدة.

وفي نفس السياق، أعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي اعتقاله للمواطن ”وحيد عبد الله البرش“ الموظف في مؤسسة الأمم المتحدة الـUNDP بزعم أنه يعمل لصالح حركة حماس في قطاع غزة، وأنه مسؤول عن تسريبات مالية من المؤسسة الدولية لصالح حماس.

ووفقًا لمزاعم الاحتلال، فإن البرش أعطي تعليمات من قبل حركة حماس للتركيز على عمله في الـUNDP كي يزود الحركة بما ينفعها.

في النهاية يتبقى لنا سؤالًا لحركة حماس، ما هي إنجازاتكم في قطاع غزة بعد مرور أكثر من تسع سنوات على انقلابكم العسكري!، حملاتكم شعارها جاهزين وكيف صارت وعشانكو، من تخاطبون بتلك الدعوات!.

غزة صارت خرابة في ظل حكمكم، هل أنتم جاهزون لتعمروها من خرابكم فيها؟، لأي شيء أنتم جاهزون؟، هل لخدمة المجتمع الفلسطيني، أم لخدمة الأجندات الخاصة بكم؟، هل جاهزين لتقديم خطة إعمار وتطوير وإنقاذ لقطاع غزة!، أم فقط أنتم جاهزون لتخريبها والانقلاب على نتيجة الانتخابات إذا ما جاءت عكس توقعاتكم!.

عن وكالة سهم الاخبارية

Exit mobile version