المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

العلمي يتولى قيادة حماس في قطاع غزة وهنية هرب للإقامة في الدوحة

تؤكد معلومات حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر في قطاع غزة، أن المهندس عماد العلمي، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، بدأ في الإشراف على قيادة الحركة في قطاع غزة، عقب مغادرة إسماعيل هنية رئيس الحركة في القطاع، إلى رحلة الحج، قبل أن ينتقل الى العاصمة القطرية الدوحة، التي ستشهد مع نهايات العام الحالي إجراء انتخابات الحركة المركزية التي من المرجح أن تتمخض عن انتدابه رئيسا للمكتب السياسي خلفا لخالد مشعل، في الوقت الذي نفى فيه الدكتور أحمد يوسف أحد قادة الحركة كل ما تردد من أسماء محتمل أن تتولى قيادة الحركة في المرحلة المقبلة.

يأتي ذلك في ظل الترجيحات القوية التي تؤكد أن سفر هنية المفاجىء إلى السعودية لأداء فريضة الحج قبل أيام، له علاقة بالترتيبات القائمة لاختيار رئيس للحركة.

وحسب التسلسل التنظيمي فإن قيادة حركة حماس في غزة التي تضم عددا من أعضاء المكتب السياسي بينهم خليل الحية ومحمود الزهار ونزار عوض الله ، تؤول مباشرة إلى المهندس العلمي، الذي اختير في آخر انتخابات عضوا في المكتب السياسي، ونائبا لهنية في القطاع.
وبخصوص سفر هنية المفاجىء، ذكر العديد من التقارير أن حركة حماس طالبت السلطات المصرية بالسماح لهنية بالمغادرة عبر رفح منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنها جددت الطلب مؤخرا، وأن السفر جاء ضمن ترتيبات اختيار هنية خليفة محتملا لمشعل.

وما يؤكد أن عملية خروج هنية من غزة لا تزال محاطة بسرية كبيرة، لم تتطرق أي من وسائل إعلام حماس إلى عملية الخروج، واكتفى بعضها بذكر خبر المغادرة فقط دون تفاصيل.

ولم يشر إلى الموضوع حتى اللحظة سوى الدكتور أحمد يوسف، الذي عمل سابقا مستشارا سياسيا لهنية، نفى فيه ما يشاع من أسماء حول توليه قيادة حماس. وقال إن اختيار رأس هرم القيادة «المكتب السياسي» تأتي به الانتخابات، التي يشارك فيها الآلاف من كوادر الحركة في كل مناطق وجودهم، وإن اختيار رئيس المكتب السياسي يتم التوافق عليه أو انتخابه من بين تلك القيادات، التي تصدرت قوائم المكاتب الشورية داخل الوطن وخارجه.

وأشار إلى أن ما يروج له البعض على مواقع التواصل الاجتماعي «إنما هو مجرد تمنيات للبعض و»أضغاث أحلام» لآخرين، كما أنه يبدو كـ «تهريج إعلامي، بهدف التجريح بهذه الحركة العملاقة التي تحكمها المؤسسات الشورية المختلفة». وقال إنه من المبكر ذكر اسم فلان وعلان لرئاسة المكتب السياسي خلفاً للأخ مشعل، لأن عملية الاختيار حسب ما يقول يوسف «تمر بعدة مراحل، وليس من السهل التكهن بها قبل خمسة أو ستة شهور». وأضاف «المضحك أن يتم الحديث في هذه المسألة حتى قبل أن تبدأ المراحل الأولى من العملية الانتخابية.»

وتابع القول «نقول لكل الذين ادّعوا المعرفة، وطرحوا أسماء بعينها، نقول لهم من موقع العالم ببواطن الأمور، لا تتعجل وإلزم غرزك، فهذه حركة تقرر لها مؤسسات عتيدة وليس تخمينات تفتقر في معطياتها إلى البيِّنة والمعلومات».

جاء ذلك بعد ما تردد أن خروج هنية من غزة له علاقة بالانتخابات الداخلية لقيادة حركة حماس قبل نهاية العام الجاري، التي سيتمخض عنها انتخاب قائد جديد للحركة، وأعضاء المكتب السياسي، حيث من المرجح أن يغادر هنية الأراضي السعودية إلى العاصمة القطرية الدوحة، التي يوجد فيها معظم اعضاء قيادة الحركة في الخارج، على رأسهم مشعل.

ويتردد أن هنية سيمكث في الدوحة حتى الانتهاء من اجتماعات قيادة الحركة واختيار المكتب السياسي، في ظل الترجيحات القوية بأن الرجل سيكون بلا منافس مرشحا من قبل مجلس شورى الحركة لمنصب رئيس المكتب السياسي.

ولا تعرف حتى اللحظة وجهة هنية بعد اختياره الذي بات شبه مؤكد كرئيس لحماس، وإن كان سيبقى في الدوحة، وهو ما سيمكنه من التنقل بحرية كبيرة في الجولات الخارجية التي يقوم بها عادة رئيس المكتب السياسي، أم سيعود إلى قطاع غزة، في ظل تولي نائب له من الخارج مهام الزيارات والجولات.

وانتخب هنية في آخر انتخابات أجرتها حماس وكانت في مصر، فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي نائبا لرئيس المكتب السياسي، ورئيسا للحركة في قطاع غزة والجدير بالذكر أنه لم يغادر معبر رفح في الأيام التي خصصت لسفر الحجاج، وهي الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي، وغادر يوم الأحد الماضي، أي في أيام الفتح الاستثنائي للمعبر.

وتشير معلومات الى أن الموافقة جرت قبل أيام قليلة من السفر، وتكتمت حماس على الأمر، ولم يعرف بأمر السفر إلا عندما وصل هنية إلى المعبر من الجهة الفلسطينية.

وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها هنية مصر منذ عزل الرئيس مرسي. وتشهد العلاقة بين الحركة ومصر توترا كبيرا، تجلى باتهامات القاهرة لحماس في كثير من المرات بالمشاركة في هجمات استهدفت الأمن القومي، وهو ما تنفيه الحركة بشدة. وسبق أن ذكرت العديد من التقارير الصحافية أن هنية كان سيغادر على رأس وفد حركة حماس إلى مصر، قبل أكثر من شهرين، للقاء المسؤولين هناك، في إطار لقاءات أجرتها المخابرات المصرية مع كل الفصائل، غير أن القاهرة اعتذرت وقتها عن استضافة وفد الحركة، وفهم وقتها أن ذلك يعود لتوتر العلاقة بين الطرفين، رغم أن الزيارة وقتها للفصائل جاءت بعد أن سمحت القاهرة لوفد من حماس برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق في شهر مارس/ آذار الماضي، الحضور إليها. وأجرت معه على مدى أسبوع لقاءين تناولا بحث ملف الحدود والأمن في سيناء.

يشار إلى أن يوسف تطرق إلى ملف العلاقة بين حماس وإيران، وأنه من خلال معرفته بجزء من تفاصيل الملف الإيراني فإن «الطريق سالكة لإعادة ترتيب العلاقة مع الحركة.» وأكد أنه لا توجد هناك أي شروط ولا أسماء ولا نحو ذلك. وقال «إن إيران دولة إسلامية مركزية في المنطقة، وهي مدرسة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، كما أنها حريصة على علاقاتها مع حماس، حتى وإن تبدت هناك بعض الصعوبات، وكانت جروح محطاتها غائرة».

وأشار كذلك إلى أن إيران كانت وستظل «واحدة من بين دول المنطقة التي تشكل مرتكزاً مهماً للقضية الفلسطينية». وأضاف «نعم قد نختلف في بعض الملفات السياسية، ولكن تبقى المصلحة تجمعنا، وكذلك مستقبل الأمة وما ينزف من جراحها.»

فلسطين برس

Exit mobile version