المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صرخة ضمير….هناك مؤامرة تستهدف الفلسطينيون جميعا ….. توحدوا …. توحدوا

بقلم: المحامي علي ابوحبله

إن حقيقة الواقع الفلسطيني مؤلمه للغاية فبعد أن كانت القضية الفلسطينية تتصدر الأولويات وتهز عروش وانظمه وتسقط حكومات ، بالحالة التي وصلنا إليها أصبح الكل يستهدفنا ويستهدف تصفية حقوقنا الوطنية وحقنا التاريخي في ارض فلسطين التاريخية .
هناك مؤامرة عربيه إقليميه بغطاء صهيو أمريكي تستهدف الشعب الفلسطيني وتتجرأ لإملاء إرادتها وقراراتها على شعبنا الفلسطيني تحت شعار ترتيب البيت الفلسطيني والحقيقة هو فرض أوصياء يكون بمقدورهم تمرير المخطط التآمري الذي يستهدف القضية الفلسطينية وتصفيتها وإسقاط حق العودة .
منذ اليوم الأول لتوقيع اوسلوا حذرنا من أن هذا الاتفاق هو مسمار في نعش القضية الفلسطينية وانه عقد من عقود الإذعان لفرض الاملاءات والشروط على الشعب الفلسطيني الذي ما زال يقاوم كافة الضغوطات ويتحدى الحصار المالي والاقتصادي والسياسي ومتمسك بثوابته الوطنية رغم الضغوط التي تمارس على الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ،
الرئيس المخلوع حسني مبارك وفي تصريحات له عن اتفاق أوسلو قال أقنعنا الشهيد ياسر عرفات للتوقيع على أوسلو رغم علمنا بان هناك ألف خرق وخرق ….. وهنا تكمن ماساتنا فيما آلت إليه أوضاعنا
الرباعية العربية للسلام والتي شكلت في مؤتمر القمة العربي في بيروت 2002 للتسويق للمبادرة العربية للسلام والتي تم اعتمادها منذ ذاك التاريخ ولغاية الآن لم تحقق الهدف الذي أنشأت من اجله وهو قبول اسرائيل للسلام العربي وفق مقترحات المبادرة
النظام العربي وقف صامتا أمام مبادرة شارون للفصل الأحادي الجانب الانسحاب من غزه ودون أن يغير هذا الواقع في الموضوع الفلسطيني شيئا بل العكس من ذلك فان الاحتلال حقق أهدافه من خلال تغذية فلسلطنة الصراع في غزه فكان الاحتراب والاقتتال والدمار الذي أوصلنا للحالة التي نحن عليها اليوم من فرقه وتباعد وتعصب يقودنا جميعا للدمار إذا لم نصحوا في الربع ساعة الاخيره ،
لم تنجح الرباعية العربية ولا النظام العربي في جسر الهوة الفلسطينية ومبادراتهم لم تنجح في لملمة الفلسطينيين وتوحيدهم لان الانقسام في الأصل صراع محوري إقليمي افرز حاله شاذة بالوضع الفلسطيني وفي المجتمع الفلسطيني وفي الفكر والثقافة الفلسطينية .
انتخاب حكم الهيئات المحلية كان رهانا يمهد لانفراج في الوضع الفلسطيني ظنا أن نجاح إجراء الانتخابات يؤدي إلى حلحه في المواقف وربما يقود إلى حسن النوايا ويؤدي إلى الوصول لتفاهمات تقود لتشكيل حكومة وحده وطنيه تمهد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه ضمن استراتجيه وطنيه جامعه لمواجهة الضغوطات والتحديات والمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية
خطة الرباعية العربية لترتيب البيت الفلسطيني انعكست سلبا على الواقع الفلسطيني وبدلا من توحيد الجهود لكل القوى والفصائل الفلسطينية مجتمعه والتصدي لكل محاولات فرض الأوصياء على شعبنا الفلسطيني بالتلويح لتدخل ألجامعه العربية وفرض القيادة البديلة ، عدنا حيث ابتدأنا لنغمة تجسيد الانقسامات بوضع عراقيل في إجراء الانتخابات في غزه والطعن بقوائم فتح ومناكفات في الضفة الغربية حيث اؤجلت الانتخابات بقرار قضائي وليس سياسي مع أن هناك تفسيرات وتأويلات ضمن محاولات لتأجيج وإعادة الصراع الفلسطيني لمربعه الأول

هذا الردح الإعلامي والتخوين وغيرها من مفردات تجسيد الانقسام خطر يتهدد القضية الفلسطينية ويمهد الطريق أمام المؤامرة ضد الفلسطينيين أن تمرر ، وكان هناك أطراف فلسطينيه يشتبه بها مشاركتها الرأي بالتوجهات للرباعية العربية حيث خيوط التآمر على القيادة الفلسطينية إسرائيليه ولا احد ينكر ذلك
إن دقة وحساسیة الوضع الفلسطیني في ظل ھذا الانقسام بین جناحي الوطن أدى إلى تمزق وحدة الوطن وأدى بھذا النسیج الاجتماعي وانعكس بمردوده الاقتصادي السیئ على الشعب الفلسطیني وأدى إلى زرع بذور الفتنھ بین أفراد الشعب الفلسطیني الواحد بنتیجة ھذا الانقیاد والتعصب المقیت ، ھناك من یسعى لتكریس ھذا الانقسام لان ھناك مكاسب ومغانم وھم قلھ ،
الغالبیة من أبناء شعبنا الفلسطیني ھم مع المصالحة الوطنیة الفلسطینیة ومع التوجه للتجاوب مع مبادرة السيد الرئيس محمود عباس لتشكيل حكومة وحده وطنيه لإنهاء الانقسام وتفويت الفرص للتدخلات العربية والخارجية بالشأن الفلسطيني ،
إن الانقسام في حد ذاتھ جریمة تاریخیھ بحق شعبنا الفلسطیني خاصة وأننا ما زلنا تحت الاحتلال وان الاحتلال یتحكم في أرضنا ومیاھنا وحیاتنا الیومیة ومخطئ من یظن أن ھناك تحرر أو استقلال في غزه أو الضفة الغربیة بدلیل ھذا الحصار الجائر على قطاع غزه وھذا التحكم التعسفي في الضفة الغربیة والقدس حیث الاعتقال الیومي من قبل قوات الاحتلال والاستیلاء على الأراضي والتوسع الاستیطاني والتھوید الیومي المستمر للقدس ما یعني أننا في مواجھة
یومیھ مع الاحتلال والسؤال ھو ھل یعقل أن نضع الانقسام في أولویات أجندتنا وننسى الاحتلال وان یتصدر إعلامنا الانقسام للردح لبعضنا البعض ونتناسى الاحتلال إنھا الجریمة في حق شعبنا وفي حق كل أولئك الذین خضعوا لأجندات سیاسیھ غیر الاجنده الوطنیة الفلسطینیة ،
هناك بارقة أمل لإزالة ھذا الانقسام بإنجاح الانتخابات لحكم الهيئات المحلية من خلال القبول بالآخر والإيمان بالتعددية السياسية وتجسيد الديموقراطيه قولا وعملا بعيدا عن أي ضغوطات أو تهديدات وغيرها عكرت صفو إجراء انتخابات حرة ونزيهة لغاية الآن حيث أوجلت الانتخابات المحلية بقرار قضائي ونأمل التغلب على المعيقات لإجرائها

نعم وضعنا الفلسطیني في خطر داھم وانقسامنا ھو مكمن خطرنا ، ما نواجھھ الیوم من محاولات التدخل العربي والإقليمي والدولي في الشأن الداخلي الفلسطيني إن ھي إلا محاولات من اجل الانقضاض على مشروعنا الوطني الفلسطیني حیث مخطط الیمین الإسرائیلي ھو باقتلاعنا من أرضنا من خلال مسلسل التھوید المستمر لأرضنا ولوطننا فلسطین ،
وان محاولات البعض لإطلاق الشعارات والأطروحات السیاسیة والتي ھي ابعد ما تكون عن التحقیق في ممارسات إسرائیل العدوانیة ، لقد ثبت للقاصي والداني فشل العملیة السلمیة منذ أوسلو ولغایة الآن حیث فشلت كل مشاریع السلام من أوسلو إلى كامب دیفید إلى خارطة الطریق إلى مؤتمر انابولیس وآخر ما نعاني منھ الیوم ھذا السرطان الاستیطاني الذي یقضم أرضنا شبرا شبرا ما یعني أننا أمام خطر داھم وأمام مخطط قد یؤدي بنا وبأرضنا وبوحدتنا وتكریس انقسامنا الذي ھو مصلحة استراتجیھ إسرائیلیھ …….
. من ھنا لا بد لنا أن نعید النظر والتفكیر لنراجع حساباتنا بالربح والخسارة من ھذا الانقسام الذي مضى علیھ أكثر من تسع سنوات لنجد أن ھناك خسائر یومیھ تلحق بالشعب الفلسطیني بنتیجة انقسامھ وعلى جمیع المستویات السیاسیة والدولیة والاقلیمیھ والعربیة والإسلاميھ وخسائر تلحق بشعبنا من جراء ما یلحق بھ من اعتقال سیاسي ومن تدمیر للبنى السیاسیة والاقتصادیة ومن تدمیر للنسیج الاجتماعي ما یعني أننا في مأزق ھذا الخلاف كالسفینة الخرقاء التي یخترقھا المیاه لتھوي في عمق البحر إن لم یتدارك ربانھا الخطر وإصلاح ثقوبھا وثقوب ھذه السفینة ھو المصالحة الوطنیة الفلسطینیة
لا بد من التغلب على الصعاب ولا بد من تجاوز الماضي بماسیھ وخلافاتھ ولا بد من تجاوز الزمن والمكان ولا بد من السیر قدما والى الأمام لتحقیق ذلك
المصالحة الوطنیة سفینة الإنقاذ لشعبنا الفلسطيني ولفصائلھ بمختلف تكویناتھ فالمصالحة سفینة الإنقاذ لفتح من ھذا المأزق السیاسي والتفاوضي وھي سفینة الإنقاذ لحماس من ھذه المتاھة وھي نقطة التلاقي لمصالح شعبنا ونقطة الالتقاء للوصول إلى موقف موحد واستراتجیھ موحده تقود شعبنا لوضع أفضل الوسائل وأنجع السبل لمواجھة حكومة الیمین الإسرائیلي وصولا لبرنامجنا الوطني والذي ھو القاسم المشترك بین المشروع الوطني لمنظمة التحریر الفلسطینیة وبین مشروع حماس لإقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتھا القدس نعم لنسرع بإنقاذ شعبنا الفلسطیني ولنسرع في حمایة أرضنا من ھذا السرطان الاستیطاني ولنعید اللحمة لنسیج شعبنا الفلسطیني وبناء مؤسسات وطننا والنھوض باقتصادنا الوطني اقتصاد الصمود اقتصاد التمكن من مواجھة إجراءات المحتل واقتصاد المتمكن من البقاء على ھذه الأرض بسفینة الإنقاذ بالمصالحة الوطنیة الفلسطینیة لنفشل المؤامرة التي تستهدفنا جميعا بهذا التدخل الفج الهادف لفرض قياده بديله ووصي على مشروعنا الوطني بالانتقاص منه ومن ثوابته الوطنية
صرخة ضمير نطلقها لكل القوى والفصائل الفلسطينية لان تتحرك وتدرك الخطر الذي يدهمنا جميعا لنتوحد وننهي الانقسام ونوحد الخطاب السياسي ونتمسك في حرمة الدم الفلسطیني، وھذا خط أحمر لا یسمح لأحد بتجاوزه. والعمل الفوري على تطبیق وثیقة الوفاق الوطني والالتزام بها ولنشرع وفورا لتشكيل حكومة وحده وطنيه وان حل الخلافات یجب حلھا عن طریق الحوار ، وإلا سيأتي يوم لا ينفع فيه الندم حيث أكلت يوم أكل الثور الأبيض
ونختم صرختنا بقوله سبحانه وتعالى “:[وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ] (آل عمران:105)
وقوله تعالى “:[وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا](آل عمران: 103)

Exit mobile version