المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رحيل الفنان الملحن مهدي حسين أبو سردانة

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 13/9/2016م

غيب الموت صباح يوم الإثنين الموافق 12/9/2016م في عيد الأضحى المبارك في مستشفى فلسطين بالقاهرة الفنان الملحن الكبير / مهدي حسين أبو سردانة، بعد صراع طويل مع المرض العضال عن عمر ناهز السادسة والسبعون عاماً، ورحلة عطاء طويلة أسهم فيها بألحانه وموسيقاه في شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية والحماسة لدى شباب فلسطين فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتمت الصلاة عليه في مسجد الرحمن الرحيم، ومن ثم ووري الثرى في مدافن السيدة نفيسة بالعاصمة المصرية.
مهدي حسين محمد أبو سردانة من مواليد الفالوجا بتاريخ 15/11/1940م وهو شقيق الشيخ الجليل/ محمد حسين أبو سردانة، قاضي قضاة فلسطين الأسبق، ومن عائلة مناضلة عاشت حياتها في النضال من أجل فلسطين حرة مستقلة.
شهد مهدي النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني وهو طفل صغير، وعلى أثر النكبة هاجر مع عائلته إلى مدينة غزة، حيث استقر بهم المطاف، وأكمل دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية في مدارسها، وفي عام 1958م توجه إلى مصر والتحق بمعهد الموسيقى في القاهرة، ومن خلال دراسته هناك بدأت تظهرعليه ملامح إبداعات موسيقية، فتعرف في ذلك الوقت على كل من فؤاد ياسين المعلّق الشهير، والفنان أبو عرب من خلال صوت العرب وبدأ مسيرته الفنية خلال فترة دراسته الجامعية والأكاديمية مؤدياً لألحان كبار الملحنين المصريين.
بعد تخرجه من معهد الموسيقى بداية الستينيات من القرن الماضي قام بتلحين وغناء أولى أغنياته وهي ( أرض أبويا يا خاي، ومن وراء المنطار ). وعند افتتاح صوت العاصفة في شهر مايو عام 1968م من شارع الشريفين بالقاهرة، التقى الملحن مهدي أبو سردانة بكل من الشعراء: صلاح الدين صادق الحسيني، ومحمد حسيب القاضي، حيث شكّلوا حالة فنية لإنتاج أناشيد الثورة الفلسطينية وتلحينها ونشرها في إذاعة صوت العاصفة.
من ألحانه على سبيل المثال لا الحصر ( طالع لك يا عدوي طالع، وثوري ثوري يا جماهير الأرض المحتلة، وأنا يا أخي، وعالرباعية، ويا شعبنا في لبنان، شدو زناد المارتيني، إليك نجيء يا وطني) وما يزيد عن ثلاثة أرباع أناشيد الثورة الفلسطينية.
استطاع الفنان الكبير/ مهدي أبو سردانة من خلال ألحانه للأغاني الوطنية والثورية، أن يوصل الكلمة الشجاعة إلى كل بيت في الوطن ومخيمات الشتات، بعد أن دوت الطلقة في خنادق الفعل والبطولة والتضحية.
مهدي أبو سردانة أحد أبرز الفرسان ورجال الرعيل الأول الذين لحنوا أناشيد الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، لقد كانت أغانيه الوطنية بصوته الرائع تدخل إلى القلب والوجدان وتلهب وتدفع الثوار نحو الوطن الحبيب.
لقد كان مهدي أبو سردانة فناناً مبدعاً ووطنياً بارزاً، وإنساناً حراً ومناضلاً من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
عاش الفنان الكبير مهدي أبو سردانة ملتزماً بقضية شعبه، كان يؤمن بأن الثورة هي التي تصنع الرجال والمقاومة هي التي تفجر ينابيع العطاء، وتعبّد الطريق إلى القدس والكلمة الشجاعة مع الأغنية هي التي تحفز وتشحذ همم الرجال.
كُرِّم الفنان الكبير/ مهدي أبو سردانة من قبل السيد الرئيس/ محمود عباس ( أبو مازن ) عام 2011م بوسام الاستحقاق والتميز، وذلك تقديراً لدوره الوطني في حقل الإبداع الفني والثقافي.
بعد سنوات طويلة من العطاء والتجربة الفنية الرائدة والغنية للفنان الكبير/ مهدي أبو سردانة اعتلّت صحته وأُدخل مستشفى فلسطين بالقاهرة، حيث كان يصارع المرض اللعين، وعندما زرناه قبل الوفاة بأسبوعين كان يتمتع بروح معنوية عالية، إلاّ أن إرادة الله فوق كل شيء، فقد توفي صباح يوم الإثنين الموافق 12/9/2016م في المستشفى، وتم مواراته الثرى في القاهرة.
مهدي أبو سردانة فنان مبدع، خلّد اسمه بعشرات الأغاني الثورية والوطنية، ملحن ومطرب ومنشد، منذ نعومة أظافره، وملتزماً بقضايا الوطن، فكل أغانيه وأناشيده كانت من أجل الوطن واستقلاله.
هذا وسوف تقيم سفارة دولة فلسطين بالقاهرة بيت عزاء للراحل الفنان الكبير/ مهدي أبو سردانة يوم الجمعة الموافق 16/9/2016م في مسجد الخلفاء الراشدين بشارع الحجاز بمصر الجديدة، بعد صلاة المغرب.
رحل الفنان مهدي أبو سردانة بعد أن ترك إرثاً كبيراً من العطاء والفعل، وكان مثالاً للفنان المناضل الملتزم بقضايا وطنه، لقد كان الفنان/ مهدي أبو سردانة منارةً فنيةً كبيرة خالدة بإشعاعها الثقافي في وجدان كل المناضلين من أجل الحرية والسلام.
هذا وقد هاتف السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) السيدة/ عبلة أبو سردانة عقيلة الملحن مهدي أبو سردانة، وقدّم سيادته خلال الإتصال أحر التعازي بوفاته سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته. وأشاد سيادته بالدور الوطني والنضالي للفقيد وبإرثه الفني الذي ستتذكره الأجيال القادمة، حيث لحّن العديد من أغاني الثورة الفلسطينية.
ونعت حركة فتح إلى جماهير شعبنا الفلسطيني والأمة العربية المناضل الوطني ملحن أناشيد الثورة الفلسطينية المبدع/ مهدي أبو سردانة، وحيّت فتح في بيانها روح ملحن أناشيد الثورة المعاصرة، واعتبرت مسيرة الفنان أبو سردانة وإبداعاته منارةً فنية ثورية خالدة قل نظيرها في عالم الموسيقى والألحان مازالت تشع على وجدان المناضلين الأحرار، ووصف بيان حركة فتح إبداعاته وألحانه بالكلمات الموسيقية الخالدة التي تركت آثارها في وجدان المناضلين في القواعد الكفاحية، وفي الميادين حيث حفظتها الجماهير الفلسطينية في الوطن المحتل والمخيمات، ولقد تخطت ألحانه بتأثيرها النوعي الفريد الدائرة الوطنية لتبلغ وجدان الجماهير العربية .
لقد ترك الفنان/ مهدي أبو سردانة لأجيال الشعب الفلسطيني إرثاً فنياً مازالت الحياة تتجدد فيه وكأنه خرج للتو، حيث يعتبر مهدي أبو سردانة من أشهر ملحني أغاني النضال الفلسطيني.
كذلك نعى المجلس الوطني الفلسطيني ملحن أغاني الثورة الفلسطينية/ مهدي أبو سردانة وأشاد المجلس في بيان النعي بمناقب الراحل الكبير وبصماته في حشد الشعب وتعبئة الجماهير الفلسطينية والعربية من خلال ألحانه الوطنية الخالدة في قلوب وعقول أبناء شعبنا الفلسطيني، والتي رددها وما يزال الآلاف من أبناء شعبناوالثوار في كل معاركهم وصولاتهم ضد الإحتلال الإسرائيلي.
كذلك نعى المجلس الثوري لحركة فتح والإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الراحل الكبير/ مهدي أبو سردانة.
لقد رحل فارس من فرسان العمل الوطني الفلسطيني، ولسوف تظل أغاني وألحان الراحل الكبير الفنان/ مهدي أبو سردانة باقية في وجداننا وعقولنا وتاريخنا وثقافتنا الوطنية، حيث تركت بصماتها في مسيرة الأغنية الثورية المقاومة.
رحم الله الفنان الكبير/ مهدي حسين محمد أبو سردانة وأسكنه فسيح جناته،،

Exit mobile version