المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مستشارو البيت الأبيض يضعون «خطوط أوباما» لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

قرر الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاستجابة لطلب إسرائيل عقد لقاء بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وجاء في التقارير نقلا عن البيت الأبيض أن اوباما ينوي التداول مع نتنياهو في «الحاجة الى تحقيق تقدم حقيقي نحو حل الدولتين في ضوء الاتجاهات الميدانية المثيرة للقلق»، وأن واشنطن تعد خطة لحل الصراع في الشرق الأوسط ينوي اوباما طرحها بعيد الانتخابات الأمريكية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال جوش آرنست الناطق بلسان البيت الأبيض إن اوباما سيتحدث مع نتنياهو حول تطبيق الاتفاق النووي في إيران وحول الوضع الأمني في الشرق الأوسط. وأعلن البيت الأبيض أن اللقاء سيعقد في الفندق الذي سينزل فيه اوباما في نيويورك وان الزعيمين سيناقشان العلاقات بين البلدين، التي «ثبتت قوتها من خلال توقيع اتفاق المساعدات الأمنية الذي يشكل أكبر هبة عسكرية تمنحها الولايات المتحدة لدولة أخرى في تاريخها».

وينكب مستشارو الرئيس اوباما هذه الأيام على صياغة عدة سيناريوهات ممكنة لبلورة «خطوط اوباما» لاستئناف المفاوضات السياسية. وقال مصدر إسرائيلي رفيع انه سيتم في شهر تشرين الثاني المقبل عرض «خطوط اوباما» لحل الصراع. وقد استلهم الفكرة من «خطوط كلينتون» التي عرضها الرئيس الامريكي الأسبق قبل لحظة من إنهاء ولايته في البيت الأبيض في عام 2000. ويسود الاعتقاد أن اوباما لن يطرح الخطة خلال اللقاء القريب مع نتنياهو وإنما بعد الانتخابات الأمريكية.

وتدعي مصادر سياسية أن اوباما لا ينوي الاكتفاء برؤية حل الدولتين فقط وإنما التركيز أيضا على المسائل الجوهرية الأخرى كتبادل الأراضي ومصير القدس وشكل الحدود النهائية. وتطمح الإدارة الأمريكية الى دفع «سلام إقليمي» وليس فقط طرح مخطط عيني لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ولذلك يمكن لها الاعتماد على بنود من مبادرة السلام السعودية.
وقال مسؤول امريكي رفيع إن الادارة تعتبر نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس من الماضي، وإن مخطط اوباما سيكون اوسع وليس موضعيا وسيكون حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ولكن في سياق إقليمي أوسع». ويملك اوباما مصلحة في التقاء نتنياهو لكي يحصل على الإطراء العلني منه لقاء اتفاق المساعدات الأمنية الأمر الذي من شأنه تضخيم ميراثه، كمن اهتم بأمن إسرائيل رغم العلاقات المتعكرة مع نتنياهو بل ومساعدة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية.
لكنه يعم الغضب الشديد على اوباما في صفوف الجهات الليبرالية الأمريكية لأنه لم يضغط بما يكفي على إسرائيل من إجل التوصل الى حل مع الفلسطينيين. وقرار طرح مخطط سلام جديد يعكس طموح اوباما الى طرح قاعدة للمفاوضات المستقبلية على طاولة الرئيس المقبل.

ووجهت مصادر في البيت الأبيض انتقادا بالغا للاتصالات التي يجريها نتنياهو مع الرئيس الروسي بوتين في مسألة عقد قمة مع الرئيس عباس في موسكو. وقال النائب اريئيل مرغليت من المعسكر الصهيوني بعد لقائه مع مسؤولين في الكونغرس والإدارة الأمريكية مؤخرا أن «الإدارة غاضبة على نتنياهو لأنها تعتبر خطوته هذه بمثابة مؤامرة على الولايات المتحدة.»
وتأتي هذه التطورات في وقت وصل فيه الرئيس عباس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، أي قبيل لقاء نتنياهو أوباما.

ويأتي وصول الرئيس عباس كذلك مع تسريب أنباء عن قرب إعلان حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس وإنهاء الخلاف الداخلي الفلسطيني لوقف الضغط العربي أو نزولاً عنده وكذلك لتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية أمام العالم والضغط على إسرائيل سياسياً وديبلوماسياً من خلال مجلس الأمن أو المحكمة الجنائية الدولية.

القدس العربي

Exit mobile version