المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الصيام على الجبل المقدس…

زهران معالي

تعالت التراتيل التوراتية المتناغمة شيئا فشيئا على قمة جبل جرزيم، الجميع كان حاضرا في الكنيس السامري قبل أذان المغرب، أطفالا ونساء ورجالا، جميعهم ينتظرون النفخ بالبوق، إيذانا بانتهاء يوم الغفران الذي صاموا خلاله 24 ساعة.

في العاشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري السامري، من كل عام، يبدأ يوم عيد الغفران (يوم الصوم)، ويستمر لمدة 24 ساعة متتالية، يقضيها السامريون بالصلاة والدعاء في الكنس منقطعين عن المأكل والمشرب بمن فيهم الأطفال الذين يسمح لهم الرضاعة فقط”، هذا ما وضحه الكاهن حسني مدير المتحف السامري لـ”وفا”.

وأضاف “يقوم جميع أفراد الطائفة خلال يوم الغفران بالتوجه إلى الكنس السامرية في كل من جبل جرزيم ومدينة حولون، قبل المغرب بساعتين في اليوم الذي يسبق يوم الغفران لتأدية طقوس يوم الغفران الذي بدأ لديهم هذا العام من مغرب ليلة الاثنين وحتى مغرب ليلة الثلاثاء، لمدة 24 ساعة متواصلة، لا تنقطع فيها الصلاة ولا العبادة ليلا ونهارا متواجدين داخل الكنس منقطعين عن المأكل والمشرب ما عدا الاطفال الرضع، وبالصلاة شيباً وشبابا نساءً وأطفالا، جميع أفراد الطائفة يصلون… صائمين مستغفرين مهللين مكبرين للــه الواحد الأحد”.

يقول سمير خليل السامري، إن الصيام فرض على كل نفس من بني إسرائيل في هذا اليوم؛ وذلك من أجل أن يشعر الإنسان بطيب النفس والجوع والتعب سواء أكان كبيرا أم صغيرا.

وخلال الصلاة يتم قراءة الخمسة أسفار من التوراة ويتخلل ذلك أناشيد وترتيلات وأشعار، ويقوم السامريون بعدها بالسلام على بعضهم البعض من أجل أن يُكسبوا النفس المحبة، وفق السامري.

في عيد الغفران يتميز السامريون بلباسهم الديني، حيث يرتدي الرجال اللباس الأبيض والعمامة والطربوش في حين يرتدي الكهنة العمامة الزرقاء والألوان المفرحة، في حين ترتدي النساء الملابس الفضفاضة.

ومع انتهاء يوم الغفران يبدأ السامريون التحضير لإحياء شعائر عيد “العرش”، الذي يصادف في الخامس عشر من الشهر السابع حسب التقويم العبري السامري، ويصادف هذا العام الخامس عشر من الشهر الجاري الميلادي، وهو الشعور بخروج بني إسرائيل من العبودية بمصر والشعور بالدخول بالجنة.

ويتم تزيين كل بيت من بيوت أبناء الطائفة السامرية بما يتوفر لديهم من الفاكهة التي تمثل عبارة الدخول للجنة، وفق السامري.

تقول يفيت السامري إن عيد الغفران يعتبر من أهم أيام السنة والأعياد، التي تقوم فيها كل نفس حتى الأطفال الرضع بالصيام لمدة 24 ساعة عن جميع أنواع الطعام والشراب، وتمتنع فيه النساء عن الأعمال المنزلية، فيكون خالصا للصلاة والصيام.

وتضيف “إن طعام الإفطار تقوم النساء في الفترة المسائية بإعداده فقط، وهو عبارة عن مأكولات باردة غير ساخنة كالسلطات والخضار والفواكه، بالإضافة لإعداد الكعك والمعجنات قبل الغفران بيوم، كونه لا يجوز إشعال نار خلاله، ولا يمكن حتى مشاهدة التلفاز، أو القيام بأي نشاطات دنيوية، ويكرس يوم الصوم للصلاة”.

الطفل إسحاق (12 عاما)، قال إن اليوم “كان جميلا جدا وشاقا بفعل الصيام إلا أنه تعلم الصبر منه والشعور بالمحبة”.

ويبلغ تعداد الطائفة السامرية، والتي تعد أصغر طائفة دينية في العالم، 800 نسمة، موزعين بين جبل جرزيم في نابلس، ومنطقة حولون، قرب تل أبيب.

جبل جرزيم موقع مقدس لهذه الطائفة، ويحجون إليه ثلاث مرات سنويا، خلال أعياد “الفسح” و”الحصاد” و”العرش”، فيما يحتفلون بأعياد التوراة السبعة، وتضم إضافة إلى الثلاثة السابقة كلاً من: أعياد “الفطير”، ورأس السنة العبرية، وعيد الغفران، والعيد الثامن “فرحة التوراة.”

Exit mobile version