المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الشهيد علي الشيوخي.. اعتقله الاحتلال طفلا وقتله شابا

ربما أكثر من سيشعر بفقدان الشهيد علي عاطف الشيوخي 20 عاماً وغيابه هما والدته وشقيقه التوأم محمد… فوالدته كانت على موعد مع قصص الأسر له ولأشقائه الثلاثة وشقيقته وعاشت مرارة زيارة السجون لرؤية أبنائها، أما شقيقه التوأم فهو نصفه الثاني ورفيقه منذ الصغر وشريكه في التنقل والعمل، وبفقدانه لا يعرف كيف ستكون حياته حيث ان تسلسل وقت إصابته واستشهاده ثم دفنه كانت خلال بضع ساعات.

والدة الشهيد: علي حُرم من طفولته وشبابه

تعيش والدة الشهيد علي صدمة فراقه، الذي غيبه الاحتلال عنها 15 شهراً، وأفرج عنه نهاية العام الماضي وتقول:” بدأت سلطات الاحتلال ملاحقة علي وهو في سن 12 ربيعا… ولم تراع المخابرات وقتها طفولته وارتباطه بشقيقه التوأم محمد، بل اقتحمت منزل العائلة وقامت باعتقالهما واقتاديهما الى التحقيق، ومن هنا بدأت سلسلة الاعتقالات لهما، فاعتقل علي 5 مرات.. أما محمد 7 مرات.”

وأضافت والدة الشهيد:” كان يقضي علي فترات متفاوتة بالتحقيقات، بين يومين الى شهر، حتى حكم عليه في آخر مرة بالسجن الفعلي لمدة 15 شهراً.

وتذكر والدته انه لم يعش طفولته وحرم من شبابه، فقد حرمه الاحتلال من تحقيق آماله وطموحاته، باعتقاله عدة مرات ثم استهدافه برصاص وتركه ينزف لمدة ساعتين دون أي علاج.”

وتتابع الوالدة عن نجلها :”حرم علي من اكمال مدرسته بسبب الحكم عليه، وحرم من تقديم امتحان الثانوية العامة داخل السجن، لكنه لم ييأس وسجل مؤخرا من اجل تقديم الامتحان لأنه كان يأمل بالالتحاق بكلية الحقوق وان يصبح محاميا مدافعا عن حقوق المظلومين، كما قدم للحصول على رخصة السياقة.

وعن يومها الأخير مع علي تقول :”تناولنا طعام الغداء سوياً، وخرج علي في ساعات المساء وأخبرني بأنه سيتوجه ليشتري لي الدواء، وخلال ذلك شهدت بلدة سلوان مواجهات، وتضاربت الأنباء بين إصابة خطيرة واستشهاد أحد الشبان، حتى تلقينا اتصالا قبل منتصف الليل أكد لنا نبأ استشهاده.”

وحسب شهود عيان تواجدوا في المنطقة، فقد أكدوا لوالدته أن علي ترك على الأرض ينزف حوالي ساعتين دون علاج، وقالت:” بعد إصابة علي اغلقت المنطقة بالكامل، ومنعت السيارات وحتى سيارات الاسعاف من السير والوصول اليه ولم يتمكن الشبان ايضا من تحويله للعلاج وبالتالي بقي على الأرض يتألم وينزف، وإصابته كانت بالحوض وليست في منطقة “قاتلة”، وكان بالإمكان تقديم العلاج اللازم له.. ونحتسبه اليوم شهيداً.”

وقالت والدته :”لا تريد سلطات الاحتلال ان يعيش أسرى محررين حياتهم بأمان ولا تريد أن ينعم ويعيش شباب فلسطين وأطفالها بسلام، فهي تلاحقهم باستمرار، مشيرة ان المخابرات اتصلت واستدعته للتحقيق يوم الخميس… وجاء يوم الخميس وعلي تحت التراب.”

وتساءلت والدة الشهيد عن ذنب علي ليحرم من طفولته بالاعتقال ويحرم من شبابه بالقتل..تهمته انه يحب القدس والأقصى والمقدسات..والاقصى هو لكافة المسلمين في العالم الاسلامي، وليس فقط لشباب فلسطين.”

شقيقه التوأم :”لا أتخيل القادم بدونه”

محمد شيوخي .. شقيقه التوأم الذي تقاسم معه أوقاته طوال السنوات الماضية، ويعيش في صدمة منذ تلاحق الأحداث وغير مصدق نبأ استشهاد شقيقه

وقال – قبل اعتقاله فجر الخميس وتمديده بحجة نيته تنفيذ عملية-:”لا استطيع تخيل حياتي بدونه.. فهو توأمي وكل أوقاتنا نقضيها سويا، نصحى سويا ونتوجه للعمل في مجال الجبص سويا، ونعود سويا.. نسهر ونأكل مع بعضنا، حتى اعتقالاتنا كانت مع بعضنا البعض”.

قلبه كان دليله لأنه شعر ان المصاب هو شقيقه وقال :”مساء الأربعاء كانت صدفة اننا لم نكن سويا، فهو خرج لشراء الدواء وبقيت انا بالمنزل، حتى سمعت بخبر إصابة شاب، فشعرت انه علي، حاولت الوصول لمكان الاحداث لكن اغلاق الطرق حال دون ذلك، فأسرعت الى مستشفى المقاصد سيرا على الأقدام وفي الطريق اتصلت بوالدي لاسمع خبر استشهاد علي”.

وأضاف ان كل الأحداث كانت خلال دقائق قليلة يصعب تصديقها..إصابته واستشهاده ودفنه..الا انه تمكن من توديعه وحمله ودفنه في مقبرة “تربة السواحرة” بعد ساعات من اصابته واستشهاده لعدم احتجاز جثمانه وقال :”لا أتخيل القادم بدونه”.

عرقلة الطواقم الطبية

سلطات الاحتلال وبعد إصابتها للشاب علي مساء الأربعاء الماضي في حي عين اللوزة ببلدة سلوان، حاصرت المنطقة بالكامل، حاولت البحث عنه عدة ساعات ومنعت الطواقم الطبية من الوصول اليه.

جواد البكري المدير الإداري لنظام الإسعاف في جمعية نوران، أوضح أن طواقم “نوران” تمكنت من الوصول الى الشهيد وكان في حالة حرجة جدا، الطواقم الطبية قامت بعمل إسعافات الطوارئ الأولية المناسبة لإصابته لكن أعلن الطبيب عن استشهاده.

وأضاف البكري أن طواقم وصلت الى الشهيد عند الساعة 11 قبل منتصف الليل، – بعد حوالي 3 ساعات من تعرضه للإصابة، وعرقلة وصول الإسعاف إليه حالت دون تقديم العلاج الذي كان من الممكن أن ينقذه.”

من جهته نضال أبو غربية أحد متطوعي الهلال الأحمر الفلسطيني قال:” أن القوات الإسرائيلية عرقلت الطواقم الطبية من الوصول الى الشهيد، وعلى ما يبدو كانت على معرفة بمدى حجم الإصابة ، وذلك ظهر بإغلاق المنطقة ومحاصرة مكان ومحيط إصابة الشاب.”

وأوضح أبو غربية أن طواقم الإسعاف الأحمر بقيت في بلدة سلوان، لمدة ساعة ونصف، حاولت خلالها الوصول إلى الشاب عدة مرات دون جدوى، سيارة الإسعاف الأولى تعرضت للتوقيف والتفتيش 7 مرات، أما الثانية فقد تعرضت للتفتيش 4 مرات، بحثا عن المصاب.

واضاف ان القوات الإسرائيلية شددت من حصارها وإغلاقها للمنطقة التي كانت تتوقع أن يكون “الشهيد” فيها.

Exit mobile version