المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

القدس… بين الاحتلال وقرار «اليونسكو»

بقلم: بهاء رحال

حصلت فلسطين على قرار دولي من قبل المنظمة العالمية ” اليونسكو” يدحض المزاعم الاسرائيلية بحقها في المسجد الاقصى المبارك، حيث جاء القرار متناغماً مع الحق الطبيعي والتاريخي الفلسطيني العربي والإسلامي الذي تسعى اسرائيل لسلبه من خلال جملة الادعاءات الباطلة التي تسوقها، وجملة التغيرات الحديثة التي تجريها وتدعيها بين الفينة والأخرى منذ احتلال المدينة المقدسة في حزيران 1967، هذا القرار الذي يؤكد على الحق التاريخي وعلى بطلان الادعاء الاسرائيلي الذي يسوقه الاحتلال.
القرار الذي صدر عن المنظمة الدولية قوبل برفض امريكي كما هي العادة، حيث صوتت ضد القرار عدد من الدول الكبرى المنحازة لاسرائيل ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا، ولكن القرار نجح في التصويت عليه بالأغلبية التي حصل عليها، وهذا يعتبر انتصاراً للحق التاريخي وبطلان لكل المزاعم الاسرائيلية التي تحاول منذ احتلال المدينة تغيير الطابع التاريخي والتراثي والديني للمدينة المقدسة، ولا تتوانى عن فرض سياساتها المتطرفة بالقوة وبالهيمنة على المدينة من خلال ممارساتها القائمة على سلب التراث وطرد السكان أصحاب الارض لإحلال مستوطنين اغراب، وهذا ما تقوم به اسرائيل منذ احتلال المدينة المقدسة بالإضافة الى جملة الادعاءات الباطلة الاخرى التي تسوقها والتي تتناغم مع سياسة الاحتلال القاهر والظالم.
لقد اكد قرار اليونسكو على بطلان ادعاء اسرائيل وجاء منصفاً للحقيقة بأن المسجد الاقصى هو مسجد فلسطيني عربي واسلامي ولا علاقة لما يسمى بالهيكل في المكان المقدس الواقع تحت الاحتلال، وان المزاعم الاسرائيلية ما هي إلا محاولات تزوير للحقيقة الراسخة التي مفادها ان هذا المسجد اسلامي عربي فلسطيني وان عمليات الاعتداء التي تجري في العلن وتحت الارض هي عمليات تخريب وسرقة ومحاولات تدليس باطلة لا اساس لها من الحقيقة، وهذا يدعو الى تحرك دولي لحماية المدينة المقدسة التي تتعرض بشكل محموم لعمليات اعتداء كاملة خاصة في تلك الانفاق التي تقوم اسرائيل بحفرها والتي تشكل خطراً مباشراً يهدد البناء والمكان وهذا يتطلب تدخلا دولياً عاجلاً وعادلاً لحماية المقدسات والحقوق التي تتعرض كل يوم للسلب الدائم.
رغم ان القرار جيد في مضمونه إلا انه لن يغير شيئاً على الارض ما لم يترافق بإرادة دولية حقيقية لوقف ممارسات الاحتلال وعمليات الحفر والتهويد التي تجري في المدينة المقدسة، بالإضافة الى سياسة التطهير العرقي التي تستهدف الفلسطينيين المقدسيين الذين يطردون من بيوتهم ومتاجرهم ودور عبادتهم وطرقهم وشوارعهم وحاراتهم، وهذا يستدعي ان يترافق القرار الدولي بإرادة دولية لإنهاء احتلال المدينة وخلاصها من صور الاحتلال وقيود عزلته المفروضة على كل شيء في القدس، وحتى لا تبقى مثل هذه القرارات حبراً على ورق، بينما الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الدعوات والقرارات الاممية ويواصل مسلسل الاحتلال بالقوة التي يفرضها ويمارسها على ارض المدينة المحتلة.
الاحتلال الذي يواصل اعتداءاته على المدينة المقدسة بشتى الطرق والوسائل وبكل الاساليب يواصل التنكر لكل دعوات العالم وقراراته الصادرة عن هيئات الأمم ويضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، في ظل عدم وجود ارادة دولية جادة وقادرة على الزامه بتلك القرارات، ولهذا فإن المطلوب هو ان تترافق هذه القرارات مع قوة دولية ملزمة تؤدي الى انهاء الاحتلال، وان لا تبقى الدول الكبرى تدور في فلك الانحياز، للأكاذيب التي يسوقها الاحتلال في كل مرة.

Exit mobile version