المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أنور عشقي: هذه أسباب الخلاف «السعودي ــ المصري»

مصر والسعودية

اتهم الدكتور أنور عشقى، مستشار مجلس الوزراء السعودى الأسبق، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الإعلام بالمسؤولية عن توتر العلاقات بين مصر والسعودية في الفترة الأخيرة.
ونفي عشقي في حوار له نشر في صحيفة «المصري اليوم» الأربعاء، أن وجود أزمة في الخلافات بين البلدي«الشقيقين»، قائلا إن «كلمة مندوب السعودية فى الأمم المتحدة عن تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى، جاء من باب العتاب، وليس من باب الهجوم، وأن كلا البلدين فى حاجة ماسة لبعضهما سياسيا، متهما الإعلام بتأجيج الموقف بين الشقيقتين مصر والسعودية».
وقال «عشقي» إن سفر السفير السعودى أحمد عبدالعزيز قطان، إلى المملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضى، لم يكن استدعاءً لقطع العلاقات، وإنما كان سعياً من المملكة لاحتواء الخلافات بين القاهرة والرياض، وبحث آليات تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين الدولتين، وأن احتمال قطع البترول عن مصر غير وارد نهائيا، فالتوقف متفق عليه من الطرفين لشهر أكتوبر، مؤكدا أن التقارب السعودى- التركى لن يؤثر على العلاقة بين المملكة ومصر.
وأرجع «عشقي» الأزمة بين البلدين، هو غياب قنوات الاتصال اليومية بين البلدين لإدارة هذه الاختلافات والتنسيق فى شأنها.

قطع البترول السعودي عن مصر غير وارد على الإطلاق
واعتبر «عشقي» الرابط بين وقف شحنة البترول إلى مصر من قبل شركة أرامكو، كان ردا على التصويت المصرى فى مجلس الأمن لمصلحة مشروعى قرارين متنافسين فى شأن حلب الأسبوع الماضى، بأنه «خطأ تداوله الناس»، قائلاً، «التزامن ليس من باب عقاب مصر، كما حاولت بعض وسائل الإعلام المُغرضة الإيحاء بذلك، أو مساومة «الشقيقة الكُبرى» على مواقفها الخارجية تجاه القضايا السياسية»، مضيفاً: «أود التأكيد أن كلمة مندوب السعودية فى الأمم المتحدة عن تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسى، جاء من باب العتاب، وليس من باب الهجوم».
وأكد أن ما تردد عن وقف السعودية لإمداد مصر بالبترول، «احتمال غير مطروح على الإطلاق»، والمملكة ملتزمة بكافة تعهداتها تجاه مصر، والتوقف هذا الشهر مُتفق عليه من جانب الطرفين، وله أسباب خارجة عن إرادة المملكة، والسعودية فى حاجة ماسة لدعم مصر السياسى، وكذلك فمصر فى حاجة للدعم ذاته.

أسباب الخلاف
وقال«عشقي» إن «السبب وراء تأجج الاختلاف الأخير بين مصر والسعودية، هى الأصوات الإعلامية من كلا البلدين، التى تتبنى منهج التفريق، لا التجميع»، محملا باللوم على مواطنه السعودي الكاتب «جمال خاشقجى»، مؤكدا أنه «ليس مُقرباً من الدولة، ولا يعبرعن وجهة نظر المملكة الرسمية، وأكدت المملكة فى مرات سابقة أنها ليس لها متحدثين رسميين لها، وهو محسوب على الجماعة التى لها تحيز واضح، ويعتقد الكثيرون أن وجهة نظره مُعبرة عن المملكة، وهو اعتقاد مغلوط، وكُل بيانات المملكة الرسمية توضح ذلك دون مغالطة، أو مواربة».
مشددا على أن التقارب السعودى– التركى، «لن يؤثر على العلاقة بين الرياض والقاهرة، بأى حال من الأحوال، وان المملكة تقرر طبيعة مصالحها، وليس لمصر وصاية عليها، فكلا البلدين رؤيته لمصالحه، لطالما لم تمس أمنه القومى مباشرة أو تقوّض مصالحه.»

مضيفا أن المملكة تُقدر هذا الخلاف بيت تركيا ومصر، وسعت فى الفترة الأخيرة لإحداث حالة من تقريب وجهات النظر بين البلدين، وتجاوز الأزمة الأخيرة بتقديم تنازلات من الطرفين، لاعتبارات تتعلق بتحالف استراتيجى فى المنطقة تكون فيه الدولتان ضالعتين فيه، لكنها لم تنجح فى ذلك رغم مساعيها الدائمة.

الخلاف بشأن رحيل الأسد
وعن الخلاف المصر يالسعودي بشأن رحيل الرئيس السوري بشار السوري، قال «عشقي»، الخلاف مرتبط بتخوف مصر من أن يؤدى رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، إلى وصول المعارضة السورية للسلطة، والتى تعتقد مصر أن لجماعة الإخوان، السيطرة عليها، والتى سيؤدى وصولها للسلطة فى سوريا لمنح «إخوان» مصر، «قبلة الحياة» من جديد مما يشكل مزيداً من الضغط على الحكومة المصرية فى ظروفها الحالية، لذلك يقول ممثلو الحكومة المصرية فى المحافل الدولية إن الأولوية فى سوريا تتمثل فى تقويض إمكانات المنظمات الإرهابية فى سوريا و«الحفاظ على كيان ومؤسسات الدولة السورية».

التطبيع مع إسرائيل
وأجاب «عشقي»، بشأن الجدل الدائر بشأن حضوره أحد المؤتمرات التى نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى فى الفترة الأخيرة بواشنطن، مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دارى جولد، قائلاً « لم أشارك فى هذا المؤتمر بصفة رسمية حكومية، ولكن كرئيس لمركز أبحاث دراسات الشرق الأوسط بجدة، وتصافحنا بعد انتهاء الجلسة، وأرى أنه لا عيب فى ذلك، كما أننى التقيت الإسرائيلى دارى جولد باعتباره مديرا لمركز القدس للأبحاث، لا باعتباره مسؤولًا إسرائيليًّا، وحين سُئلت عن الفرق بين إسرائيل وإيران، قلت إن إسرائيل هى عدو عاقل، وإيران صديق جاهل، وعدو عاقل قد يكون أفضل من صديق جاهل».
وأضاف «عشقي » أن السعودية دولة كبرى فى المنطقة العربية، وهى طرف فاعل فى كافة القضايا الإقليمية فى العراق وسوريا وفلسطين، وهذا الدور التى تضطلع به المملكة يستوجب التنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة فى عملية تحقيق السلام الشامل فى منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل.

المصدر: ق الغد العربي

Exit mobile version