المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مؤتمر الصحوة الإسلامية ببغداد.. من محاربة الإرهاب لفضح سياسة إيران

شهدت العاصمة العراقية بغداد، أعمال الاجتماع التاسع للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد، وذلك بحضور شخصيات سياسية وعلمية، رافعًا شعار الحرب على الإرهاب وسط دعاوى تحريضية، تتماشة والرؤية الإيرانية في المنطقة.

مؤتمر الصحوة الإسلامية:

انطلقت، أمس السبت، أعمال الاجتماع التاسع للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد وذلك بحضور شخصيات سياسية وعلمائية.
وحضر المؤتمر في دورته التاسعة شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إلى جانب شخصيات سياسية وعلمائية من دول عدة. ويختتم مؤتمر الصحوة والذي يشارك فيه علماء مسلمون من 22 دولة.

“ولايتي” يكشف سياسة إيران

أكد الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي أن الصحوة الإسلامية باتت واضحة في المنطقة وهي تتقدم رغم كافة مؤامرات الأعداء وعملائهم ويمكنها التصدي لهذه المؤامرات.
وأشار ولايتي خلال كلمته في الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في بغداد، إلى أنه وبعد مضي 5 سنوات من بدء موجة الصحوة الإسلامية لم يستطع أعداء هذه الصحوة تحقيق كافة غاياتهم لاحتواء هذه الموجة، حتى رغم إيجاد الجماعات التكفيرية بل بات العالم الإسلامي بعلمائه وشعوبه موحدًا ضد تيار العنف والإرهاب التكفيري.
وتطرق ولايتي في كلمته إلى ما يجري في سوريا قائلًا: إن التكفيريين في سوريا هم يقاتلون الجيش السوري وتركوا العدو الإسرائيلي، وهذا يدل على نفاقهم، وأضاف أن الجيش السوري والقوات الشعبية في هذا البلد هم يقاومون الأعداء الداخليين والإقليميين والأجانب، واستطاعوا تحقيق إنجازات مهمة.
وفيما يخص العراق قال ولايتي إنه تجري الآن عمليات تحرير الموصل والقوات العراقية تتقدم، وهذا سيعيد الاستقرار إلى شمال العراق وهذا مهم لدول الجوار، كما أكد ضرورة عدم السماح بانتقال الإرهابيين من الموصل إلى مناطق أخرى.
وفي الشأن اليمني قال ولايتي: إن الشعب اليمني يتعرض لجرائم ضد الإنسانية، وإن النظام الرجعي السعودي أثبت أنه لا يفهم إلا لغة القوة، لكن اليمنيين يواصلون مقاومتهم باستلهام من الصحوة الإسلامية.
وفي الشأن البحريني قال ولايتي: إن الشعب البحريني المجاهد والثوري ما زال يصر على مطالبه المشروعة من أجل إحقاق حقوقه المسلوبة والمشروعة عبر الطرق السلمية في وقت يقوم حكام البحرين بقمع الشعب ومواجهة هذه المطالب بالقمع والعنف، ويضعون العالم المجاهد البحريني آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في الحصر، ويريدون سحب الجنسية عن هذا العالم الجليل.
وفي معرض إشارته إلى ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة قال ولايتي: “وفي فلسطين يواصل الكيان الصهيوني جرائمه ويسلب الفلسطينيين حق تقرير المصير ويقتل الشباب الفلسطينيين”، وأضاف: “أن شعوب المنطقة يريدون إحقاق حقوقهم لكن التيار التكفيري الصهيوني يريدون تهميش القضية الفلسطينية”.
وحول الفتن والأزمات التي تفتعلها السعودية في المنطقة عبر أداتي المال والوهابية قال ولايتي: إن يد الحكام السعوديين واضحة خلف كل هذه الأزمات لإشعال الفتن في العالم الإسلامي.

الحكيم ومحاربة الإرهاب:

وقد اعتبر رئيس التحالف الوطني في العراق السيد عمار الحكيم أن عقد مؤتمر الصحوة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد، نصرة من العالم الإسلامي تجاه العراق وقواته المسلحة.
وقال السيد الحكيم خلال كلمته في مؤتمر الصحوة الإسلامية: إن عقد هذا الاجتماع في العراق هو “نصرة من العالم الإسلامي تجاه العراق، وقواته المسلحة وحكومته المنتخبة، ونشعر بالامتنان الكبير لتلبية المشاركين في المؤتمر لهذه الدعوة”.
وأضاف “كما هو معروف أن المجمع العالمي للصحوة الإسلامية مهم، ونتيجة التحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية والعالم الإسلامي بشكل عام مما كان يتطلب أن تتضافر الجهود في التعاطي مع هذه التحولات”، مبيناً أن “الاجتماع الأول للمجمع عقد بحضور الشخصيات المؤثرة والمهمة في العالم الإسلامي، وتلاه تطورات تخصصية للنساء والعلماء والنخب”.
وتابع رئيس التحالف الوطني قائلاً: “وعلى أثر ذلك تم تنظيم نظام داخلي للمجمع وتم اختيار علي ولايتي رئيساً للمجمع، وتم تشكيل أمانة المجمع ليكون مقرها الدائم في طهران، وهناك اجتماعات فرعية للمجمع العالمي، مبيناً أن الاجتماع الذي يعقد اليوم، هو النسخة التاسعة من اجتماعات المجمع”.

العبادي وتركيا:

من جانبه أكد رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، في مؤتمر الصحوة الإسلامية، أن تركيا رفضت إعطاء العراق السلاح المطلوب ولم تقاتل جماعة “داعش” الإرهابية بل تقاتل من أجل توسيع دائرة نفوذها، موضحًا أن تركيا تهددنا بإرسال الجيوش بدون دعوة منا، وكانت قد رفضت مساعدتنا سابقًا في مواجهة “داعش”.
وأشار إلى بعض السياسيين المغرضين الذين يتصيدون في المياه العكرة وقال: مجرد أن وصلنا بالمراحل الأخيرة للقضاء على الإرهاب بدأت تتصاعد أصوات البعض خوفًا على السنة العراقيين.
وأضاف العبادي، نقول للأصوات التي تشكك بعملية تحرير الموصل أين كنتم عندما سبيت النساء وقتل ابناء السنة وهجرتهم جماعة “داعش”؟.
كما أكد رئيس وزراء العراق، على وجوب تغيير الصورة التي يسعى الإرهابيون لفرضها عن الإسلام.
وقال العبادي: يجب أن يكون أحد أهم أعمال الصحوة الإسلامية تغيير الصورة التي يريد الإرهابيين فرضها عن الإسلام، مؤكدًا أن العراقيين موحدون في مواجهة الإرهاب.
وأضاف أنه يتوجب على الشعب العراقي كله أن يقف بوجه الإرهاب عندما يكون التحدي الإرهابي كبيرًا، وأن همنا الأول هو الدفاع عن المدنيين وتحريرهم من “داعش”، وحذر من لجوء الإرهاب إلى أساليب أخرى تحت عناوين مختلفة.
وفيما أشار إلى ان الخسائر الاقتصادية في العراق نتيجة للإرهاب بلغت 35 مليار دولار، أكد العبادي على قدرة العراق الوقوف بوجه التحدي، وقال: “قريبا سنقضي على الإرهاب في العراق”.
ودعا رئيس وزراء العراقيين إلى اليقظة والحذر أمام أساليب “داعش”، وتساءل “هل نشأت “داعش” فجأة؟ أم هناك من دربها ومولها؟”، وقال مجيبا: “هناك من أنشأ “داعش” وقام بتدريبها وتمويلها”.
وقال: للمرة الأولى منذ 25 عامًا نرى تعاونًا بين القوات الاتحادية والبيشمركة في عملية تحرير الموصل، متمنيًا أن تتحول الصحوة إلى فعل ومنهاج.
واتهم العبادي في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الذي عقد السبت تركيا بالعمل من أجل مصالحها في العراق وليس لمساعدته، متسائلًا أين كان المتباكون على أهل السنة عندما ذبحهم داعش وهجرهم من أراضيهم. وطرح تساؤلات حول أسباب تدمير سوريا وليبيا واليمن داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى التوحد.
من جهة أخرى، أكد أن العراق سينتصر في حربه على الدواعش بفضل لحمة شعبه بكافة أطيافه.

تحريض المالكي:

وفيما كشف عن سياسية التبعية العراقية من قبل رئيس الوزراء الرعاقي السابق نوري المالكي، لسياسة إيران، بما يصعد صب النار على الحرب المذهبية في المنطقة، قال المالكي: إن القوات التي تقاتل من وصفهم بـ”الإرهابيين”، ستقاتلهم “في كل المناطق التي يوجدون بها”، بما في ذلك اليمن وحلب والرقة، بحسب تعبيره.
وفي كلمة ألقاها المالكي، في مؤتمر “الصحوة الإسلامية”، الذي خصص جزء منه لـ”مكافحة التطرف والتكفير”، شكر المالكي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، لعقده المؤتمر.
وأضاف المالكي أن الطائفية التي اشتعلت في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، عائدة إلى دور دول المنطقة التي تسببت في ظهور “القاعدة”، ومنصات الاعتصام في المدن العراقية، أي الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها مدن شمال العراق في زمن حكم المالكي، قائلا: إن “هذه المنصات هي التي ولدت داعش”، واصفًا إياها بـ”الجرثومة”.
وأضاف المالكي أن “العراق اليوم أطلق عملية (قادمون يا نينوى) لتحرير مدينة الموصل، ولكن أيضًا لتحرير مُدن أخرى”، وقال المالكي في هذا السياق: “قادمون يا نينوى تعني في وجهها الآخر، قادمون يا رقة، قادمون يا حلب، قادمون يا يمن”، وتعني أيضًا: “قادمون يا كل المناطق التي يُقاتل فيها المسلمون، الذين يريدون الارتداد عن الفكر الإسلامي”، بحسب قوله.

“الجبوري” يدعو للحوار

من جانبه، أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن “جميع فئات الشعب العراقي موحدة، شاكرين كل من وقف معنا وساندنا، ونؤكد أن العراقيين جميعًا مع وحدة العراق ونعول على استثمار فرصة النصر، وستكون مرحلة ما بعد التحرير مرحلة الحفاظ على السلم المجتمعي”.
وأضاف الجبوري في كلمة له خلال مؤتمر الصحوة الإسلامية في بغداد، “قلنا ولا زلنا نقول بأن الحلول الحقيقية ينبغي أن تكون جذرية فقد أصبحت المشاكل متشابكة مع بعضها، وهذا يعني بأن المنطقة تحتاج إلى حوار متكامل، وهو ينبغي أن ينطلق من غير شروط للتوصل إلى الحلول الحقيقية والاستعداد إلى تقديم التنازلات”.
وأوضح الجبوري أن “العراق بدوره مستعد لدعم الحوار والمشاركة فيه دون تحفظ، داعياً دول جوار العراق كافة لجلسة مشتركة لتحقيق الأمن والتعايش الإسلامي من تركيا والسعودية إلى إيران ودول الجوار الأخرى)، ونحن مستعدون لتحقيق تقدم ملموس فالعراق دولة تتأثر وتؤثر في هذه المشاكل، راجين قبول المبادرة من العراق من أجل السلام واستقرار المنطقة”.
وقال الجبوري: إن “خطر التطرف بات يهدد وجود الأمة، وهي تتحمل الحصة الأكبر بالدفاع عن مقدساتها”، ومحملاً علماء الدين المسئولية الأكبر؛ لأن الإرهابيين حاولوا تسويق فكرتهم تحت عنوان الدين الحنيف. وأكد أن “العالم اليوم يحملنا المسئولية للتصدي لهذا الفكر المتطرف الدخيل، وكل ذلك يتطلب خطة ناضجة يشرف عليها أهل الحل والفكر من خلال البحث عن أسباب نشأة هذا الفكر ووضع المعالجات بشكل عملي، والحكومات تتحمل جزءًا من هذه الحلول”.

السُّنة والشيعة:

فيما أكد إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالقادر الكيلاني، الشيخ الدكتور محمود جراد العيساوي أن مؤتمر الصحوة الإسلامية المنعقد في بغداد خطوة جادة للملمة الشمل وتشخيص الداء ومن ثم إيجاد الدواء له.
وأكد العيساوي على أهمية هذا المؤتمر، وعبر عن أمله بأن يخرج بنتيجة مفادها وقف نزيف الدم، قائلًا: “إن مشاكل العالم الإسلامي كثيرة بدءً بالخلافات وانتهاء بالحروب وسفك الدماء ولا تخلو دولة من دول المسلمين إلا وتعيش مشكلة حقيقية قائمة”.
وعن أهمية المؤتمر والوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية قال العيساوي لوكالة “تنسيم” الإيرانية”: “الأمة لن تقف على قدميها إلا إذا اتحدت، ونعرف أن السنة والشيعة هما التياران الأهمان في الأمة الإسلامية، أستطيع أن أشبه الإسلام بطائر إذا كان جناحه الأيمن سني فجناحه الأيسر شيعي، هذا الطائر لا يحلق عاليا بسماء المجد إلا بسلامة جناحيه، ومتى ما أردنا للأمة أن تتحد وأن نقف بوجه الأعداء علينا أن نوحد السنة والشيعة ولا بد للعقلاء من أبناء الأمة سواء أتباع مذهب الصحابة أي أهل السنة أو مذهب أهل البيت وهم الشيعة أن يفكروا بالفضاءات المشتركة وهي كثيرة جدا، وأن يتعاملوا فيما بينهم في هذه الفضاءات وأن يفكروا في تعايش سلمي بينهم، وفي الحقيقية بعضهم ينخر في جسد بعض، لغة التكفير التطاول التجاوز هذه غير جائزة، ينبغي على الأئمة أن تعرف حقيقة ما يراد منها وعلى كل منا أن يقبل الآخر على ما هو عليه وأن يحترم بعضنا بعضًا”.
وحول الصراعات الداخلية في العراق ومستقبل البلاد قال: “لا مستقبل لنا في العراق إلا بالتعايش السلمي أن ينفتح بعضنا على البعض الآخر ويقبله ويحترم ما هو عليه، نحن كنا متعايشين قبل عقود من الزمن، آباؤنا وأجدادنا، السُّني بجنب الشيعي بل أكثر من ذلك، ويتصاهرون فيما بينهم وعندما جاء الاحتلال أراد ان يفرق الصف ويوجد النزعة الطائفية ولن ينجح وستعود الأمور إلى ما كانت عليه”.

من الوحدة إلى التقسيم:

كل عام يعقد مؤتمر الصحوة الإسلامية، والذي تشرف عليه إيران، وهو يعد مؤتمر كاشف للتحرك الإيراني في المنطقة والعالم الإسلامي، ومن خلاالها تروج طهران إلى سياسيتها في المنطقة، وتنسج علاقتها القوية مع القوي الفاعلة على الأرض.
مؤتمر بغداد وإن كان شعاره معًا لتحقيق الوحدة ودحر التكفير والإرهاب، تحول إلى منصه لمهاجمة دول في المنطقة في مقدمتها السعودية، وكاشف لسياسة إيران تجاه دول المنطقة وخاصة العراق، ولم يغفل متحدثي المؤتمر الذين يرفعون شعار الوحدة إلى الانقسام والهجوم على دول إسلامية أخرى تخالف إيران في سياتها بالمنطقة.

بوابة الحركات الاسلامية

Exit mobile version