المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

السابع في رام الله للثامن في القدس

كسبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” سمة الحركة الديمقراطية الثورية التحررية باعلان رئيسها وقائدها العام محمود عباس ابو مازن باسم اللجنة المركزية موعد انعقاد المؤتمر العام السابع، فللجنة المركزية هذا الحق وقد اوفته لأعضاء الحركة عندما اطمأنت الى آلية رفع اعمدة العملية الديمقراطية في اطر الحركة القيادية، وتأكدت من صلابتها ومناعتها من الاختراق.. للبدء بعملية استنهاض فتح وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وبعد جولات نضالية سياسية ودبلوماسية في ميدان القانون الدولي، حققت فيها القيادة السياسية عموما وقيادة فتح خصوصا انجازات تاريخية، غيرت قواعد الصراع مع دولة الاحتلال، ستشكل بالتأكيد قواعد ارتكاز لبرنامج الحركة السياسي القادم.

صدقت فتح في مقولة تحدي المؤامرة والتصدي لرؤوسها وثالوثها الشيطاني، فاعلان موعد التاسع والعشرين من الشهر الجاري لانعقاد المؤتمر بعد كل الضغوطات، والعربدات، ومظاهر البلطجة، وامواج الدموع الكاذبة المذروفة من المطرودين والمفصولين من الحركة بدعوى الحرص على وحدتها وهم المقطعون لأوصالها بلغة الجهوية والفئوية والافتراءات، وبعد تهديدات وزير حرب دولة الاحتلال افيغدور ليبرمان، الذي ظن نفسه صانع اقدارنا ومستقبلنا، ينحت ويرسم لنا صور قياداتنا، وما علينا الا الانصياع، رغم علمه ان قائدا فلسطينيا وطنيا واحدا لم يفكر ولو للحظة بنيل رضى المحتلين، فقادتنا الشرعيون صنعتهم تضحياتهم، بطولاتهم، مواقفهم، تمسكهم بثوابت الشعب الفلسطيني ومبادئ الحركة واهدافها، ومن البديهي ألا يدرك المتغطرس هذا ومستخدمه المريض، معنى اقدام قيادة فتح على تحديد موعد المؤتمر لتجديد شرعية القيادة في وقت طوفان وسائل الاعلام المعادية لحركة التحرر الوطنية العبرية والدحلانية والحمساوية المشككة بشرعية القيادة على الصعيدين: الداخلي التنظيمي لفتح والوطني العام.

اخلصت فتح في الوفاء بعهدها للشعب الفلسطيني وللأمة العربية بأن تبقى في مقدمة مسيرة الشعب والأمة العربية التحررية نحو الحرية والاستقلال، وان تضرب للأمة العربية مثلا يحتذى في ديمقراطية حركة التحرر وبرامجها التقدمية، كنموذج لديمقراطية الدولة المستقلة القادمة، وهاهو المؤتمر العام السابع للحركة يؤسس لولادة جديدة، في مخاض دموي جديد بالمنطقة العربية، وتعقيدات في الوضع الداخلي الفلسطيني ومثالها ان يكون حماس ودحلان شريكين مع ليبرمان ونتنياهو في عملية اغتيال سياسي وربما مادي للرئيس ابو مازن، تكون مقدمة للتمتع برؤية انهيار حركة فتح، لكن الوفاء للمبادئ والأهداف التي انطلقت هذه الحركة من اجل تحقيقها كان كالطاقة المستمدة من الشمس، متجددة لا تنضب، وعلى الذين ينتظرون انهيار فتح عليهم ان يحلموا بأن الشمس لن تطلع ابدا على الدنيا، حينها فقط سيسعدون بانتهاء فتح، لكن من قال ان الشمس تسير بغير ارادة الأحرار.

ذاهبون للمؤتمر، لأنه طريقنا نحو فلسطين الحرة المستقلة، نحو القدس عاصمة بلادنا الأبدية، ذاهبون للمؤتمر السابع هنا على ارض وطننا على مرمى حجر من المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، ومن جوار ضريح الشهيد الحي فينا ياسر عرفات ابو عمار، فلعل روحه تسمع فتطمئن ان الثامن سيكون في القدس بعد السادس في بيت لحم والسابع في رام الله.

ذاهبون للمؤتمر لنقدم للعالم نموذج الرئيس القائد العام العقلاني، الحكيم، الصلب القوي، المؤمن الانسان محمود عباس ابو مازن فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية جديرة باسم عالمي نابت من جذور هذه الأرض المقدسة.

بقلم: موفق مطر

Exit mobile version