المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول نحو بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020

افتتح وزير الثقافة إيهاب بسيسو أعمال وفعاليات المؤتمر الوطني الأول نحو بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020، وذلك في احتفالية كبيرة احتضنها قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم، مساء اليوم الجمعة.

وقال بسيسو “إن هذا المؤتمر يؤكد على جدارة فلسطين باحتضان فعالية ثقافية مهمة على صعيد الثقافة العربية تتمثل في بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020، ونظرا لأهمية الحدث نحن اليوم نعقد المؤتمر التحضيري الأول والموسع من أجل أن نكون على جهوزية تامة لاستقبال 2020 والإعلان عن ذلك”.

وأضاف أن هذا الحدث هو رسالة فلسطين للثقافة العربية، من بيت لحم البوابة الجنوبية للقدس، والتي تمثل كل المرجعية الثقافية والروحية والسياسية والاجتماعية، وعليه نؤكد على شراكتنا الهامة مع مختلف الطيف الثقافي الفلسطيني والاجتماعي، لأننا نؤمن أن وصولنا إلى 2020 هو وصول كل فلسطين، لذلك سيناقش المؤتمر عدة محاور لها علاقة بطبيعة الفعاليات والبرامج التي ستحتضن خلالها بيت لحم هذا الحدث الهام على مدار عام”.

وأشار بسيسو أن “بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020” هي بمثابة عنوان لفلسطين وإنجاز يضاف لكل إنجازات الثقافة الفلسطينية وإسهاماتها العربية عدا عن أن “2020” سيصادف مئوية الراحل جبرا إبراهيم جبرا ابن مدينة بيت لحم، الشاعر والأديب والروائي والناقد والذي أسهم في الثقافة العربية.

وأكد أن العلاقة بين الثقافة الفلسطينية والعربية هي تكاملية، فالمبدعون والمبدعات من فلسطين ساهموا بشكل لافت في نحت الثقافة العربية والدليل أن “2020” هي مئوية جبرا ابراهيم جبرا .

وأضاف أن الثقافة الفلسطينية هي خزاننا الاستراتيجي من جهة علاقتها مع الماضي والمستقبل، وهناك خطوات كثيرة لدعم هذا الخزان؛ أبرزها الصندوق الثقافي الفلسطيني، والذي تعمل الوزارة على تأسيسه من أجل أن يكون حاضنة ورعاية للإبداع الفلسطيني.

وأشار خلال كلمته إلى عوائق تواجه الثقافة الفلسطينية، لكن الإرادة الفلسطينية تتغلب عليها، ومنها ما يتعلق بالمحتل وسياساته من خلال ملاحقة المؤسسات الثقافية في القدس، وحرية التنقل للمبدعين والمبدعات، واستصدار التصاريح ومنع الكثير من الفلسطينيين في المنافي من الدخول.

وتابع أن العوائق المحلية حاضرة من خلال شح الموازنة والتمويل الثقافي. ولفت إلى أن الثقافة الفلسطينية لا تخضع للحدود السياسية، بل تستجيب للنداء في أي مكان يتواجد فيه الإبداع الفلسطيني، وهي مسألة بحاجة لترجمتها إلى واقع، وهي مسؤولية الجميع، كما تعتبر رأس مال الفلسطينيين في الداخل والخارج.

من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عزيز العصا إن الثقافة في فلسطين وصونها والمحافظة عليها ليست ترفا، بل تقع في صلب معركة الوجود التي يخوضها شعبنا مع المحتل الذي يعيق، بل ويعطل سبل الحياة الطبيعية في كافة الجوانب.

وأشار إلى أن أي خطوة نقوم بها نحو بيت لحم عاصمة للثقافة العربية هي فعل تحد ومقاومة للاحتلال، الذي يضع كل ما لديه من عصي في دولاب الثقافة التي طورها شعبنا على هذه الأرض عبر آلاف السنين، والذي يسعى إلى سرقتها وتهويدها و”أسرلتها” بما يمتلكه من عناصر القوة المفرطة المنفلتة من عقال الأخلاق والقيم الإنسانية.

وقال ممثل محافظ بيت لحم فؤاد سالم إن هذا المؤتمر هو فرصة ليكون فضاءً رحبا في الحوار البناء والنقاش وتبادل الآراء بين أبناء شعبنا من المبدعين ورجالات الفكر والثقافة والسياسة والإعلام، لبلورة رؤية استراتيجية وأساليب مبتكرة تنسجم وتتماشى مع واقع وأهمية بيت لحم التي قدمت عبر تاريخها نموذجا حيا للتعايش بين مختلف الثقافات والأعراق والأديان فشكلت الوجه الأمثل لاحتضان الجميع دون استثناء.

وفي كلمة بلدية بيت لحم التي ألقاها نائب الرئيس عصام جحا، أكد على أهمية المؤتمر الذي يُعلِن هذا الحدث الهام والذي من شأنه إدارة المشهد الثقافي في بيت لحم لعام كامل، وتعزيز الحياة الثقافية في الفترة القادمة، وهي مدينة تمتاز بتعدد الحضارات من الكنعانية إلى الرومانية فالبيزنطية ومن العهد الإسلامي والصليبي والأيوبي والفاطمي والعثماني، حيث امتزجت جميع هذه الحضارات لتشكل معلماً عالمياً ثقافياً.

وأضاف أن اختيار بيت لحم كعاصمة للثقافة العربية هو اختيار حكيم يؤكد على أصالة هذه المدينة الفلسطينية التي شهدت قبل أكثر من ألفي عام ميلاد رسول المحبة والسلام السيد المسيح، واليوم تعتبر مدينة ذات إرث تراثي عالمي تمتاز بعمارتها وثقافتها ومكانها، وهي تشكل لوحة فسيفساء جمعت التنوع الثقافي والديني والاجتماعي، حيث انعكست من خلال إدراجها على لائحة التراث العالمي الخاص بالإنسانية في العام 2012، وذلك لقيمتها التراثية الاستثنائية، وبما يشكل فرصة هامة لكسر حصار المدينة.

وأشار جحا إلى أن بلدية بيت لحم أخذت على عاتقها تسخير كافة الجهود من أجل توفير البنية اللازمة لاستقبال هذا الحدث الهام، والذي سيشكل مساهمة هامة للجهود الوطنية المبذولة، حيث عملت على إنشاء مراكز الاستعلامات السياحية، وتحديث شبكة الطرق، وترميم سوق بيت لحم القديم، وإنشاء المرافق الصحية، والحدائق العامة، كما سيتم العمل على تأهيل المدخل الشمالي للمدينة، وقريبا سنشهد إطلاق مشروع إعادة تأهيل وإحياء شارع النجمة.

واستدرك “رغم كافة الإنجازات ما يزال التحدي كبير نظرا لحجم الحدث الضخم، ما سيتطلب تسخير مزيد من الدعم لصالح مشاريع البنية التحية والمشاريع الثقافية”.

وشارك في حفل الافتتاح وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ووزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني، ورجال دين وممثلين عن المؤسسات الحكومية والأمنية، وعدد من الأدباء والشعراء.

Exit mobile version