المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الاحتلال الإسرائيلي هو الغير مقبول!

رسالة للرئيس الايطالي: سلاح المقاطعة من أجل سلام عادل في فلسطين

يقلم: بسام صالح

وجه اتحاد النقابات القاعدية رسالة للرئيس الايطالي ماتاريلا انتقد فيها ما ادلى بها الرئيس الايطالي من تصريحات حول الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل واعتبرها امرا غير مقبول او مسموح به، وجاءت تصريحاته ايضا في اعقاب استجواب قدمه 26 نائب في البرلمان الايطالي عن الحزب الديموقراطي الحاكم وما سبقه من تصريح رئيس الحكومةحول امتناع ايطاليا عن التصويت في اجتماع اليونسكو، وجاء في الاستجواب ” بتاريخ 18 اكتوبر 2016 المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو اقر باغلبية تجديد القرار الذي يهدف “حماية التراث الثقافي في فلسطين والطابع الخاص للقدس الشرقية” . هذه الوثيقة التي تشير ايضا للاماكن المقدسة الواقعة على مرتفعة تطل على مدينة القدس القديمة دون اي اشارة لعلاقتها مع الديانة اليهودية ، واستعمال فقط الاسماء الاسلامية. وهي على سبيل المثال ، حائط المبكى او الحائط الغربي وهذه مقدسة عند اليهود، وتم وصف الساحة بالعربية بساحة البراق وفقط بعد ذلك وفي الوصف تم تسميته الحائط الغربي، وكذلك بالنسة “لجبل الهيكل ” اليهودي وهذا تمت تسميته فقط باللغة العربية ” الحرم الشريف “.
القرار المدعوم من السلطة الفلسطينية وقدمته الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان وتمت المصادقة علية 24 نعم 6 ضد و 26 امتنع عن التصويت، ومن بينهم ايطاليا، كما فعلت بتصويتات سابقة.
و هذا التوجه افصح عنه رئيس مجلس الوزراء والوزير المستجوب، اوضحا ضرورة تسجيل عدم استمرارية قاطعة الحكم لما عبر عنه قرار اليونيسكوـ وذلك تماشيا مع خط الجذور للوضع التاريخي والمتناسق مع الصداقة التاريخية مع دولة اسرائيل.
تعقيدات وحساسية البحث عن السلام الممكن، حسب معادلة ” شعبين دولتين”بالتاكيد لا يمكن فصلها عن الاعتراف بخصوصية دولة اسرائيل، الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، وعن تقاليدها وثقافتها الالفية.
“ماهو الخط السياسي الذي اتبعته ايطاليا حتى الان وماهي المبادرات التي تنوي الحكومة اتخاذها بهدف تفضيل مناقشة، ايضا داخل اليونيسكو، تحترم جميع الشعوب، والثقافات والشعائر الدينية والذين يرون في القدس جذورهم واماكن عبادتهم وهويتهم، وعن الحقائق التاريخية ، المفيدة من اجل الوصول الى قرار جديد يحترم هذه المبادئ.”
وقد اثارت تصريحات رئيس الجمهورية حملة قوية تحت عنوان ” ليس باسمي” وقامت دائرة العلاقات الدولية بتوجيه الرسالة التالية لرئيس الجمهورية. تحت العنوان الانف الذكر :
اتحاد النقابات القاعدية BDS ، قوة نقابية ديموقراطية، مناهضة حقا للفاشية والعنصرية، تؤكد بان تصريحات رئيس الجمهورية الايطالية ماتاريلا، الداعمة لاسرائيل وادانته للحملة الدولية للمقاطعة وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS ووصفها بانها غير مقبولة.
ان تقابتنا التي استجابت للنداء الصادر عن العديد من المنظمات الفلسطينية ، واعلنت بتاريخ 29/5/2015 انضمامها ومشاركتها بالحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل BDS .
حملة BDS هي واحدة من الأسلحة التي تعارض سلميا “المقاطعة” المستمرة التي تفرضها اسرائيل من اكثر من ستين عاما ودون توقف ضد الشعب الفلسطيني.
ان النظام الإسرائيلي الحالي، يتحكم في الاقتصاد الفلسطيني، وإدارة الوصول إلى موارده من الطاقة والمياه، وكذلك الواردات والصادرات الفلسطينية حيث تفرض تل أبيب السيطرة على الضرائب الجمركية. اضافة الى مصادرتها للأراضي والموارد، التي تفاقمت بسبب المستعمرات والمستعمرين الذين يحتلون 42٪ من مساحة الضفة الغربية.
ووفقا للمنظمات الاجتماعية والنقابية الفلسطينية والمكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء، فان مستوى ارتفاع البطالة، يجبر أكثر من ثلث العمال الفلسطينيين إلى البحث عن عمل باجور منحفضة في المستعمرات من خلال نظام معقد و مهين من التفتيش الى التصاريح.
“المقاطعة” الإسرائيلية تصيب القطاع الصحي الفلسطيني عن طريق الحد من حركة الأطباء والمرضى والأدوية. وللايجاز نعطي مثالين لنتائج هذه الحرب القذرة : الاول يخص متوسط العمر المتوقع للفلسطينيين فهو 10 سنوات أقل من الإسرائيليين و 18.8٪ من وفيات الاطفال أعلى خمس مرات على ما تم تسجيله في إسرائيل.
ان تصريحات الرئيس Mattarella، تتعارض مع الشعور العام الموجود في إيطاليا، والذي يدين السياسات الإسرائيلية ويتعاطف مع الشعب الفلسطيني. ان تعريف إسرائيل دولة ديمقراطية واستنكار الحملة الدولية BDS، هو تعريف يخدم المصالح الاقتصادية والتجارية التي تربط إيطاليا وحلف شمال الاطلسي مع دولة إسرائيل.
ان زيارة رئيس الجمهورية الإيطالية والاعتراف الخطير بالمزاعم الإسرائيلية حول القدس، يأتي بعد أيام من قرار اليونسكو الذي يحاول الحفاظ على القدس الشرقية باعتبارها تراث ثقافي فلسطيني.
تقوم السياسة الأمنية الإسرائيلية على الانتهاك المنهجي للقانون الدولي وخرقا لقرارات الأمم المتحدة واستخدام الأسلحة بلا رحمة وتذكرنا ب 4500 قتيلا عندما قصفت غزة عام 2009 وعام 2014. وعلى الرغم من كل هذا، الشركات الايطالية مثل إيرماكي Aermacchi وليوناردوLeonard (سابقا فينميكانيكا ex Finmeccanica) تواصل التعاون ببيع الأسلحة والتقنيات للجيش الإسرائيلي.
ان اتحاد النقابات القاعدية USB ومعه اوسع القطاعات الاممية المتضامنه مستمر في دعمه للشعب الفلسطيني، وايضا من خلال BDS،من اجل سلام عادل في فلسطين، وهو الحل الوحيد الذي يستطيع ضمان مستقبل سلمي لكل شعوب الشرق القريب.
ومن الجدير بالذكر ان السياسيين الايطاليين في زياراتهم لاسرائيل وفلسطين يمتدحون ديموقراطية اسرائيل ولا يذكرون ابدا انها دولة احتلال وتمييز، بينما يكتفون بتصريحات عمومية وعن الدعم المالي الذي تقدمه ايطاليا لمؤسسات السلطة الوطنية دون الاشارة لممارسات اسرائيل القمعية.

Exit mobile version