المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

طوباس…حرب على الجرارات

الحارث الحصني

لم يمر على حادثة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على أربعة جرارات زراعية من منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس، أكثر من أسبوع، حتى عاد الاحتلال صباح اليوم واستولى على جرار زراعي آخر في المنطقة.

وتمتاز مناطق عاطوف والرأس الأحمر والمناطق القريبة منها، بكثرة السهول الزراعية، ويعتمد سكانها على تسريح أغنامهم وزراعة المحاصيل الحقلية.

ويتوجب على المواطنين في تلك المناطق اقتناء جرار زراعي، نظرا لطبيعة المعيشة فيها، من جلب المياه والاعلاف للمواشي، وحراثة الأرض تمهيدا لزراعتها.

علي عزات أحد مالكي الجرارات الزراعية التي تم الاستيلاء عليها قبل أيام، بين في حديث لــ”وفا” حاجته للجرار الزراعي، تحديدا في مثل هذه الأوقات، فهو يعتمد عليه في جلب مياه الشرب وحراثة الأرض، اضافة لاستخدامات أخرى.

مزارعون نالهم الشيء ذاته، تحدثوا عن استخدامات الجرارات الزراعية.

يرى عزات أن هذا التوقيت للاستيلاء سيسبب الكثير من المشاكل له، فهو بحاجته لجلب المياه من منطقة “البقيعة”، وشراء الأعلاف لأغنامه، علاوة على زراعة الأرض التي اقترب موسم زراعتها.

لكن، ماذا يحصل بعد الاستيلاء؟

يقول علي عزات، “إن الاحتلال طلب منهم ارسال أسمائهم الشخصية وأرقام هوياتهم”.

ما يخوّف المواطنين في المضارب المنتشرة على سفوح الجبال بالرأس الأحمر جنوب شرق طوباس، أن بعد كل مصادرة يقوم بها الاحتلال يفرض عليهم غرامة مالية ، مقابل استرجاع الجرار. وهذا ما حصل معهم.

فقد فرض الاحتلال على مالكي الجرارات المستولى عليها غرامات مالية، وصلت لــ”1850″ شيقلا، يقول عزات.

وتعاني الأسر التي استولى الاحتلال على جراراتها من نقص حاد في مياه الشرب ومياه سقي الأغنام.

يتحدث عزات مجددا: ” بات الوضع خطيرا، بعض الأيام لا توجد مياه تكفي مواشينا، حتى أصحاب صهاريج المياه يترددون بتزويدنا بالماء خوفا من المصادرة، ويقتصر الأمر على يوم السبت ليلا”.

وتعتبر الجرارات الزراعية من أهم أساسيات الحياة، في منطقة لا توجد فيها بنية تحتية كافية، وشوارع لا تناسب إلا المعدات الثقيلة والجرارات الزراعية.

الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية، عارف دراغمة، يقول “إن الاحتلال استولى خلال الشهر الحالي على 7 جرارات زراعية، كسياسة عقاب جديدة تضاف الى سياسات كثيرة بحق السكان للضغط عليهم وترحيلهم”.

وكان لمنطقة الرأس الأحمر نصيب الأسد منها، إذ إنه خلال الشهر الحالي صادر الاحتلال وهدم فيها أكثر من أربع مرات.

ويرى دراغمة أن سياسة مصادرة الجرارات الزراعية هي سياسة قديمة، لكن زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.

نعود للسؤال مرة أخرى، ماذا يحصل بعد الاستيلاء؟

يجيب دراغمة، إن اكثر من (300) ألف شيقل فرضت كغرامات على معدات وجرارات زراعية تم الاستيلاء عليها فقط خلال الثلاثة أعوام السابقة.

ومن جهة أخرى، فإن هذه الجرارات تعتبر بالنسبة لمربي الثروة الحيوانية، أيديهم وأرجلهم في إيصال الخدمات لهم ولمواشيهم.

Exit mobile version