المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مؤتمر حركة فتح السابع : العقلية المنهجية والخيال

بقلم: بكر ابو بكر

المشاكل المنهجية في التنظيم، وباعتقادي أنها عصب الحقيقة الغائبة عن وعينا، هي المشاكل التي تعاني منها كثير من التنظيمات السياسية في عالمنا العربي، اذ يتم استبدال النظام والقوانين وسُبل الادارة الرشيدة (أو القيادة الحكيمة) بما يتوافق أو يتم تطويعه لرغبات ]الذات[المحصنة والبعيدة عن المحاسبة، وبما يتوافق مع الطموحات الشخصية وأحيانا مع النزق والكِبر (أن تمشي بالأرض مرحا) بعيدا عن الدرع الذاتي أو الجماعي بضرورة اتباع المنهج الاداري/القيادي العلمي، أو الرشيد الذي يُعلي من القيم، ويثبت المبادئ ويسير بين البدائل في حقل الزهور المتنوعة الألوان والروائح الزكية.

يمكننا أن نعرف التفكير بأنه: (نشاط العقل أو منهج العقل في حل المعضلات و المشاكل التي تواجه الإنسان ومحاولة التكيّف مع بيئته و فهم ما يصادفه من ظواهر).

وفي إطار رفضنا للتفكير الخيالي والتفكير الخرافي والتفكير بعقول الآخرين (العقلية النقلية المسلوبة)، وبمعنى آخر بعيدا عن الأوهام أو عن المحرمات بعقلية القوالب المصبوبة بتحريم مناقشة المسلمات يأتي التفكير التجريبي، والتفكير العلمي ما بين التفكير النقدي والتفكير الإبداعي لينشيء المحددات والمسارات التي نريدها أو التي يجب أن نتبعها في تفكيرنا وحكمنا وإدارتنا التنظيمية.

يقول الكاتب زكي الميلاد إن ((فكرة المنهجية تمثل شرطا أساسيا في عملية البناء الفكري؛ لأنها تبلور الرؤية، وترسم الطريق، ويتأكد هذا الشرط عند معرفة أن البناء الفكري هو عملية طويلة، وبحاجة إلى زمن طويل نسبيا، كما أنها عملية بطيئة لا تظهر ثمرتها، أو ثمراتها سريعا وعاجلا.)) ويضيف قائلا أيضا ((وعن رؤيتي لفكرة المنهجية في عملية البناء الفكري، وفي طريقة اكتساب المعارف والعلوم، هذه الرؤية ابتداء لا تولد فجأة، ولا تظل كما هي جامدة، من دون تغير أو تحريك، وإنما تظل في حالة تغير وتجدد وتراكم دائم ومستمر)).

وعليه من الممكن آن نعرف المنهجية (المنهج) بأنها:(نسق عقلي منظَّم في ربط الحوادث و الظواهر المراد تفسيرها أوحلها بظواهر أو أحداث أخرى في نفس النطاق مما يوفر الجهد و الوقت والمال.)

Exit mobile version