المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

قوى وفعاليات شعبنا تستذكر مواقف الراحل كاسترو تجاه قضيتنا

Nelson Mandela Inauguration as President, Pretoria, South Africa - 10 May 1994

نعت قوى وفعاليات شعبنا، يوم السبت، رئيس كوبا السابق، الزعيم التاريخي، فيديل كاسترو، الذي وافته المنية في هافانا، عن عمر ناهز 90 عاما.

وقالت حركة “فتح”: إن الزعيم الراحل كاسترو كان نصيرا لكل حركات التحرر الوطني في العالم، خاصة الثورة الفلسطينية، التي كانت لها علاقات تاريخية مميزة، كان خلالها القائد الراحل داعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في كل المحافل الدولية.

من جانبها، استذكرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، المواقف البطولية الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني ووقوف كوبا بقيادة كاسترو الى جانب قضية شعبنا ودعمها اللامحدود، وتبني القضية الفلسطينية وتقديم كافة المساعدات للشعب الفلسطيني .

وأشارت إلى ان كاسترو شكل نموذجا للتضحية والعطاء، نموذجا ثوريا أمميا في سبيل الدفاع عن الشعوب المقهورة والمظلومة، ورفع راية محاربة الاستعمار والظلم أينما كان .

ونعت الأمينة العامة للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” زهيرة كمال، المناضل كاسترو، وقالت: إن رحيله يمثل خسارة فادحة لشعبنا، تماما كما هو الحال للشعب الكوبي الصديق ولكل الأحرار والشرفاء في العالم.

وأضافت: سيبقى شعبنا يذكر باحترام وإجلال كبيرين مواقف الراحل الكبير الذي كان على الدوام، على مر حياته الحافلة بالنضال، وخلال كل فترات حكمه، إلى جانب الشعب الفلسطيني وثورته وحقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وقال الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة، إن رحيل القائد الأممي كاسترو خسارة كبرى لكل القوى الثورية والأممية في العالم.

وأضاف: كوبا حاضرة بآلاف الكوادر الفلسطينية والعربية التي تعلمت في جامعاتها، وأدوار كوبا السياسية والفكرية والعسكرية بجانب حقوق شعب فلسطين بالحرية وتقرير المصير، وحقه في عودة اللاجئين إلى ديارهم والدولة المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

ونعى رئيس نادي الأسير قدورة فارس، والحركة الوطنية الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، المناضل العالمي كاسترو.

واعتبر فارس أنه برحيل هذا الزعيم الوطني والعالمي الكبير خسر شعبنا الفلسطيني واحدا من أشد المدافعين عن حقوقه المشروعة، وذلك من خلال مواقفه مع نضال الشعب الفلسطيني، لما عايشه والشعب الكوبي من ظلم واضطهاد ومعاناة من أجل الحرية والاستقلال.

واستذكر فارس علاقة الراحل الكبير كاسترو بقائد الثورة الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات، اللذين بأهدافهما الإنسانية والنضالية والثورية أصبحا رمزين خالدين لكافة شعوب العالم.

العلاقات الكوبية الفلسطينية

كانت كوبا الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947. وقد أوضح مندوبها في الأمم المتحدة في ذلك الوقت أنه “يقف موقف المعارضة من مشروع التقسيم رغم الضغط الذي وقع على حكومته”.

الموقف الكوبي المتميز لم يكن يعبر عن سياسة مستقرة للحكومة الكوبية تجاه القضية الفلسطينية، واستمرت الحال هكذا حتى سقطت حكومة باتيستا وجاءت الحكومة الثورية بزعامة فيدل كاسترو عام 1959.

وتبلور الموقف الكوبي المناصر للقضية الفلسطينية تدريجياً بعدما انضمت كوبا إلى حركة عدم الانحياز التي حددت موقفها من القضية إيجابياً منذ البداية. وتفردت كوبا من بين دول أمريكا اللاتينية بشجب العدوان الإسرائيلي صبيحة الخامس من حزيران 1967 وطالبت بانسحاب (إسرائيل) الشامل والناجز من الأراضي المحتلة.

بتاريخ 26/7/1970 دُعيت منظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة لحضور احتفالات أعياد الثورة الكوبية. وبعد أن تحققت وحدة فصائل المقاومة عام 1972 أدرك القادة الكوبيون أن نضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع لتحرير واستعادة الأرض والحق المغتصبين وأنه جزء من كفاح الأمة العربية ضد الامبريالية العالمية.

وفي عام 1972 ذاته صادرت السلطات الكوبية المركز الثقافي الإسرائيلي في هافانا وكانت تبث منه الدعاية الصهيونية المضللة. وظلت البعثة الإسرائيلية الدبلوماسية بعد ذلك التاريخ موكلة إلى دبلوماسي برتبة سكرتير أول إلى أن أعلن فيدل كاسترو بتاريخ 9/9/1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل). وبهذا كانت كوبا أول دولة في القارة الأمريكية تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالكيان الصهيوني.

توالت مظاهر التأييد والدعم الكوبي للقضية الفلسطينية، وتجلى ذلك بزيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة القائد الراحل ياسر عرفات لكوبا من 14-17/11/1974، وبإقامة مكتب دائم لمنظمة التحرير في هافانا، وبالبيانات المشتركة المتتالية التي كانت كوبا طرفا فيها، وبتصريحات القادة الكوبيين وخطبهم، وبموافق كوبا المؤيدة في منظمة الأمم المتحدة أو خارجها للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومنها حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة دولته المستقلة في فلسطين، وبإدانات كوبا المتكررة للصهيونية العنصرية تنديداتها بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، وبمساندتها لكفاح منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وقد ظهر كل ذلك بوضوح في المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الكوبي المنعقد في هافانا (17-22/12/1975).

Exit mobile version