المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أين تتجه علاقة حماس مع القاهرة ؟

على ما يبدو أن علاقة حماس مع القاهرة دخلت مرحلة جديدة فقد كشفت وسائل الإعلام عن تفاصيل رسالة أرسلتها الحكومة المصرية لحركة حماس عبر أطراف أخرى بإمكانية عودة علاقات مشروطة بين الطرفين .وكانت قد تسربت أنباء عن أن القاهرة بعثت بكتاب آخر لحركة حماس تطالبها بالإجابة على بعض التساؤلات الكفيلة بتسهيل عودة العلاقات بين الطرفين، لكن حماس على ما يبدو ان حماس لم تعطي إجابات على التساؤلات المصرية لغاية الآن. وركزت وسائل إعلام حماس خلال الأسابيع الماضية على هذا الجانب في علاقاتها وأشارت الى ان هناك مؤشرات ايجابية لفتح علاقة جديدة مع القاهرة وان قيادة الحركة تعمل على تذليل العقبات التي تعترض عودة العلاقات الى طبيعتها.
حماس باتت أمام مفترق طرف في تحديد علاقتها مع القاهرة وأصعب قرار يمكن ان تتخذه حماس فيما لو قررت تحسين هذه العلاقة وفتح صفحة جديدة مع القاهرة هو تعريض علاقتها مع الإخوان المسلمين للخطر ويمكن ان يؤدي ذلك الى خسارتها تلك العلاقة وخسارة خلفيتها الفكرية وهذا أمر في غاية الصعوبة او على الأقل ان تقف حماس على مسافة واضحة في علاقتها مع الإخوان وان تعمل على حفظ التوازنات مع القاهرة وان تتراجع عن سياساتها التي ساهمت في توتير الأجواء مع السلطات المصرية عندما أعلنت تأييدها التام للإخوان المسلمين في حربهم مع النظام المصري بل أنها شاركت أيضا في هذه الأعمال.
القاهرة تنتظر إجابة واضحة من حماس بالأفعال وليس بالأقوال وبات المطلوب من حماس ان تصبح جزءا من الحركة الوطنية الفلسطينية أكثر ما هي امتداد للإخوان المسلمين وما يتطلب ذلك من تغيير موقفها من النظام المصري الحالي الذي كانت تعتبره نظاما انقلابيا جاء على أنقاض نظام الإخوان المسلمين ، ولو تم هذا الأمر فعلا فان ذلك يعتبر بداية فك حماس ارتباطها مع الإخوان المسلمين. كما ان المطلوب من حركة حماس فك ارتباطاتها مع التنظيمات السلفية والجهادية التي تحارب النظام المصري حيث تتخذ حماس من هذه الورقة وسيلة للضغط على القاهرة لأنها بقيت الورقة الوحيدة بيد الإخوان المسلمين في صراعهم مع النظام المصري.
اشتراطات القاهرة أيضا تتطلب تعاونا وتنسيقا امنيا مع القاهرة وتبادل معلومات وتسليم مطلوبين وحماية الحدود ومنع تهريب السلاح وتنقل المطلوبين بين سيناء وقطاع غزة. صحيح ان هذا سيكون أمرا صعبا لحركة حماس لان فقدان هذه الأوراق سيضعفها ويضعف الإخوان المسلمين لكنه شرطا لإعادة العلاقة مع القاهرة.
أولوية المسعى المصري هو الأمن القومي المصري والأمر الملح مصريا هو محاربة التنظيمات “الإرهابية” التي ترتبط بعلاقات وتعاون مع حماس لأسباب إيديولوجية وسياسية وعسكرية.
حماس تسعى لجعل استدارتها “جزئية” نحو مصر وتريد اغتنام هذه الفرصة لتطبيع علاقاتها مع القاهرة وربما وصلت الى قناعة بضرورة اعتماد سياسة الاندماج بدلا من سياسة الشيطنة والإقصاء والاستنتاج بأن حقبة “مرسي” قد ولت بلا رجعة لكن العقبة الرئيسية أمامها هي مسألة فك ارتباطها مع الإخوان المسلمين فربما يحدث ذلك إعلاميا لكن على ارض الواقع من الصعب جدا ان تفي حماس بهذا الوعود إذ أنها تعتبر ان قوتها تستمدها من خلال امتداداتها الاخوانية في الفكر والإستراتيجية. وان فك الارتباط سيثير أزمة داخلية بين أجنحة حماس باعتبار الارتباط مع الإخوان يشكل الاحتياط الاستراتيجي الذي يمكن توظيفه في خدمة حماس وأهدافها
حماس أمام خياران أحلاهما مر فلا هي راغبة في التخلي عن فكرها ولا هي تريد إضاعة الفرصة في التطبيع مع القاهرة التي ربما تفتح لها آفاقا سياسية على صعيد علاقاتها على الصعيد الإقليمي والدولي وعلى صعيد الساحة المحلية.

مركز الإعلام

Exit mobile version