المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

خطر الإرهاب يداهم الأردن

الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية منذ عدة سنوات بما عرف بالثورات العربية او بما يسمى بالربيع العربي ساهمت في إحداث تغيرات وتحولات كثيرة في الخريطة السياسية العربية وفي ضرب التضامن العربي بسبب التداخلات التي حدثت خلال تلك الفترة ووقوف بعض الأنظمة موقفا سلبيا أو ايجابيا مما حدث في بعض البلدان وأدى إلى استفحال الخلافات العربية العربية ونتج عن ذلك انهيار النظام العربي وانهيار النظام الأمني وضرب الأمن القومي العربي بحيث باتت المنطقة العربية تعاني من عدم الاستقرار.
القضية الفلسطينية تأثرت كثيرا بما حدث في المحيط العربي بسبب انشغال غالبية الدول العربية سواء كانت بشكل مباشر او غير مباشر بما يحدث في البيئة العربية وادي ذلك إلى تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية وبقي ذلك في إطار الدعم السياسي المحدود.
خصوصية ما عرف بالربيع العربي وإفرازاته فرضت نفسها على واقع الدول العربية التي كانت تشكل الثقل في النظام العربي الرسمي بدءً بمصر ومرورا في العراق وسوريا وانتهاء بالمملكة السعودية التي تأثرت بأحداث اليمن وبقي الأردن الواحة الوحيدة بعيدة عن تلك المؤثرات ويسودها نوعا من الاستقرار.
صحيح أن ما عرف بالربيع العربي قد بدأ بشكل عفوي وغير منظم لعدم وجود تنظيمات رسمية ترعاه وتوجهه لكن سرعان ما تحول المشهد السياسي إلى مشهد أكثر تنظيما من خلال اطر حزبية تلقفت هذه الظاهرة وأخذت تغذيها وتتبناها وتقف على رأسها وفرض إيديولوجياتها ويقف على رأس هذه التنظيمات أصحاب أجندة الإسلام السياسي بمختلف قطاعاته وتوجهاته الليبرالية والمتشددة وقادت هذه التطورات الى تفريخ “داعش” وتفريخ أخوات وإخوان له على ضفاف الصراع في المنطقة العربية وأصبحت المنطقة العربية خاضعة لقوى الإسلام السياسي الذي أصبح يكافح ضد مظاهر الدولة .
هذه التنظيمات عملت على خلط الأوراق في كافة المناطق العربية فبعد الأزمة السورية والصراع الدائر هناك والتي اختلطت أوراقه هناك بسبب تعدد وتنوع القوى المؤثرة في الأزمة السورية وعلى رأسها تنظيم داعش أرادت قوى الإسلام السياسي والتي تعاني من حربا دولية عليها أرادت نقل المعركة الى مواطن الاستقرار في دول عربية أخرى وعلى ما يبدو ان البوصلة وقعت على الأردن الذي يمتع بالأمن والاستقرار وكان المطلوب بات إشعال الحريق في كافة مناطق الوطن العربي، فكان أن تم مهاجمة مدينة الكرك الأردنية.
ما حدث في الأردن هو استهداف لاستقرار الأردن ودوره في النظام العربي الرسمي الحالي اذ ان الاستقرار جعل من الأردن مركزا لصناعة القرار العربي ودعما للقضية الفلسطينية وربما كانت هذه هي الدوافع الرئيسية لهذا الهجوم.
فلسطين أعلنت وقوفها إلى جانب الأردن حكومة وشعبا وان الاستقرار في الأردن هو مطلبا فلسطينيا أيضا والأردن كان وما زال يشكل عمقا استراتيجيا للقضية الفلسطينية ورافدا عربيا باتجاه دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية نحو إقامة الدولة المستقلة.

بقلم: مركز الإعلام

Exit mobile version