المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مستشفى محمد علي المحتسب في قلب الحصار، انجازات وخطط في عيد ميلاده الأول

في الخليل، وتحديداً جنوبها، منطقة يطلق عليها رمز (H2)، حتى باتت تُسمّى به، اسمٌ لبسته رغماً عنها، يلاحق أهلها ويحاصرهم، يفرضُ عليهم حياةً يوميةً خانقة، خطواتهم محسوبة، بيوتهم تحت مرمى عيون الجنود والمستوطنين، مجتمع ضيّق ومُحاصَر بكل ما أوتيَ المستوطنون ومن خلفهم.

رغم أنَّ المنطقة جزءٌ أساسي من المدينة، ورغم أنَّ خليلها النبي إبراهيم في قلبها وحرمها، تكاد الخدمات أبعد ما يكون عنها، حواجز دائمة وتفتيش في الدخول والخروج، لذلكَ كان من الضروري أن يُزرعَ فيها ما يعزُّزُ صمودَ أهلها ويخفف عنهم.

قبل عامٍ من الآن جاء قرارُ رئيس الوزراء رامي الحمد لله بضمِّ مستشفى محمد علي المحتسب في المنطقة ليكون المستشفى الرابع عشر ضمن سلسلة المشافي الحكومية، كخطوة داعمة لأهل المنطقة، وصرحاً وطنياً تحت سيادة الدولة الفلسطينية في قلب سيطرة الاحتلال ومضايقاته، في الخامس من يناير 2016، انطلق المستشفى نحو تقديم خدماته للمواطنين، بعد إعادة ترميمه وتجهيزه بالمعدّات والأجهزة اللازمة.

يقدّم المستشفى الآن خدماته لأكثر من 100 ألف نسمة من سكان المنطقة والقرى المجاورة، حيث يتكون من ثلاثة طوابق، تضم أقسامَ الطوارئ والولادة والعمليات والعيادات الخارجية والأشعة والمختبر.

منذ تشغيله، وحسب بيان لوزارة الصحة، أجرت الكوادر الطبيّة في المستشفى نحو ألف عملية، من بينها أول عملية تنظير مفاصل تُجرى في المستشفى، وبلغ عدد الحالات التي تعامل معها قسم الطوارئ نحو 35 ألف حالة، وتمت في قسم الولادة 1211 حالة ولادة طبيعية و128 عملية ولادة قيصرية، واستقبلت العيادات الخارجية ما يقارب 4200 مراجعاً، كما أجرى المختبر نحو 20 ألف فحص مخبري.

وقال وزير الصحّة د. جواد عوّاد، “مستشفى محمد علي المحتسب من أهم انجازات وزارة الصحّة خلال عام 2016، حيث يعتبرُ ضمّه بصمة ستبقى في تاريخ وزارة الصحّة الفلسطينية، لما يمثّله هذا من تحدِّ للاحتلال بتقديم الخدمات العلاجية للمواطنين رغم حصاره وتضييقه عليهم”.

وأشاد الوزير بتوجيهات رئيس الدولة محمود عبّاس ورئيس الوزراء رامي الحمد لله وتواصلهم الدائم للاطلاع على عمل المستشفى وجودة الخدمات التي يقدّمها، كما شكر الوزير كافة العاملين في المستشفى لما يقدموه للمواطنين.

وأشار مدير المستشفى الدكتور جمعة أبو اسنينة إلى الدورَ الكبير الذي يلعبه وجود مؤسسة وطنية في مناطق كهذه، وسرعة تشغيلها، مشيداً بالدور الكبير الذي يبذله الرئيس محمود عبّاس ورئيس الوزراء ووزير الصحّة في متابعة عمل المؤسسات الصحيّة في الوطن وتطوير جودة الخدمات الصحيّة التي تقدّمها.

وأشار د. أبو اسنينة إلى أن المستشفى سرّع من علاج المصابين بفعل الاحتلال والمستوطنين، حيث يتعامل قسم الطوارئ فيه مع العديد من طلبة المدارس القريبة من الحرم الابراهيمي والذين يتعرضون لمضايقات المستوطنين دون الحاجة لنقلهم إلى مستشفيات أخرى.

وقالت وزارة الصحّة الفلسطينية، في بيانها إنها تسعى إلى رفع مستوى عمل المؤسسات الصحيّة المختلفة في الوطن بشكل دائم، من خلال البناء والتطوير، وتوفير الكوادر الطبيّة ذات الكفاءة والمعدّات التي تحتاجها خلال العام القادم.

Exit mobile version