المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الهجمة ضد أهلنا في الداخل سياسة التطهير في زمن ترامب

التصعيد الاسرائيلي ضد شعبنا في الداخل كما هو ضد شعبنا في المناطق المحتلة عام 1967 ، لن يمر دون ردود فعل غاضبة تجلت مساء أمس في قرية عرعرة بمشاركة الالاف للتنديد بما أقدمت عليه القوات الاسرائيلية من جرائم ضد منازل أهلنا في قلنسوه و ضد بلدة أم الحيران في النقب التي عملت القوات الاسرائيلية على ازالتها و تهجير سكانها بنفس الطريقة التي هجرت ابناء مئات القرى الفلسطينية عام 1948.
و مازالت تهدد العديد من القرى و المدن الفلسطينية بالهدم، واهمة أنها ستزيل الاثر و تبيد الشعب صاحب الارض الاصلية لتحل مكانه دون مقاومة أو اعتراض، و دون حتى المطالبة بحقوق مدنيه و حقوق مواطنه و مساواة لمن يعتبر أنه يعيش في دولتها التي بنتها على انقاض شعبنا.
العنصرية الاسرائيلية مغرقة في شكلها و مضمونها و سلوكها و ما ينجم عنها من جرائم و ممارسات ، لكن الشعب المنظم الذي تقوده لجنة المتابعة العربية و الحركات الشعبية و الشبابية ، لن يضل طريقة و سيجد الاليات التي من خلالها يستطيع أن يجبر الاحتلال على التراجع، سيؤكد تمسكه بأرضه و قراه و مدنه عبر التظاهرات الواسعة ، و سيثير خوف السلطات الاسرائيلية من خطورة دفعه الى اليأس ، و مما قد يلف حوله من انصار اسرائيلين ، يدركون أن السلام هو في مصلحتهم كذلك كما هو في مصلحة أبناء شعب فلسطين.
سيثير خوفهم تحرك الشارع العربي في كل القرى و البلدات تضامنا مع اخوتهم في قلنسوه و أم الحيران و كل مكان قد يتعرض للعدوان و الجرائم التي لا تنتهي.
و سيفضح هذا السلوك مواقف اسرائيل و تعصبها و شوفينيتها و كذب ادعاءات ديمقراطيتها التي حاولت أن توهم العالم بها في كل الاوقات.
الحكومة المالية بائتلافها العنصري المتشدد ، تتحدى قيم الانسانية ، و تسعى من أجل تكريس وقائع عنصرية غاية في القبح و البشاعة، و استلاب حقوق الانسان و التضييق عليه بكل الوسائل و السبل ، واهمة بأنها بذلك قد تدفعه للبحث عن خلاص فردي في أي مكان أخر بعيد عن وطنه. لتتمكن بعد ذلك من اقامة ما تسعى له من اقامة دولة لليهود فقط، و هذا أبشع أشكال العنصرية و هو ما يتطلب ادانته و التنديد به ، و وضع حد له ، و لا بد من نسج خيوط الاتصال بكل المؤسسات الحقوقية و الاهلية ، في أوروبا و بقية دول العالم ، لتوجيه الانتقادات لاسرائيل و الدعوة لمحاكمة سلوكها المتحدي للاعراف و المواثيق الدولية .
انها سياسة التطهير العرقي في زمن ترامب الرئيس الامريكي الجديد ، الذي لا يرى مصلحة امريكا إلا عبر نافذة اسرائيل.
و يسعى لان يصيغ النظام العالمي حسب هواه، مغترا بعامل القوة ، متجاهلا حقائق الواقع التي تقول أن هناك قوى ترفض الوصاية و التبعية ، و شعوبا لا تقبل أن تظل مقهورة و تحت نير الاحتلال.
بأي حال نرجو أن يغادر الرئيس الجديد نزعات غروره و وهمه ، و أن يتبصر ما يشير اليه المنتقدون، و هم كثر في بلاده، و في بقية انحاء العالم ، و ليدرك ترامب أن القوة في العدل ، و في انفاذ مبادئ القانون الدولي ، و حماية المواثيق و الاعراف و الزام كل الدول و الحكومات بها، بذلك فقط يستطيع أن يحدث تغييرا تذكره الاجيال، و يبتعد عن أن يكون سببا و داعما دائما لاسرائيل من أجل هدر حقوق شعبنا، و النظر اليه داخل وطنه ، و كأنه أقلية غريبة كما ينظر ترامب للمهاجرين المكسيكيين الذين هدد بطردهم ، و طالب ببناء جدار عازل بين بلاده و بلادهم.

الرسالة الحركية الاسبوعية لمفوضية الاقاليم الخارجية لحركة “فتح”

Exit mobile version