المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

نار الهجرة والسفر أفضل من موت بارد

بقلم الكاتبة : تمارا حداد

في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشرة سنوات ، والحروب التي توالت على القطاع وآخرها حرب 2014 والاستهداف العسكري على القطاع من ترويع وتدمير وتشريد وقصف ، والظروف الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والامنية الصعبة ، والاضهاد الفكري والحزبي ، هذه الظروف الصعبة اثرت سلبيا على اهالي القطاع والتي ارغمت الكثير من الغزيين الى الهجرة من وطنهم الاصلي ليبحثوا عن ملاذا آمنا لهم ولعوائلهم في اوروبا ، وايجاد العيش الكريم والحياة التي تؤمن لهم مستوى لائق لكرامتهم .
وليس فقط فلسطينيو قطاع غزة وانما فسطينيو سوريا وجميع الفلسطينيين المتواجدين داخل المخيمات التي لا تجد لها ملاذا آمنا في بلادهم ، فلسطينيو سوريا الكثير منهم هربوا من مخيم اليرموك لان الحياة الانسانية باتت صعبة جدا في المخيم ، يبحثون عن محطة مؤقته بديلة عن حياتهم الصعبة .
يهربون من بلادهم ليركبوا البحر ينتظرهم الموت او العيش بكرامة في وطن آخر ، يعيش اللاجئ الفلسطيني النازح من غزة او مناطق الدول العربية التي تعاني من ويلات الربيع العربي وويلات الفقر والبطالة ، اوضاعا صعبة وخطيرة تنذر بالاسوأ ، مصيرهم نحو المجهول مع غياب لاي افق للحل في سوريا او حل الحصار في غزة .
صعوبات يواجهها اللاجئين الفلسطينيين في اوروبا :-
اولا :- مخاطر السفر فهم يعبرون الرحلات عبر السواحل التركية والمصرية والليبية الى ايطاليا وباقي دول الاتحاد الاوروبي ، الكثير من الجماعات النازحة غرقوا في البحر وبات مصيرهم الموت المؤدلج .
ثانيا :- عند وصولهم الى الدول المضيفة يتم زجهم في السجون نتيجة سفرهم الغير شرعي ، وبالتالي يتم تعذيبهم داخل السجون والتي تمتلأ بالحشرات والثعابين .
ثالثا :- نتيجة تدفق اللاجئين على القارة الاوروبية ادى صعود اليمين المتطرف ، وهذا أثر سلبيا على الجماعات النازحة حيث يعتبرون ان هذه الجماعات هي ارهابية تريد زعزعة الامن الداخلي واستقرار البلد المضيف .
رابعا :- صعوبة التكيف مع قوانين الدولة المضيف .
خامسا :- يعيشون في مخيم يفتقر الى الحاجات الانسانية وبعيدة عن المدن الرئيسية .
سادسا :- يعيشون في مجموعات مشتته ويصعب عليهم الاندماج والتكيف في الدول المضيف .
سابعا :- بعض المهاجرين غير متعلمين وهذا يؤدي الى صعوبة التأقلم مع المجتمع المضيف .
ثامنا :- صعوبة نظرة الدول المضيف كونهم مسلمين وينظرون اليهم نظرة الشك والريب والنظرة العنصرية والتمييز وتعرضهم للاهانة ، هناك انزعاج غربي من وجود اللاجئين .
تاسعا :- ارتفاع نسب الطلاق نتيجة تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي وانتشار البطالة بين العوائل .
عاشرا :- صعوبة اتقان اللغة والتخاطب مع سكان الدول المضيف ، والصدمة الثقافية التي يعاني منها الاجئين ، نتيجة تاخر الاستقرار النفسي والمادي .
رحلة المهاجر مكللة بالورود الشائكة التي تعيق فرحته وخروجه من بلده المحاصر ليعاني من ويلات السفر والنزوح ، كون الكثير منهم ينامون على الارصفة وفي الاماكن العامة والمتنزهات ومخيمات اللجوء، وهذا ما يستدعي دور الجاليات الفلسطينية في دعمهم وادماجهم عبر المجتمع المضيف ، والتي يجب توفير يرنامج اغاثي يلامس احتياجات النازحين ” غذاء ، مسكن ، كساء ” ، التواصل والضغط على الدول المضيفة بتقديم الدعم لهم وتحسين ظروفهم .
هذه السياسات التي تحدث في بلادهم الاصلية هي لتذويب القضية الفلسطينية وتذويب حق العودة وتفريغ الحق من مضمونه وهدم ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني ، ويبقى اللاجئ الفلسطيني في اماكن لجوئه يحلم بالرجوع الى بلده ووطنه .

Exit mobile version