المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

كلمة الحياة الجديدة: لأنه الحراك السياسي الصحيح

بالطبع للمكالمة الهاتفية بين الرئيس ابو مازن، والرئيس الاميركي دونالد ترامب اهمية بالغة على صعيد دلالاتها السياسية، وحيث انها لم تكن مكالمة مجاملات دبلوماسية، وقد انتجت اولا دعوة من الرئيس ترامب للرئيس ابو مازن لزيارة البيت الأبيض للبحث في اعادة اطلاق عملية السلام، الذي ما زال الاستيطان الاسرائيلي العقبة الكبرى في دروب هذه العملية.

نقول بالطبع لهذه المكالمة بدعوتها التي نقدر ابلغ تقدير، اهمية بالغة، لأنها اولا احالت كل ما قالته وأوحت به حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف، عن تجاوز الولايات المتحدة للشرعية الفلسطينية، الى تفتت، بل واظهرته مجرد ثرثرة اوهام، لا علاقة لها بالواقع والحقيقة، وهي الثرثرة التي سمحت بالمناسبة لبورصة “مؤتمرات” الحلول الاقليمية المشبوهة، بتداول اسهم خطاباتها الموتورة، واسهم احلامها المريضة، والتي ثبت الآن أنها لم تكن غير اسهم خائبة ولا تساوي فلسا واحدا ..!!

ولأنها ثانيا اكدت هذه المكالمة بدعوتها، ان الحراك السياسي الذي يقوده الرئيس ابو مازن، بهدوء وروية ودونما خطابات استهلاكية، على هذا القدر العظيم من المصداقية ما لا يسمح لأحد بتجاهله، وما يجعله قادرا على اختراق مختلف المواقع والساحات، بهويته الوطنية، ومشروعه التحرري، وسمته الاساسية، بأنه الرقم الفلسطيني الصعب، الذي لا يمكن تجاوزه، ولأنه حراك عقلاني وواقعي ولا يعرف التبجح ولا الاوهام، ظل وما زال يرى في الولايات المتحدة الاميركية شريكا اساسيا لصنع السلام في الشرق الاوسط، بل وقرارا حاسما في هذا الاطار، لحظة التفهم السياسي والاخلاقي، لمطالب الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة في تحقيق السلام العادل.

وثمة ثالث ورابع وخامس واكثر في هذا السياق، جميعها تؤكد ان الحراك السياسي الفلسطيني يسير في دروبه الصحيحة، ومن يسير في هذه الدروب يصل دائما الى مبتغاه واهدافه العادلة، ولعلنا نقول هنا ان الرئيس ابو مازن لا يملك تلك الارصدة الضخمة في البنوك الاقليمية والدولية ليمول مؤتمرات ومهرجانات لتدعم سياساته في هذه المسألة او تلك، ولا يملك الرئيس ابو مازن اي شيء من الترسانات العسكرية وحتى الاقتصادية، ليمتلك مقومات القوة المادية بكل حذافيرها، وهو رئيس الدولة التي لا تزال مطعونة بالاحتلال والاستيطان والحصار، هذه هي حال الرئيس ابو مازن وهذه هي حال فلسطين، فمن اين تتولد له كل هذه القوة الفاعلة ليحقق كل هذا الحضور السياسي لفلسطين وخطابها، الذي هو خطاب الحق والعدل والسلام، الحضور الذي بات ساطعا في مختلف المحافل الدولية ومراكز صنع القرار، ليس هذا سؤالنا أنه مقدمة الجواب الذي ما زال البعض من حلفاء الثرثرة الاسرائيلية لا يريد ان يتعامل معه الجواب الذي يقول واثقا انها التضحيات العظيمة لشعبنا العظيم، وحيث قيادته الشجاعة والحكيمة، وبالارادة الوطنية الحرة والصلبة، لا تريد لهذه التضحيات ضياعا ولا ان تذهب هباء، ولا تسعى لغير ان تثمر حياة اجمل بالحرية والعدالة والكرامة والسلام.

يبقى ان نقول لسنا نحتفي بالدعوة الاميركية الكريمة، لرئيس دولة فلسطين المحتلة مع تقديرنا العالي لهذه الدعوة، بقدر ما نحن مبتهجون بصواب رؤيتنا وحراكنا السياسي ونهجنا النضالي ببرامج عمله التي لا تزال تتقدم تباعا في دروب البناء والتحرير، لهذا نبتهج ويحق لنا الابتهاج لهذا السبب، انه ابتهاج الامل بصدق الامل لشعب الامل والعمل.

Exit mobile version