المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: الكرة في ملعب الإدارة الأميركية

إعلان البيت الأبيض أمس حول فشل محادثات اميركية – اسرائيلية، استمرت على مدى أسبوع، بشأن الحد من البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، يثير العديد من التساؤلات، وفي مقدمتها: ماذا بعد ؟! خاصة وان إدارة الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، أكدت انها تسعى الى تهيئة الأجواء لإطلاق مسيرة سياسية تقود الى سلام دائم وشامل، وأن استمرار الاستيطان يعني عرقلة هذه الجهود، وبالتالي طلبت من اسرائيل كبح جماح الاستيطان.
السؤال الأهم الذي يثيره هذا الإعلان هو: إذا كانت الولايات المتحدة الاميركية قد فشلت في إقناع اسرائيل أو إلزامها بتجميد مخططات البناء الاستيطاني تمهيدا لإطلاق جهود السلام، فكيف لنا أن نقتنع أن من الممكن التقدم نحو السلام الذي يتطلب ليس فقط تجميد مخططات استيطانية بل إزالة مستوطنات ؟ وكيف لنا أن نقتنع إن اسرائيل مستعدة للتجاوب مع جهود السلام في إطار مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني بعيدا عن أي تدخل دولي، إذا كانت اميركا نفسها، حليفتها الكبرى غير قادرة حتى الآن على الزامها بتجميد الاستيطان ؟!
إن ما يجب أن يقال هنا إن ما كشفه الإعلان الاميركي حول الموقف الاسرائيلي المتعنّت بشأن الاستيطان، إنما يكشف الوجه الحقيقي لهذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة التي تضع نصب عينيها تكريس الاحتلال وتوسيع الاستيطان وسد الطريق نهائيا أمام أي جهد لإطلاق عملية سلام حقيقية.
كما يكشف أيضا أن هذه الحكومة المتطرفة إنما تسعى الى تطبيع علاقاتها مع بعض الدول العربية دون ان تغير أيّا من مواقفها المتشددة بشأن الاحتلال والاستيطان، وهو ما يعني إحباط مسعى الرئيس الاميركي ترامب لإطلاق عملية سلام شاملة تشارك فيها الدول العربية التي تتمسك بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين، وهو ما ترفضه اسرائيل بشكل مطلق.
وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح الآن هو: ما هي الخطوات التي ستتخذها الإدارة الاميركية لإلزام اسرائيل بوقف الاستيطان والاستجابة لمتطلبات إطلاق عملية سلام جادة وحقيقية ؟
ولذلك نقول إن الكرة الآن في ملعب إدارة الرئيس ترامب لتقرر خطوتها التالية إذا كانت معنية بإطلاق عملية السلام بعد إن أكد الجانب الفلسطيني – العربي استعداده للتعاون مع الرئيس ترامب في التقدم نحو سلام عادل ودائم وشامل.
وأخيرا فإن من الواضح أن التقدم نحو سلام كهذا لن يكون ممكنا إذا ما واصلت اسرائيل تعنتها وأصرّت على استمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وواصلت محاولات “شرعنة” هذا الاستيطان، وإذا ما واصلت نهجها العدواني تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. ولهذا فإن المطلوب الآن حتى تتعزز أجواء التفاؤل بإمكانية إطلاق عملية سلام حقيقية هو إلزام اسرائيل بوقف الاستيطان ووقف ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني وإبداء الاستعداد للاعتراف بحقوقه المشروعة.

Exit mobile version