المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صغير النوائب.. والأسرى كبار المناقب!!

بقلم: موفق مطر

ان يتعامى قادة حماس عن إضراب اسرى الكرامة والحرية، ويتسابقون للتمركز في جبهة الردح الاعلامي، وقصف الرئيس محمود عباس، ودفع قضية الأسرى الى أدنى مراتب الاهتمام الشعبي، فهذا ليس صدفة، ولا عبثا كما قد يظن البعض، وانما فعل مقصود لا نقرأ فيه الا رغبة حماس بإفشال الاضراب واضعاف الالتفاف الشعبي حول الأسرى،

لماذا ضاعفت قيادات حماس هذا القصف العشوائي، عبر اثارة قضايا، وضخ صور عدائية تجاه الرئيس ابو مازن وحركة فتح!! وركزته وكثفته باختطاف أمين سر هيئة العمل الوطني المناضل القائد محمود الزق، وتهديده بما لا يحمد عقباه ان عاد للحديث في السياسة.. علما ان القائد ابو الوليد كان اشجع من تصدى ليس لانقلاب ومنهج حماس الانفصالي وحسب، وانما لمسلحيها الذين حضروا لفض خيمة اعتصام نصبتها الهيئة في غزة مساندة للأسرى، ما دفع الأخ محمود لاعتبار خطفه رسالة للآخرين في الوطن، وان خطفه كان الوسيلة الأسرع والأرعب لايصالها للمعنيين.

حماس معنية بإفشال اضراب الأسرى، لأن القائد الوطني الفتحاوي كريم يونس عميد الأسرى (35 عاما في معتقلات الاحتلال)، والقائد ابو القسام مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يقودان اكبر اضراب تشهده معتقلات الاحتلال، وبامكان المتتبع لإعلام حماس وما يبثه من سموم، ملاحظة مسعى الطابور الخامس الكامن في وسائل اعلام حماس، الذي يبث بين الحين والآخر اشاعات اقل ما يقال فيها انها اعظم خدمة لحكومة نتنياهو ووزرائه الذين هددوا الأسرى بتنفيذ احكام اعدام، فحماس وعبر اعلامها المعفر بالسموم، تحرف وجهة الاضراب وأهدافه، وكأنه موجه لتحقيق اهداف سياسية فلسطينية داخلية، ويساند اعلام حماس وقادتها في هذا التوجه (العصفور) اللاحسن، الطليق الذي يشتغل بالتوازي مع (عصافير) في معتقلات الاحتلال على الهدف نفسه.

الالتزام بمبدأ مساندة الأسرى، كالالتزام بمبدأ النضال حتى التحرير والحرية والاستقلال فقضية حريتهم ثابت وطني، ولأن تحقق مطالبهم المكفولة في القانون الدولي يعني استعادة زمام المبادرة والفعل للحركة الأسيرة، ما يعني توسيع دائرة المقاومة الشعبية الضاغطة على الاحتلال بالوسائل المشروعة والقانونية، فكيف اذا تصدر المناضلون الأسرى، المقاتلون أصلا من اجل الحرية هذا الفعل المقاوم بأساليب سلمية قانونية لا يمكن للعالم الا الاقرار بمشروعيتها لانسجامها مع مواثيقه وقوانينه.

عندما يثير قادة حماس وبعض المتجنحين غبار تهديداتهم للرئيس ابو مازن، ويشككون بشرعيته في هذه اللحظات بالذات، فهذا اقصى ما يتمناه بنيامين نتنياهو، فيما الرئيس محمود عباس يتواصل مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم للضغط على دولة الاحتلال (اسرائيل) لتلبية مطالب الأسرى (كبار المقام والمناقب) ويعد الملفات الفلسطينية الأهم ليبحثها في اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثالث من الشهر المقبل.

مسكين (صغير النوائب) هذا الذي يعتقد أن كلامه سيضعف مكانة رئيس الشعب الفلسطيني، وقائد حركة تحرره الوطنية، ويحتاج لعلاج نفسي، لتخليصه من عقدة الأنا الخطاءة الأمارة بالسوء، الانفصالية، الانقلابية التي تجعله وجماعته يقولون (ديننا) وكأن الآخر في الوطن لا دين له، وان كنت على يقين أن من يتحدث بهذه اللغة للتفريق بين اهل الوطن الواحد، يحق القول له (لكم دينكم ولي دين).

حماس معنية بفشل اضراب الأسرى، لأن حركة فتح أخذت على عاتقها الانتصار لهذه القضية، التي نعتقد ان منتميا لفلسطين ايا كان توجهه السياسي لا يختلف مع فتح حول مبدأ الحرية للاسرى كافة، فوحده الوطني يدرك آفاق الحرية، لأنه ما كان مناضلا في الأصل الا مدفوعا بقيمها ومعانيها حتى باتت له عقيدة لنضاله وحياته، أما المُستَعبَدون. المسيرون بريموت كونترول القوى الاقليمية، ومفاهيم الجماعة الاستكبارية المفككة لعقل ابن آدم فما زال بينهم وبين النقطة التي سيدركون فيها معنى الحرية الف الف سنة ضوئية، مع الملاحظة انهم يصرون على السير بعكس اتجاهها حيث السقوط سريعا في ثقب الجهل الأسود الفاني.

Exit mobile version