المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إيران تستمر في تغذية الصراعات الإقليمية

تعود العلاقة الفلسطينية الإيرانية إلى الأيام الأولى لانتصار الثورة الإيرانية بزعامة آية الله الخميني حيث شكلت الثورة الإيرانية نهاية عهد وبداية عهد جديد ينذر بانتهاء تمدد إسرائيل في المنطقة المحيطة بالوطن العربي حيث كانت تقيم إيران تحالفا استراتيجيا مع إسرائيل وانتهى منذ انتصار الثورة الإيرانية التي كانت تتبنى في طرحها مساعدة حركات التحرر وتحديدا الثورة الفلسطينية حيث استقبلت إيران وفدا فلسطينيا برئاسة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأعلنت دعمها الغير محدود للثورة الفلسطينية لكن حالة التعاطف والتأييد الإيراني لم تدم طويلا وسرعان ما تبدد الحلم الفلسطيني عندما حاولت إيران التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني وخاصة بعدما فشلت وساطة الرئيس ياسر عرفات في وقف التوتر الحاصل بين إيران والعراق والذي أدى إلا اندلاع حرب بينهما وقد فسرت إيران ذلك بانحياز الثورة الفلسطينية ووقوفها إلى جانب العراق فكانت القطيعة بين الطرفين.
ومرت العلاقات الفلسطينية الإيرانية بعد ذلك بمحطات من الصعود والهبوط وبقيت في إطارها الرسمي المحدود لكن عنوان السياسة الإيرانية كان مناصبة قيادة الثورة الفلسطينية العداء حيث عملت إيران على خلق محاور لها داخل الساحة الفلسطينية ودعمها لعدد من الفصائل الفلسطينية بغية التضييق على القيادة الفلسطينية ومحاصرتها. وبقيت إيران تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني من خلال دعمها لمنظمة الجهاد الإسلامي وحركة حماس وساهمت من خلال ذلك في دعم انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية وكذلك في استمرار تغذية الانقسام الفلسطيني.
وفي تطور مفاجئ شن مساعد وزير الخارجية الإيراني “حسين شيخ الإسلام” هجوما حادا على السيد الرئيس واتهمه بخنق غزة بأوامر أمريكية إسرائيلية، وتأتي هذه التصريحات في سياق السياسة الإيرانية المعادية للقضية الفلسطينية وقيادة الشعب الفلسطيني.
التصريحات الصادرة عن المسئول الإيراني تأتي في غمرة الحديث عن إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام الذي عملت إيران على تغذيته واستمراره وهي تصريحات تتساوق مع مواقف حماس التي باتت تتبنى هذه المواقف وتدافع عنها وشكلت لها مدخلا من اجل رفض المصالحة ورفض إنهاء الانقسام.
وتبقى تصريحات المسئول الإيراني تدور في إطار التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني حيث ان غزة جزء من فلسطين ولا يحق لإيران وغيرها إعطاء تفسيراتها في الشأن الداخلي الذي يعبر عن استمرار دعم حركة حماس في الانفصال وهي مواقف تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية.
أطماع إيران في الوطن العربي لم تنتهي فلها أطماع تاريخية عقائدية وسياسية لكن الورقة الفلسطينية التي تعتبر لب الصراع الشرق أوسطي تحاول إيران دائما الإمساك بها وتحاول استخدامها في صراعها مع الدول العظمى والمجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي من بوابة صراعها مع إسرائيل وكثيرا ما حاولت إيران مقايضة صراعها المزعوم مع إسرائيل من اجل تحقيق مكاسب سياسية بخصوص برنامجها النووي.
إيران تهدف إلى تصدير أزماتها على حساب تغذية الصراعات داخل الوطن العربي وما تدخلها في الأزمة السورية إلا ويسير في هذا الاتجاه بغية إبقاءها على الإمساك في كثير من الملفات العربية من اليمن إلى سوريا إلى البحرين والعراق ولبنان، وتبقى أطماع إيران قائمة في المحيط العربي بشكل عام وتحاول التمدد فيه من محيطه الى خليجه.

مركز الإعلام

Exit mobile version