المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

وثيقة “حماس” لعبة سياسية للتغطية على زيارة “أبو مازن” لأمريكا

استغلت حركة “حماس” اللعب بورقة التدوير السياسي لجذب الكاميرا إليها، للتغطية على اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفلسطيني والأمريكي، وهو ما يفسر سر توقيت اعلان وثيقتها المعدلة التي تتخلى فيها عن حدود 1967 للاعتراف بإسرائيل، وطرح نفسها كطرف رئيسي في المفاوضات، ووصف عددا من الخبراء توقيت اعلان الوثيقة بالمشبوه، لأنه يؤكد أن الحركة تلعب دورا نفعيا في وقت تنشغل فيه بعضا من الفصائل الفلسطينية بانتخابات داخلية.

وهو ما أكده الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجماعة القاهرة، مستبعدا اقدام الفصائل الفلسطينية على الانقلاب على ما أعلنته حماس في وثيقتها السياسية، ومشيرافي تصريحات خاصة لـ “دوت مصر” أن حركة الجهاد الإسلامي لن تعترض على الوثيقة لأنها مشغولة بالانتخابات الداخلية لديها والتى ستسفر فى النهاية للمضى قدما فى نفس الإطار الذي أعلنته حماس.

مضيفا أن حركة حماس لا تعبر إلا عن حركات نفعية برجماتية راديكالية، ولابد أن تفهم التعديلات التي أقرتها ضمن وثيقتها في هذا الإطار، وأشار “فهمي” أن اعلان حماس وثيقتها في هذا التوقيت هو تغطية على الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطيني لأمريكا، لإعادة تدوير دورها، وطرح نفسها كطرف رئيسي في المفاوضات، وهو ما يدفعها خلال المرحلة المقبلة لتسوية علاقتها بمنظمة التحرير الفلسطينية.

في السياق ذاته أنتقد سرى القدوة، رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية، التوقيت الذي اختارته حركة حماس لإعلان وثيقتها السياسة، واصفا هذا التوقيت أن ورائه أهداف مشبوهة للاعتراف بإسرائيل بالتزامن مع قرب لقاء الرئيس ترامب مع الرئيس الفلسطيني عباس مازن، المزمع عقده في الثالث فى شهر مايو الجاري في ظل استمرار إضراب الأسرى في سجون الاحتلال ومواصلة أعمال الاستيطان في الضفة الغربية.

وأضاف ” القدوة” في تصريحات خاصة لـ “دوت مصر” أن تحديد الصراع مع “إسرائيل” على أنه صراع مع المحتل وليس مع اليهود، وليس له مصلحة إلا تتويج نفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وإيجاد نفوذ مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط لتكون قوة براغماتية وواقعية جديدة، في الوقت الذي سارعت خلال السنوات الماضية لاتهام منظمة التحريرالفلسطينة بالتخوين والتكفير

واستطرد “القدوة” أن وثيقة حماس الجديدة هي وثيقه مطابقه لموقف منظمة التحرير الفلسطينية في العام ١٩٨٨، والتي أتهمت خلالها “حماس” “فتح” بالتخوين والتكفير، مما سبب انقساما حادا في الشارع الفلسطيني وتعبئة الجماهير الفلسطينية من أجل تشجيع انقلاب حماس في قطاع غزة، وما أدى الى تشويه بشع لصورة الشعب الفلسطيني ونضاله ولقضيته العادلة، مضيفا أن قبول “حماس” لإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران ٦٧ كصيغه توافقية، وتطبيق القانون الدولي هومتمم للموقف الذي خرجت فيه كافة الفصائل في العام ٨٨، ولم يكن ذلك موقفا لحركة فتح وإنما موقفا توافقيا لكافة الفصائل العاملة ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد القدوة أنه بات اليوم من الضروري تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، لأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأنها بيت كل الفلسطينيين أينما تواجدوا، وعليها حركة حماس بعد وثيقتها الالتزام في نهج منظمة التحرير الفلسطينية ودعم مؤسسات الدولة الفلسطينية والكف عن طرح نفسها بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية

دوت مصر

Exit mobile version