المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

وثيقة حماس مع الجنرال شلومو عند (إيرز)!!

شكرا خالد مشعل فقد وفرت الفرصة للرئيس ابو مازن لضم البند 20 من وثيقة حماس كعنصر احتياطي يدخله الرئيس اذا تطلب الأمر كحجة اثناء لقائه مع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب اذ فكر سيد البيت الأبيض طرح مقولة نتنياهو وماذا عن حماس التي لا تلتزم ببرنامج منظمة التحرير؟!
خالد مشعل انتظر اربع سنوات ليلوح ومن جوار قاعدة السيلية الأميركية في قطر بوثيقة جماعته للرئيس ترامب من خلف ظهر الرئيس ابو مازن في اللحظة التي كان فيها رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، رئيس دولة فلسطين، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، صاحب الشرعية النضالية والقانونية يستعد لدخول البيت الأبيض في لحظة مصيرية من تاريخ القضية، حاملا اهداف وآمال وطموحات الشعب المكافح منذ مئة عام وتطلعاته للحرية والاستقلال… لكن الرئيس الفطن الذكي الحكيم سيحول سهم حماس الموجه الى دماغه السياسي الى جعبته، حيث عظيم البينات والحقائق والوثائق التي تؤكد الحق الفلسطيني، وتدحض باطل المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاسرائيلي، وهنا يكمن سر العقل الوطني الأنقى والأصفى والأخلص والأصلب في التمسك بالثوابت، عقل يمتلك القدرة على تحويل نوايا الآخرين للغدر بروح القضايا، الى عنصر قوة للقضية، رغم انحصار تفكيرهم بكيفية كسر ارادة حركة التحرر الوطني، والقضاء عليها، ليتسنى لزعماء الجماعة السيطرة واستغلال الفراغ للاستمرار في لعبة سفك الدماء، واستدرار المال للتمكن من السلطة ولو على جثث!
سيقول الرئيس ابو مازن لترامب ان اساس الحل هو قيام دولة فلسطينية مستقلة بسيادة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس وهذا باجماع وطني فلسطيني..، سيرد الرئيس ترامب وماذا بشان حماس التي تريد تدمير اسرائيل وتؤمن بمحاربة اليهود، سيرد الرئيس هاهو رئيس المكتب السياسي لحماس قد اعلن صراحة وبالنص قبول ما نطرحه امامكم.
سيقرأ الرئيس نص المادة 20 من وثيقة حماس التي جاء فيها: “إن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة”.
قد يحتاج قادة حماس ومفكروها وخبراؤها الذين قال مشعل انهم اشتغلوا اربع سنوات على وثقة جماعته، قد يحتاجون 43 سنة اخرى وهي السنوات الفاصلة بين اعلان المجلس الوطني في العام 1974 للنقاط العشر، ويوم الأول من ايار من العام 2017 تاريخ اعلان ما سمي وثيقة حماس، وقد يحتاجون خمسين عاما اضافية من التطور الحقيقي للفكر السياسي ليفهموا عقلية ونمط تفكير قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ليس لعجز بنيوي، أو ضعف في القدرة البشرية لدى قيادات الجماعة، وانما بسبب غشاوة الأنانية العنصرية الاستبدادية والاستكبار السلطوي، المستوطنة على بصيرتهم، فيحددون من خلالها مفاهيمهم وسلوكياتهم وهكذا حال الجماعات الاسلاموية المتطرفة والوسطية– كما يدعون- على حد سواء.
لا نضع وثيقة حماس تحت المجهر، لأنها لا تستحق هذا العناء، حتى وان كنا نرى المتغيرات الاقليمية التي اجبرت حماس على تغيير تجاهها الى مجهول آخر، بعد اطلاقها ميثاقها وتشكيلاتها الاخوانية التنظيمة والمسلحة باتجاه معلوم، وهو قطع الطريق على المشروع الوطني الذي بدأت ملامحه تتبلور منذ اعلان وثيقة الاستقلال في المجلس الوطني في الجزائر عام 1988، فحماس ورغم ادعاء قادتها على رأسهم الزهار بامكانية تحرير فلسطين من النهر الى البحر اذا اتيحت لهم فرصة الانقلاب والسيطرة على الضفة الفلسطينية، ورغم اعلان فتحي حماد قدرة جماعته على تصدير الصواريخ لجيوش الدول العربية لمحاربة دولة الاحتلال اسرائيل الا أن لنائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في استقبال وفد من الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، موقفا مضادا، اذ قال في اشارة لوثيقة حماس: “إذا لم تكن المقاومة من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر لا يمكن أن تنفع، لسنا مع المقاومة التي تمهد للتسوية، ولسنا مع المقاومة التي تقسم فلسطين إلى دولتين، ولسنا مع المقاومة التي تبادل الدم بالأرض”. وللتذكير فان حماس كانت تشكر حزب الله على دعمه المادي (بالسلاح) اثر كل حرب من الحروب الاسرائيلية الثلاث على غزة منذ 2008 حتى 2014 ، ما يعني ان حماس ستجد الطريق الى طهران امامها مغلقة! ماعني ضرورة توجهها بطريق التفافية نحو اسرائيل عبر المرور بأنقرة المنشغلة حاليا بتعزيز جسورها مع تل ابيب، او ربما اختصار الطريق والالتقاء مع (الجنرال شلومو) عند (ايرز).
نقرأ وثيقة حماس في اجابات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على الصحفيين، التي جاءت منفعلة على عكس اللغة التضليلية التي تحتاج لبراعة في التمثيل الهادي، وقدرة على تشكيل (هلام الكلام) فحماس حسب اجاباته لم تنفصل عن جماعة الاخوان المسلمين، لكنها اقرت بانفصالها عن الشعب الفلسطيني، وجغرافيا فلسطين، فمن لا يقر ويعترف بالممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير، الذي مازال يتحدث عن قطاع غزة كأرض محررة من الممكن البدء باقامة الدولة (خاصة جماعته) فيها، ومن يتجاهل الحديث عن مصير قطاع غزة الذي يشكل جناح دولة فلسطين الذي لا بد منه لتحلق في فضاء العالم قانونيا، لا تهمنا وثائقه المكتوبة بالحبر، فليس اكثر من الورق والحبر وفنادق النجوم الخمسة، والكلام ببلاش!.. فنحن نعرف اهدافه وماذا يريد.. بكل بساطة يريدون روح هويتنا الوطنية التي اذا انتزعوها منا، فان قادة المشروع الصهيوني سيطلقون على تلك اللحظة- التي لن نجعلهم يعيشونها ابدا- اسم (الانتصار الرباني) تيمنا بتسمية حماس لانتصاراتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

بقلم: موفق مطر

Exit mobile version