المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: لن نتنكّر لشهداء وأسرى شعبنا

في ذريعة جديدة، كتلك التي يتبعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الدوام، خرج علينا مؤخرا بمطالبة السلطة الوطنية بقطع رواتب عائلات الشهداء والأسرى، الذين يحلو له أن يطلق عليهم صفة “إرهابيين”، وهي ذريعة جديدة وشرط آخر جديد يبتدعه نتنياهو لوضع مزيد من العصي في عجلة “عملية السلام” المتوقفة، التي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى تحريكها. وبناء على هذه الذريعة الاسرائيلية التضليلية تناولت وسائل الإعلام أمس ما مفاده أن ترامب طلب من الرئيس “إيجاد حل” لمسألة دفع هذه الرواتب، وهو ما يثير الاستغراب والكثير من التساؤلات.
قبل يومين أحيت اسرائيل ما أسمته “ذكرى قتلى حروبها”، التي شنت غالبيتها على أراض عربية بما في ذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة، والكل يعلم أن اسرائيل تدفع مخصصات لعائلات هؤلاء الجنود الذين تعتبر أنهم سقطوا دفاعا عن أمنها علما أن حروب اسرائيل كانت على الدوام حروب توسع وعدوان على أراضي الغير. كما أنها تدفع على الدوام مخصصات لعائلات أسراها الذين احتجزتهم الفصائل الفلسطينية سواء في لبنان أو في الأراضي المحتلة، وهم الذين كانوا يشاركون في حروب عدوانية واحتلال غير مشروع، ومع عدم المقارنة هنا فهل يمكن أن نطالب نتنياهو بوقف دفع رواتب لعائلات جنود الاحتلال الذين قُتلوا أو لأسرى جيشه خلال العدوان المتكرر على قطاع غزة أو الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، والأراضي العربية؟
وهل يمكن أن يطلب الجانب الفلسطيني من الولايات المتحدة الأميركية التوقف عن دفع رواتب أو مخصصات لعائلات جنودها الذين قُتلوا في فيتنام أو العراق أو غيرهما من المناطق، أو عدم دفع رواتب لعائلات جنودها الأسرى في المناطق التي غزتها الولايات المتحدة الأميركية؟
وإذا كانت المواثيق الدولية تجيز لأي شعب يخضع لاحتلال غير مشروع مقاومة هذا الاحتلال، وفي الوقت الذي يعترف فيه المجتمع الدولي أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية احتلال غير مشروع، فهل من المنطقي أو المعقول أن يطالب شعب يناضل من أجل حريته، كما يعترف المجتمع الدولي، أن يتنكر لشهدائه وأسراه؟
وإذا كانت اسرائيل قد قتلت الآلاف من المدنيين الفلسطينيين بنيران قواتها خلال عدوانها المتكرر سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وهؤلاء ليسوا عسكريين أو إرهابيين، فهل يُعقَل أن تتخلى السلطة الوطنية عن واجباتها إزاء هؤلاء الضحايا وعائلاتهم؟
إن ما يجب أن يقال هنا إن شعبنا الذي يناضل منذ عقود طويلة من أجل حريته واستقلاله لإنهاء هذا الاحتلال الاسرائيلي غير المشروع لا يمكن أن يوصم شهداؤه أو أسراه بـــ “الإرهابيين” ولا يمكن أن يتنكر هذا الشعب لشهداء وأسرى الحرية الذين مهّدوا الطريق أمام شعبنا وقيادته لانتزاع حقوقه المشروعة، وهو ما أكد عليه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وما يُجمع عليه كل أبناء شعبنا. ومن الأجدر بكل أولئك الذين يطالبون القيادة الفلسطينية بقطع رواتب الشهداء والأسرى أن يدركوا أننا ما زلنا في مرحلة التحرر الوطني من هذا الاحتلال البغيض ومن الأجدر بهم العمل على إنهاء هذا الاحتلال حتى لا يسقط المزيد من الضحايا ولا يزداد عدد الأسرى.

Exit mobile version