المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

لماذا تأخرت دعوات المطالبة بالاعتذار

فجر احمد يوسف قنبلة من العيار الثقيل عندما طالب قيادة حركة حماس بتقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني على خلفية انقلابها على الشرعية الفلسطينية عام 2007.وربما جاء هذا الموقف متأخرا كثيرا على مطالبة حماس الاعتراف بجريمتها في انقلابها بعدما استفحلت الخلافات التي وصلت الى حالة من الصعب السيطرة عليها والرجوع فيها بسبب مواقف حماس التي آثرت مصالحها الشخصية والحزبية على المصالح العامة وقبلت بإقامة امارة اسلامية لها في غزة وهو ما دعا الكثير من الاطراف للمطالبة بالاعتراف بها كدولة فلسطينية تنهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهذا يعتبر ضربا للمشروع الوطني الفلسطيني وضياع للقضية.لكن احمد يوسف امتلك الجرأة وطالب حركته بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني على جريمة حماس في احداث الانقسام وتداعياته التي تركت اثرا سلبيا على القضية الفلسطينية. وطالب القيادي البارز في حركة حماس، أحمد يوسف، في مقال جريء حركته بالاعتذار عن أحداث 2007، والتي تسببت في الانقسام الفلسطيني بعد الاقتتال الدامي بين حركتي فتح وحماس.
وربما تكون التحولات السياسية الجديدة ورغبة حماس بالانفتاح على اكثر من جهة هي التي دفعت احمد يوسف لهذا الموقف ويدرك تماما ان ما ورد في وثيقة حماس لا يرقى لمواقف حماس التي تصر على وضع العراقيل امام اتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ويعتقد يوسف ان الانقسام لن ينتهي والمصالحة لن تتحقق ما لم تجرؤ حماس على الاعتراف والتكفير عن ذنبها.
تقديم اعتذار يعني اعتراف بوجود خطأ ما ويعترف احمد يوسف في متن مقاله بالأخطاء التي ارتكبتها حماس وسوء التقدير الذي قاد الى هذا الوضع ويعترف ايضا ان القضية الفلسطينية لا زالت تدفع ثمنا لهذه الاخطاء.
ربما تكون التحولات والتغيرات السياسية التي طرأت على فكر حماس وطرحها لوثيقتها تشكل احد دوافع احمد يوسف بالمطالبة بالاعتذار اذ ان عنوان الوثيقة هو الانفتاح على كافة الاطراف ولا يعقل ان تذهب حماس بعيدا في هذه المطالب بل يجب ان تبدأ من المسافات القريبة لان حماس لن يكون بمقدورها تحقيق اهدافها التي اطلقتها في ظل الانقسام القائم وفي ظل مواقفها المترددة.وربما تكون الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية تجاه القطاع قد عجلت بمطالب احمد يوسف وذلك من اجل تهدئة الامور وعدم الوصول الى مراحل التصعيد وربما يهدف احمد يوسف لان يقول بان الوضع وصل الى مرحلة لا يستطيع شعبنا الفلسطيني تحملها وهذا ناتج عن سياسات حماس.
مهما كانت الدوافع والأسباب لوجهة نظر القيادي في حماس احمد يوسف الا ان حماس وجدت نفسها في حالة انحسار حتى مع اصدار وثيقتها التي لم تلقى تجاوبا يذكر من مختلف الاطراف الا من بعض الاطراف التي لا تأثير يذكر لها على الساحة الدولية، وحالة مد وتعاظم للقيادة الفلسطينية في الساحة الدولية وتحديدا بعد زيارة السيد الرئيس محمود عباس لواشنطن واستماع الرئيس الامريكي لمواقفه مما ولد انطباع لدى قيادة حماس بان السيد الرئيس قد تمكن من كسر التصلب الامريكي تجاه القضية الفلسطينية وطرح نفسه كزعيما فلسطينيا وحيدا وأحرز تقدما ترك انعكاساته الايجابية على القضية الفلسطينية ودفعت الاسرائيليين للشعور بالخوف لأول مرة.
ازاء تلك المعطيات كان على احمد يوسف الخروج عن صمته وإرسال رسالة الى قيادته بان قطف ثمار الوثيقة الجديدة يجب ان يمر من خلال القيادة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وهذا لن يتم دون تقديم اعتذار واضح وصريح للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية التي انقلبت حماس عليها.

خاص- مركز الإعلام

Exit mobile version