المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إضراب الأسرى في يومه الـ36 .. تضامن صامت في غزة

غزة – يكاد ينحصر شكل التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في يومهم ال 36 على خيمة الاعتصام الرئيسية بساحة السرايا وسط مدينة غزة، وفعاليات أخرى متباعدة وصغيرة تنفذ هنا وهناك.

يبدو أن الانقسام والأوضاع المعيشية الصعبة، والأزمات التي يحياها سكان القطاع، وفرض قيود من قبل الجهات الأمنية على أنشطة حركة فتح، أثرت على شكل وحجم التضامن مع الأسرى، رغم خطورة أوضاعهم الصحية، وجعلت التضامن معهم يأخذ أشكالا صامتة، تدمي قلب كل فلسطيني.

الناشطة والإعلامية أمل بريكة، أكدت أنها باتت تشعر بالحزن والغضب على الدوام، وتخصص جل وقتها لمتابعة أخبار الأسرى، وتتلهف لسماع خبر حول قرب انتصارهم في معركتهم.

وأكدت بريكة أنها كثيرا ما تلفظ مائدة الطعام التي تعدها والدتها وترفض الأكل، فمنذ اليوم الأول من إضرابهم لم تتذوق للزاد طعم، ولم تعرف للراحة سبيل.

وأكدت بريكة أن أكثر ما يحزنها تراجع حجم المؤازرة الشعبية للأسرى في غزة، فرغم مشاركتها في فعاليات عديدة نظمت في رفح وغزة، وتغريدها الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي لنصرة الأسرى، إلا أن شعورا بالتقصير يراودها، وتتمنى لو استطاعت وغيرها من النشطاء فعل أكثر من ذلك.

ودعت بريكة لإخراج التضامن مع الأسرى من وضع الصمت إلى العلن، ليكون على شكل بركان من الغضب يوصل رسالة لإسرائيل والعالم بأسره، بأننا لم ولن ننس أسرانا في معركتهم، وسنبقى لهم الأوفياء.

أما شقيقة الأسير المضرب عن الطعام مروان المقادمة، ويواجه حكما بالسجن مدى الحياة، فأكدت أن أفراد عائلتها يعيشون حالة صعبة، ولا يتناولون الطعام إلا ما ندر، ودائمو المتابعة لفعاليات الإضراب، والأخبار التي تصدر عن لجنة الإضراب، وبعضهم يقيم على الدوام في خيمة الأسرى.

وأكدت الإعلامية ماجدة أن أكثر ما يقلقهم تردي حالة والدتها الصحية، فيوميا بعد يوم ينخفض وزنها، وتزداد حالتها سوءا، وهم قلقون عليها، خاصة أنها تعاني عدة أمراض.

وأشارت إلى أن أسوأ شيء يمكن تخيله هو حياة أسرة أسير يعيش إضراب عن الطعام لليوم السادس والثلاثون، والأسوأ أن إدارة السجن تعتبره من قياديات الإضراب، وتواصل تنقله بين السجون، وكثيرا ما تضعه في العزل الانفرادي.

ودعت المقادمة لانتفاضة أسرى، يخرج فيها كل فلسطيني في الضفة وغزة والشتات، ليعلن الجميع تضامنهم مع المضربين عن الطعام، وتشكيل أكبر ضغط من أجل إنقاذهم، مشككة باستعادة معظم الأسرى صحتهم كما السابق بعد انتهاء الإضراب.

بدوره أكد المحامي والناشط بلال النجار، أن التضامن مع الأسرى بات داخل كل فرد أكثر ما هو مشاهد على الأرض، فعلى الصعيد الشخصي يعيش وعائلته وضع صعب، ولا يغيب موضوع الأسرى عن باله، ويشعر بتقصير كبير تجاههم، ويحاول دائما المشاركة في أية فعالية لنصرتهم.

ودعا النجار لإيجاد متنفس للتضامن مع الأسرى، والبوح بما يدمي القلوب ويؤلمها على الأرض، فلا يعقل أن تقتصر فعاليات التضامن مع الأسرى من قبل 2 مليون شخص على فعاليات متباعدة، وخيمة متواضعة.

كما طالب النجار الجالية الفلسطينية والعربية في أوروبا وأمريكا، بالتحرك، ومحاصرة سفارات إسرائيل في العالم، لزيادة الضغوط عليها، من اجل سرعة الاستجابة لمطالب الأسرى.

محمد الجمل – “الأيام الالكترونية”

Exit mobile version