المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

وسائل التواصل الاجتماعي… العصيان المدني؟!

بقلم: عبد الله عباس عليان

يَمُر الشَّعب الفلسطيني بِمرحلةٍ دقيقةٍ وحَرجة، خاصة في تعاطيه وتَفاعُله مع الأمور التي تحيط بِه، ليسَ بِزيادة نِسبة السكان الفلسطينيين، التي أعلنَ عنها الجهازُ المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث بَلغ إجمالي الشعب الفلسطيني وتوزيعهم في الوطن والشتات 12،930،608 فلسطيني، وليسَ بارتفاع الأسعار التَموينيَّة واللحوم، لاقتراب شهر رمضان المبارك، ولكن العَدد الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، و”التطور التكنولوجي” و”الذكاء الصناعي”، أخذ بهم بعيداً عن واقعهم، مجاراة للاهتمامات العالمية.

كُثرٌ هُم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، مثلاً “كيم كارديشيان”، المشهورة بنشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لديها “أتباع” أكثر من أي موقعٍ الكتروني، أو تنظيم أو حكومة أو حتى دولة، فلديها عبر “سناب شات”، “فيسبوك”، “أنستغرام” و “تويتر” ما يقارب 224 مليون مُتابع، ومجموع ما تحصل عليه سنوياً من خلال هذه الوسائل، يُقَدَّر بأكثر من 360 مليون يورو.

حتى الإعلام كان يَعتمد انتشاره في المجتمعات، على مجموعة وسائل إعلامية (مكتوب، مرئي ومسموع)، لكن “الإعلامَ الجديد” والأوسع انتشاراً، فإن من يُنتِج مُحتواه الجمهور، وليس الاعلاميون أصحاب الاختصاص، بغضِّ النَّظر عن الوسيلة التي يَتم النشر من خلالها.

“الإعلام غير المسبوق”، في تاريخ البشريَّة، وفي ظل التدفق الهائل للمعلومات، سلاحٌ ذو حدين، قد يكون ذو مَضمونٍ تفاعلي يُساهم في نقل الحقيقة، وقد يَكون بلا محتوى، ولا يَخدم سوى أهدافِ مُنتجه، حيث يُستَخدم بِطريقةٍ غير مِهنية.

الوفرُ في المعلومات على وسائل التواصل جَعل مِن المُتلقي والمتابع لها، مُحللاً ومُعَلقاً، تارةً أخرى، ومُساهماً في طرح المواضيع، بعكس ما كان دَور هذا المُتلقي عبر وسائل الإعلام المحترفة (مستمع، مشاهد أو قارىء).

الأدوات الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، إذا ما أُدرِجَ تحتها الإعلام و “وسائل التواصل”، باعتقادي أنها من أهم الوسائل في كشف مُمارسات المُحتل الإسرائيلي، الأمر الذي يَتَطلَّبُ ليس التصدي فقط، أو “دور المدافع” ومتلقي الضربات، وإنما الهجوم، دفاعاً عن الحق الفلسطيني، في الحرية والأرض والمقدسات والهواء.

على صعيد القضية الأبرز والأخطر بالفترة الحالية في تاريخ الشعب الفلسطيني، ألا وهي قضية ” معركة الكرامة وإضراب الأسرى”، هذا الشعبُ العظيم “برقمه الجديد”، مطالبٌ وأينما وُجِد، بالوفاء للأسرى أمام هذه التضحيات العظيمة التي يقدمها الأسرى الأبطال من خلال “معركة الأمعاء الخاوية”، ونقل الحقيقة وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء العظماء، وصمودهم وتحديهم للاحتلال.

على أبناء الشعب الفلسطيني، ممارسة “العصيان المدني”، عبر وسائل التواصل، كما يُفتَرَض أنَّه يُمارَس على الأرض، فليس المطلوب من رُوّادِ وسائل التواصل الاجتماعي من أبناء الشعب الفلسطيني، التذكير بعدد أيام الإضراب أو جمعها، ولكن من الضروري والمهم من اللجنة الإعلامية المساندة لإضراب الأسرى، عمل خطةٍ إعلاميةٍ موحدة، تجمع الإعلام الرسمي والخاص، وكافة الوسائل الإعلامية، لكي يُصبح دَورُ أبناءِ الشعب الفلسطيني أكثرَ أهمية، يَتَحمَّل المسؤولية تجاه دعم الأسرى، ومسانَدتهم في سجون الاحتلال، بهدف إبراز الجانب الإنساني أمام العالم، والمجتمع الدولي والمؤسسات والهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية، حتى يَتَحقَّق نَصرُهم وينالوا حريتَهم.

ومن الجدير ذِكرُه، ما قامت بِنشره المناضلة “فدوى البرغوثي”، زوجة القائد “مروان البرغوثي”، عبر صفحة الفيسبوك الخاصة بها، ” أتمنى من جميع أبناء شعبنا تحري الدِّقة والأمانة، في نقل كافة الأخبار المُتعلقة بالإضراب “… وتكمل أنَّهُ لا مجال للتَّقدُم دون تكامل “الكُل الفلسطيني” في هذه المعركة .

Exit mobile version