المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

المالكي يبحث مع المبعوث الصيني آخر المستجدات على الساحتين الفلسطينية والإقليمية

رام الله – بحث وزير الخارجية رياض المالكي اليوم الثلاثاء، مع المبعوث الصيني لعملية السلام قونغ شياو شينغ، آخر المستجدات على الساحتين الفلسطينية والإقليمية

وشكر شينغ خلال اللقاء الذي حضره مساعد الوزير لشؤون آسيا وإفريقيا السفير مازن شامية، والسفير الصيني لدى فلسطين تشي شينغتشونغ، ووفدان رفيعا المستوى من الجانبين، المالكي على ترتيب هذا اللقاء المهم والذي يأتي بعد مؤتمر مدريد الذي حضره كلاهما الاسبوع المنصرم، مبيناً أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على أن الصراع في الشرق الأوسط وعلى رأسه الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي يقع على سلم أولويات القيادة الصينية، وأن وجهة النظر الصينية تقضي بحل هذا الصراع الذي طال أمده ليتم التفرغ للبناء والتخطيط لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وتابع: “يصيبنا القلق بسبب استمرار التحديات التي تواجهنا هنا، ذلك بسبب وجود قضايا ساخنة، فالمنطقة ملتهبة وحرارتها لا تقتصر على المنطقة فحسب بل تتعدى ذلك لتصل إلى كل ركن على هذه الأرض”، مضيفاً أن “الجهود الصينية ستظل منصبَّة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، والصين ترى في استمرار المواجهة خطرا لا بُد من وضع حدٍ له.

وقال شينغ: “تعمل الصين على الدفع ببناء طريق الحرير ليس من أجل الربح والنهوض بالوضع التجاري فقط بل ليتعدى ذلك للتغلب على التحديات، وبناء وضع سياسي يسمح للجميع بالاطمئنان وبناء الثقة نحو إنهاء الصراعات واستتباب الأمن والسلام للجميع، ولاقى منتدى الحزام والطريق الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين ترحيباً واسعاً من قبل جميع الأطراف، فعديد الأطراف التي شاركت أبدت استعدادا للتنسيق والتعاون من أجل إنجاز هذه المبادرة وتحقيقها على أرض الواقع”.

وأكد أن زيارة الرئيس الأميركي وتفاصيلها لمنطقة الشرق الأوسط أثارت شجون واهتمام القيادة الصينية على اختلاف مستوياتها، مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس كان وضعه ليلة أمس بصورة شاملة للقائه بالرئيس ترامب، وحرصه على الدفع بالعملية السلمية قدماً.

وأبدى شينغ رغبة بلاده الجامحة لدعم فلسطين وتقديم المشاريع التنموية وفي مجال البنى التحتية، وهذا ما تم نقاشه مع الطرف الإسرائيلي بالأمس، مشدداً على أن جمهورية الصين الشعبية ستبقى على مواقفها المعهودة الداعمة للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية وستواصل هذا الموقف حتى تحقيق الشعب الفلسطيني لطموحاته بإقامة الدولة وتقرير مصيره على تراب وطنه.

بدوره، قدَّم المالكي شرحاً مفصلاً حول القضية الفلسطينية وتأثيرها وتأثرها بمجريات الأوضاع في المنطقة والعالم، حيث أكد ما قدَّمه في مؤتمر مدريد الأخير والذي أشار فيه إلى أن المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص هم جزء أصيل من النسيج الاجتماعي، وقال: “ستفقد فلسطين شخصيتها الاعتبارية إذا خرج المسيحيون منها، ولا يمكن أن تسمى هذه الأرض مقدسة بدون مسيحيين، فنحن نؤمن بالمساواة والمواطنة للجميع”.

وأشار إلى اتفاقه مع رؤية القيادة الصينية بأن النزاعات لا تجلب إلا الدمار، والسلام ما هو الا تتويج لحوار جاد بين طرفين متصارعين، مؤكداً أن أقصر الطرق هي الواقعة بين نقطتين وعلى خط مستقيم، فأقصر الطرق وأكثرها استقامة وتحقيقاً للعدل تكمن في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي البغيض ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته المستمرة منذ مئة عام. وتساءل المالكي: أما آن الأوان لهذا الظلم أن ينتهي؟، أما آن الأوان لهذا القيد أن ينكسر؟ أما آن الأوان لضمير العالم من أن يصحو وينتصر للحق وقراراته القاضية بحق الشعب الفلسطيني بدولته على تراب وطنه وحقه في تقرير مصيره؟.

وفيما يتعلق بالصراع الدائر في الشقيقة سوريا، أكد المالكي أن موقف القيادة واضح وهو عدم التدخل بالشأن الداخلي السوري، وأننا على استعداد لتقديم كل ما يمكن خدمةً لسوريا وشعبها وإنهاء محنتها التي تدمي القلوب، فنحن على تواصل مع النظام وأقطاب المعارضة الديمقراطية التي ترى بضرورة إنهاء الصراع الدامي والوصول إلى حل يحقن دم الشعب السوري ومسلسل الدمار.

وفيما يتعلق بمنتدى الحزام والطريق الذي عقد في بكين، قال المالكي: الحضور وحده أكد نجاح هذه الفكرة، علماً بأن هذا المنتدى له جانبان الأول يتعلق بأوروبا، والثاني يتعلق بمنطقتنا، وسعداء بمخرجاته، خاصة أنه سيربط فلسطين بشبكة طرق مهمة، فالحزام والطريق لا بدّ وأن يكون أداة الصين في الحركة وممارسة نفوذها في المنطقة والعالم، فهو مفيد على الصعيدين السياسي والتجاري.

وناقش الجانبان زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وأبعادها وبكل تفاصيلها ووضع كل طرف ما عنده بهذا الخصوص من رؤى وأفكار، مشددين على ضرورة تشجيع أي طرف مؤثر وخاصة الطرف الأميركي لما له من ثقل سياسي على الساحة الدولية للدفع بعملية السلام قدماً وإنجاز السلام بوصفه الهدف الذي يرمي إليه كل عضو من أعضاء المجتمع الدولي. وأشار المالكي إلى أنه تم الاتفاق خلال زيارة الرئيس ترامب على تقديم دعوة للطرفين كلاً على حدة والبحث في ثلاث ملفات السياسي والاقتصادي والأمني، فإذا تحقق تقدم بهذه الملفات، فإن هذا سيساعد الإدارة الأميركية بتشكيل إطار عمل، يمكِّنها من تشكيل رؤية واضحة للتسوية والحل بين الطرفين.

وفي نهاية اللقاء تم الاتفاق بأن يبقى التواصل مستمراً، وأن تتواصل الجهود الصينية المهمة للمساعدة في الوصول إلى حل سلمي يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

Exit mobile version