المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حديث القدس: تصريحات باراك تأكيد جديد على رفض نتنياهو السلام

قلنا مراراً وتكراراً ان رئيس الحكومة الإسرائيلية وأقطاب حكومته الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لا يرغبون بالسلام وان ممارساتهم على الأرض تدلل على ذلك وان أقوالهم وتصريحاتهم المزعومة حول السلام مجرد ادعاءات هدفها ذر الرماد في العيون وإيهام العالم بانهم دعاة سلام وان الجانب الفلسطيني هو الذي يرفض السلام.
وقد جاءت تصريحات ايهود باراك رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق لتؤكد ما قلناه وما زلنا عندما نقل موقع القناة العبرية الثانية عنه القول ان نتنياهو يتحدث عن السلام ولكننا نعرف بالفعل انه لا يفعل أي شيء من أجل تحقيق هذا السلام.
كما نقلت عنه القول ان هناك فرصة تاريخية للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين بمساعدة دول عربية، وان إسرائيل لم تواجه أفضل من هذه الظروف لتحريك العملية السياسية، معتبرا أن هذه الفرصة السانحة تاريخية بالنسبة لإسرائيل.
ونحن من جانبنا نقول بالفعل هناك فرصة لتحريك عملية السلام في المنطقة، قد تكون الأخيرة، وان تصريحات نتنياهو وأقطاب حكومته هي التي تعمل على إضاعة هذه الفرصة من خلال ممارساتها على الأرض وقراراتها بشأن مواصلة الاستيطان بل وتكثيفه وتهويد القدس والتصميم على ضمها واعتبارها عاصمة إسرائيل الأبدية إلى جانب تصريحه الأخير بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى على الحدود مع نهر الأردن في أي سلام قادم.
ان مثل هذه الممارسات والتصريحات وغيرها من قبله وقبل أعضاء حكومته اليمينية هي التي تضع العراقيل أمام السلام أو أمام فرصة السلام السانحة والتي يعززها تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحقيق الصفقة التاريخية المتمثلة بتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ان الجانب الفلسطيني أبدى ويبدي دائما استعداده للسلام المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وقد ابلغ الرئيس الأميركي بذلك أثناء الاجتماعين اللذين عقدا بينه وبين الرئيس عباس في واشنطن وبيت لحم، كما تم إبلاغ مبعوثه الخاص للسلام في المنطقة باستعداد الجانب الفلسطيني للسلام القائم على الحق والعدل والمستند لقرارات الشرعية الدولية، إلا ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي التي ترفض ذلك، وان نتنياهو شخصيا يتحمل المسؤولية عن إفشال أية جهود نظرا لتمسكه بالاحتلال ولأن حكومته ترضخ لإملاءات المستوطنين.
ان على الرئيس ترامب والمجتمع الدولي أخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار وإرغام حكومة الاحتلال على إنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية لأنه بدون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام ٦٧ فانه لن يكون هناك سلام وستبقى المنطقة تعيش حالة من التوتر وسيزداد العنف والكراهية، وستنفجر الأوضاع في أية لحظة وستنعكس على المنطقة والعالم بأكمله.
ان تصريحات باراك هي إدانة واضحة من داخل البيت الإسرائيلي، وهي من الأهمية بمكان خاصة وانه كان رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع ولديه معرفة بالأوضاع والأمور، وعندما يحمل نتنياهو مسؤولية عدم العمل من أجل السلام، فانه يعمل من أجل اسرائيل لان السلام هو أيضا ضروري لإسرائيل وربما هو اكثر لإسرائيل من الجانب الفلسطيني، فبقاء الاحتلال يعني تحول إسرائيل، ان لم تكن تحولت، الى دولة تمييز عنصري، خاصة في ضوء القوانين التي سنتها مؤخراً والتي تعتزم سنها وكلها تدلل على أنها تسير نحو التحول لدولة تمييز عنصري سيكون أبشع من النظام العنصري البائد في جنوب أفريقيا.
ان على الرئيس ترامب والعالم قاطبة منع دولة الاحتلال من مواصلة سيرها نحو العنصرية والتطرف الذي سيهدد المنطقة والعالم قبل فوات الأوان وقبل ان تنفجر الأوضاع لتأكل الأخضر واليابس وعندها لن تكون هناك أية فرصة سانحة للسلام العادل والشامل. وعلى نتنياهو أخذ العبر من تصريحات باراك الذي عمل وزيرا للدفاع في إحدى حكوماته.

Exit mobile version