المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة (22 يونيو – 05 يوليو 2017)

واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي (22/6/2017 – 5/7/2017)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتجلت تلك الانتهاكات في استخدام القوة المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين، والإمعان في سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين والصيادين رغم إعلانها عن السماح لصيادي القطاع بالإبحار لمسافة 9 أميال بحرية، وهو ما يشير إلى استمرار سياسة الاحتلال في محاربتهم في وسائل عيشهم ورزقهم. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير مواطناً فلسطينياً في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وأصابت (18) مواطناً آخرين، بينهم (8) أطفال، في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي القطاع، واصلت تلك القوات ملاحقة الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، وإطلاق النار تجاه المزارعين في المناطق الحدودية، وشنّ غارات جوية ضد مواقع تدريب تابعة لفصائل المقاومة.

ففي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28/6/2017، المواطن إياد غيث، 23 عاماً، من سكان مدينة الخليل. ووفقا لتحقيقات المركز، حاصرت تلك القوات عدة منازل سكنية تعود لعائلة غيث في جبل جوهر، في المنطقة الجنوبية من المدينة، ففرّ المواطن المذكور، والذي كانت يحمل بندقية من المكان، خوفاً من اعتقاله. وأثناء تحركه بالقرب من ديوان عائلته، وبدون أي تحذير، أطلق جنود الاحتلال النار تجاهه، ما أسفر عن إصابته بعيارين ناريين في الرأس، ومقتله على الفور.

وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي (15) مدنياً فلسطينياً، بينهم (7) أطفال، أصيب (5) منهم بالأعيرة النارية؛ و(5) بالأعيرة المعدنية، و(3) بشظايا قنابل الغاز، و(اثنان) بالأعيرة الأسفنجية. وكانت الإصابات في السياقات التالية:

– بتاريخ 28/6/2017، أصيب طفل في الخامسة عشرة من العمر بعيار معدني في يده، وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر، شمال مدينة الخليل.

– وفي تاريخ 29/6/2017، أصيب طفل (15 عاماً)، بعيار إسفنجي في الصدر، ومواطن (19 عاماً) بعيار إسفنجي في يده اليمنى، وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية بلعين، غرب مدينة رام الله.

– وفي تاريخ 30/6/2017، أصيب طفل (14 عاماً) بعيار ناري في الجهة اليمنى من الصدر، وطفل آخر (15 عاماً) بعيار ناري في الفخذ الأيسر، وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين، وشرعت بتجريف النصب التذكاري للشهيد خالد نزال، عضو اللجنة المركزية السابق للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

– وفي التاريخ نفسه، أصيب مواطن (22 عاماً) بعيار معدني في البطن، خلال مشاركته في مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية، شمال شرقي مدينة قلقيلية.

– في تاريخ 2/7/2017، أصيب (6) مواطنين، أصيب (3) منهم بالأعيرة المعدنية، و(3) بشظايا قنابل الغاز، وذلك عندما هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنازة المواطن علي أياد أبو غربية، 24 عاماً؛ من حي الصوانة، شرق البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، والذي وافته المنية في حادث غرق في بحيرة طبريا مساء يوم الجمعة الموافق 30/6/2017.

– وفي التاريخ نفسه، أصيب طفل (14 عاماً) بعيارين ناريين في كل من القدمين، عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية المغير، شمال شرقي مدينة رام الله.

– وفي تاريخ 4/7/2017، أصيب طفلان بالأعيرة النارية وذلك عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الفارعة للاجئين، جنوب مدينة طوباس.

وفي قطاع غزة، شهدت المناطق الحدودية مسيرات احتجاج على استمرار الحصار الجائر على سكانه. استخدمت قوات الاحتلال القوة ضد المشاركين فيها، وأسفرت أعمال إطلاق النار لتفريق تلك المسيرات عن إصابة (3) مدنيين فلسطينيين، بينهم طفل، أصيب أحدهم بعيار ناري، و(اثنان) بسقوط قنابل الغاز عليهم بشكل مباشر.

وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، ففي تاريخ 27/6/2017، فتحت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين التي كانت تتواجد على مسافة تقدر بحوالي 4 أميال بحرية، شمال غرب بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، وقامت بملاحقتها. وبعد وقت قصير، فتحت تلك الزوارق نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين التي كانت تبحر في بحر السودانية، غرب جباليا، شمال قطاع غزة. وتكرر إطلاق النار تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين في المنطقة في بحر بيت لاهيا كذلك بتاريخ 30/6/2017، و1/7/2017، و2/7/2017، وتاريخ 4/7/2017، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوفهم، أو أضرار في قواربهم في جميع تلك الحالات.

وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية، ففي تاريخ 29/6/2017، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل أبراج المراقبة العسكرية المقامة على معبر بيت حانون “ايرز”، شمال قطاع غزة، نيران أسلحتها الرشاشة بشكل كثيف تجاه المنطقة المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المزارعين الفلسطينيين، أو أضرار في ممتلكاتهم.

وفي إطار أعمال القصف الجوي، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتاريخ 27/6/2017، صاروخين تجاه موقع الشهيد محمد أبو حرب التابع لكتائب القسام في بلدة النصر، شمال شرقي مدينة رفح، جنوب القطاع. أسفر القصف عن وقوع أضرار مادية في الموقع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح.

* أعمال التوغل والمداهمة:

خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (97) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة، فيما نفّذت (9) عمليات اقتحام في مدينة القدس وضواحيها. أسفرت تلك التوغلات والاقتحامات عن اعتقال (108) مواطنين فلسطينيين على الأقل، من بينهم (14) طفلاً، و(3) نساء، أعتقل (33) منهم، بينهم (5) أطفال في مدينة القدس وضواحيها.

وكان من بين المعتقلين النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ماهر بدر 61 عاماً؛ وعضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والنائب في المجلس التشريعي عن كتلة الشهيد أبو علي مصطفى، خالدة جرار، 54 عاماً، ورئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، ختام سعافين، 59 عاما.

وفي قطاع غزة، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتي توغل محدودتين. ففي تاريخ 22/6/2017 توغلت تلك القوات مسافة تقدر بحوالي 200 متر شرق جباليا، شمال القطاع، وقامت آلياتها بأعمال تجريف وتمشيط في أراضي المنطقة قبل أن تعيد انتشارها وراء الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

وفي تاريخ 28/6/2017، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة تقدر بحوالي 100 متر، شرق البريج، وسط القطاع. باشرت تلك الآليات بأعمال تجريف في الأراضي المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. وبعد ساعتين اتجهت جنوباً نحو المغازي ودير البلح، حيث أعادت انتشارها داخل الشريط الحدودي المذكور.

* إجراءات العقاب الجماعي:

سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 4/7/2017، ثلاث عائلات في قرية دير أبو مشعل، شمال غربي مدينة رام الله، وعائلة في بلدة سلواد، شمال شرقي المدنية، أوامر عسكرية صادرة عن قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية تقضي بهدم منازلها. يتعلق الأمر الأول بهدم منازل عائلات الفتية الثلاثة في قرية دير أبو مشعل، والذين قُتِلوا في منطقة باب العامود في مدينة القدس بتاريخ 16/6/2017، بعد إطلاق النار عليهم من أفراد جيش وشرطة الاحتلال، وذلك بعد تنفيذهم عملية طعن أسفرت عن مقتل مجندة من شرطة حرس الحدود. ويتعلق الأمر الثاني بمنزل عائلة الأسير في سجون الاحتلال مالك حامد، 22 عاماً؛ منفذ عملية الدهس بتاريخ 6/4/2017، بالقرب من مستوطنة “عوفرا” المقامة على أراضي بلدة سلواد.

* إجراءات تهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة:

علي صعيد تجريف المنازل السكنية، أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة عائلة المواطن محمد علي ناصر عاصي على هدم منزلها بيدها في قرية العيسوية، شمال شرقي المدينة، وذلك بتاريخ 1/7/2017. تبلغ مساحة المنزل 80م2، علما أنه بني عام 2008، وتم مخالفة العائلة بمبلغ 40 ألف شيقل.

وفي تاريخ 3/7/2017، أقدم المواطن محمود فواقة على هدم منزليه في قرية أم ليسون، جنوب المدينة ذاتياً، وللأسباب ذاتها. وأفاد المواطن المذكور أن البلدية أجبرته على تنفيذ أمر الهدم اليدوي، و”إلا ستقوم طواقمها بعملية الهدم وفرض التكاليف عليه بقيمة 80 ألف شيكل”. وذكر أن المنزلين ملاصقان لبعضهما البعض، وتم بناء المنزل الأول قبل 6 سنوات، وتبلغ مساحته 40م2، ويعيش فيه 6 أفراد، بينهم 3 أطفال، وأما المنزل الثاني تم بناؤه قبل عدة أشهر ويتم تجهيزه حاليا للعيش فيه وتبلغ مساحته 96م2.

* وفي تاريخ 4/7/2017، جرّفت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة (3) منازل سكنية في حي بيت حنينا، شمال المدينة، بذريعة البناء دون ترخيص.

وفي التاريخ نفسه، جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أرضاً زراعية تبلغ مساحتها دونمين، وبركساً لتربية الدواجن في قرية الزعيم، شرق مدينة القدس الشرقية المحتلة، واقتلعت (120) شجرة زيتون ولوزيات. وأفاد المواطن طارق أبو سبيتان، ملك الأرض، أنها تشكل مصدر رزق لأسرته المكونة من 6 أفراد. هذا وتعتبر سلطات الاحتلال أراضي قرية الزعيم مصادرة لصالح إقامة المخطط الاستيطاني ـ(E1)، والذي يهدف إلى ضم منطقة مستوطنة “معاليه أدوميم” إلى مدينة القدس بعد مصادرة وتهجير وتفريغ السكان الفلسطينيين منها.

جرائم الاستيطان واعتداءات المستوطنين:

اقتحمت مجموعة من المستوطنين بتاريخ 24/6/2017، أراضي قرية ترمسعيا، شمال شرقي مدينة رام الله، وقامت بتقطيع (10) أشجار زيتون في منطقة الظهيرات، والواقعة بالقرب من القرية.

وفي تاريخ 25/6/2017، وهو أول أيام عيد الفطر، أقدمت مجموعة من المستوطنين، على تقطيع (30) شجرة زيتون مثمرة من أراضي قرية بورين، جنوب مدينة نابلس. تتراوح أعمارها بين (25) و(30) عاماً، وتعود الأرض التي جرى الاعتداء عليها للمواطن بلال عبد الهادي عبد الجبار عيد، وتبعد حوالي 500 متر عن سياج مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي القرية المذكورة.

وفي تاريخ 28/6/2017، أضرمت مجموعة من المستوطنين، انطلاقاً من مستوطنة “يتسهار” المقامة في الجهة الجنوبية من قرية بورين، جنوب مدينة نابلس، النار في الجبل الجنوبي للقرية. التهمت النيران عشرات الدونمات من أراضي المواطنين قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من إخمادها.

* الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية المحتلة، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي، منذ نحو عشر سنوات متواصلة، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه. ومنذ عدة سنوات قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل من أربعة معابر رئيسة بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد” كرم أبو سالم”، جنوب شرقي القطاع، والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات للقطاع، فيما خصصت معبر ايرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد، ووفق قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل من ذويهم وأقرانهم في الضفة وإسرائيل، كما حرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية والقدس المحتلة. أدى هذا الحصار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها. وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة. كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

Exit mobile version