المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حقيقة تطبيع العلاقات بين السعودية و الكيان الاسرائيلي كتب المحامي زيد الايوبي / القدس

في هذا المقال الذي سيختلف معي فيه الكثيرين من كتاب الرأي واصحاب الاراء السطحية القائمة على اساس تصديق الاشاعات والاخبار المفبركة والتي تنشر هنا وهناك دون ان ترتبط بالواقع والتي ابدعت في اخراجها بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية والايرانية والقطرية في محاولة منها لتشويه صورة السعودية امام العالم العربي والاسلامي .
حاولت التمحيص في كل الاخبار والكتابات التي تتحدث عن وجود علاقات ولقاءات سرية بين الاسرائيليين والسعودية حتى استطيع ان ابني موقفا حول ما يشوب هذه العلاقات من غموض خصوصا وانه تسيطر علي عقلية المحامي الذي يحتاج دائما لبينات دامغة لكي يبني موقفه عليها على اساس صحيح ومنطقي. لكني في كل مقال او دراسة او خبر اطلعت عليه حول هذا الموضوع وجدت ان جلها اشتركت وتشابهت في الترويج لاخبار غامضة ومفبركة مفادها (انه وبناءا على تسريبات سرية او وفقا لما قاله الكاتب الاسرائيلي فلان او نقلا عن مواقع اخبارية تتبع لايران وقطر واسرائيل فان السعودية واسرائيل تتجه نحو تطبيع العلاقات بينها وانه هناك اجتماعات سرية ولقاءات غير معلن عنها وخلافه ).
الغريب في ذلك ان كل وسائل الاعلام والكتابات التي تتحدث عن العلاقات السعودية الاسرائيلية المزعومة لم تقدم لنا اي دليل دامغ على وجود هذه العلاقات خصوصا وانه يتم الحديث عن لقاءات سرية فاذا كانت هذه العلاقات سرية وغير معلن عنها فكيف علم بها من يروج لها ؟؟؟؟
بكل الاحوال لاحظت ان جل ما ورد من اخبار وروايات حول العلاقات السعودية الاسرائيلية تقف خلفه وسائل اعلام تدعمها قطر وايران واسرائيل وهكذا استطيع ان افهم حقيقة هذه الاخبار والحكايات التي ترقى لمستوى الخرافات التي يسعى من خلالها مروجوها لزعزعة ثقة العرب والمسلمين بالسعودية وقيادتها وانا على قناعة بذلك .ومن لديه ادلة دامغة يدحض ما اقوله فليأتينا به لكني لن اقبل اي استناد الى روايات تدعي التسريبات السرية او انها صادرة عن مصدر رفض الكشف عن اسمه فقط اريد دليل دامغ وقاطع كما انني لن اقبل موضوع العشقي كدليل على تطبيع العلاقات السعودية الاسرائيلية لانه وعلى الفرض الساقط بصحة لقاء العشقي مع اسرائيليين فان العشقي ليس لديه اي منصب رسمي في السعودية وبالتالي فأن هذا الموضوع لا يرقى لمستوى الدليل الدامغ على اتجاه السعودية نحو تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال.
في هذا السياق لا بد لنا من ان نستند في معرض نفي الادعاءات التي اسلفت ذكرها حول العلاقات السعودية الاسرائيلية الى ان المملكة السعودية هي من تتبنى مبادرة السلام العربية التي تتضمن ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي العربية مقابل ان تحظى اسرائيل بتطبيع العلاقات العربية معها وهذا هو الموقف الرسمي السعودي المعلن والممارس على ارض الواقع خصوصا وانه ينسجمم مع القيمة الروحية والسياسية الكبرى للسعودية حاضنة كعبة المسلمين وبابهم العالي.
لغايات التشكيك بالمواقف السعودية تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية يحاول مروجوا الهرطقات الهابطة ان يضع كيان الاحتلال والسعودية في تحالف خيالي غير موجودعلى ارض الواقع لمجرد ان السعودية واسرائيل يمتلكان مواقف متشابهة من ايران لكن الواقع يقول انه ليس هناك اي تنسيق سعودي اسرائيلي يتعلق بالدور الايراني في المنطقة سيما وأنني اشكك اصلا في حقيقة العداء الاسرائيلي الايراني خصوصا وأن هذا العداء بين الطرفين اقتصر على الميدان الاعلامي والحرب الكلامية فقط ولم نشاهد اي صواريخ ايرانية انهمرت على تل ابيب او صواريخ اسرائيلية ضربت طهران وكل الحكاية لا تتجاوز الشعارات العدوانية التي يستفيد منها كل فريق على طريقته.
على العموم يجب ان نذكر هنا ان كيان الاحتلال يسعى للالتفاف على مبادرة السلام العربية من خلال السعي لتطبيع العلاقات مع الدول العربية قبل حل القضية الفلسطينة وانهاء حالة الاحتلال لدولة فلسطين وهذا ما تنبهت له السعودية منذ اللحظة الاولى لاطلاق المبادرة حيث اكدت بشكل واضح في اكثر من محطة على لسان كل المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم جلالة الملك سلمان مع الاحترام انها لن تقبل بتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال قبل الالتزام الاسرائيلي بتنفيذ ما جاء في مبادرتها التي يحاول نتنياهو التملص منها من خلال تجسيد امر واقع احتلالي في الضفة الغربية والقدس يقضي على حل الدولتين .
في النهاية لا بد من الاشارة الى ان الاطراف التي تقف خلف اتهام السعودية بتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال هي ذاتها التي تربطها علاقات مميزة مع الاحتلال فلا احد يخفى عليه عمق العلاقات الاسرائيلية القطرية في شتى المجالات خصوصا على المستوى السياسي والتجاري ولا احد يستطيع ان ينكر الزيارات المتبادلة للقادة الاسرائيلية والقطريين ولا احد يستطيع ان يتجاهل اعتراف قطر بدولة (اسرائيل) عندما انضمت لاتفاقية الجات والكثير الكثير يمكن قوله في هذا المضمار كما يجب ان لا ننسى ان العلاقات الايرانية الاسرائيلية التاريخية فهذا التاريخ الحديث يخبرنا بان ايران كانت من اوائل الدول التي اعترفت باسرائيل عام 1950 ناهيك عن التعاون العسكري العالي المستوى بين كيان الاحتلال وايران ابان الحرب العراقية الايرانية حيث كان لكيان الاحتلال دور كبير في تزويد ايران بالاسلحة وتدريب الضباط الايرانيين لغايات اضعاف العراق بالاضافة لما اعلن عنه مدير عام المنظمة الدولية لحظر التجارب النووية من ان ايران تطبع علاقاتها مع اسرائيل داخل هذه المنظمة حيث يلتقي الجانبين بشكل دوري للتباحث في امور تتعلق بالبرامج النووية للطرفين والكثير مما يمكن ان يقال في العلاقات الايرانية الاسرائيلية على هذا النحو .
في النهاية ومن خلال المعطيات التي اوردتها استطيع ان اقول ان فكرة تطبيع العلاقات السعودية الاسرائيلية هي فكرة وهمية وغير موجودة الا في خيال من يعادي السعودية وقيادتها بيد ان الواقع والتاريخ المعاصر يشير بشكل واضح الى ان التطبيع الحقيقي مع كيان الاحتلال يمارسه اعداء السعودية وهو جلي وواضح فيما يتعلق بقطر وايران ومما تقدم فانني اقتنع بالرأي الذي يقول أن اخر من يفكر في التطبيع مع الاحتلال هي السعودية ومهما بلغت محاولات التشويه الشيطاني للسعودية فان الواقع ينفي كل الادعاءات والدعايات التي تروج لها وسائل الاعلام المرتبطة بايران وقطر واسرائيل لذلك يجب ان نمتلك من الوعي ما يمنعنا من الانسياق خلف اضاليل اعداء السعودية لانعدام واقعيتها واذا كنت مخطأ صوبوني.

Exit mobile version