المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

إلى متى يا حماس؟! كتب محمد الصالح

يوم 14 حزيران 2007 اليوم الذي غابت فيه شمس الحرية عن غزة هاشم، لتبدأ بعده رحلة العذاب ومعاناة الوطن وأهل غزة، وليصبح فيها الثائر غريبًا في وطنه وأرضه، وبين أهله. ذلك اليوم الذي تمّ فيه الانقلاب الدموي على الشرعية وعلى الأعراف والتقاليد الوطنية الفلسطينية، والذي نفّذته إسرائيل وإيران وسوريا وقطر بأيادٍ حمساوية.
وبدأت المرحلة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني بواسطة حماس وأعمالها الإجرامية، من قتل لخيرة المناضلين الشرفاء من أبناء السلطة الفلسطينية، وحركة “فتح”، وأبنائها من كتائب شهداء الأقصى في همجية بربرية لم يشهد التاريخ الفلسطيني لها مثيلاً.
لم تكتفِ حماس بذلك، بل شنّت أيضًا حملة إعلامية مسعورة على حركة “فتح”، قلبت الحقائق، وزيّفت الوقائع، وأصدرت الفتاوى، وشوّهت تاريخ النضال الفلسطيني الذي فجَّرته حركة “فتح” في العام 1965، بهدف السيطرة على الأجهزة العسكرية والأمنية التي لا تخضع لسلطة الوزارة بحكم الدستور، بل تخضع للرئيس حكمًا في الدستور الفلسطيني.
إنَّ حماس لم تُخرِج نفسها من دائرة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وحسب، بل هي من تمنع المقاومين في قطاع غزة من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل، ولو كان الثمن قتل هؤلاء المقاومين، وشعبنا وفصائله في غزة يعلمون الكثير من التفاصيل، وكل ذلك لتلتزم باتفاق العار، اتفاق وقف ‘الاعتداءات المتبادلة’ الذي وقَّعته برعاية إخوانية مع إسرائيل،ناهيك عن تصريحات الإشادة والثناء والإعجاب من قادة جيش الاحتلال حول أداء حماس والتزامها بالاتفاقات الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي.
ولا يهم حماس سوى البقاء في السلطة، أمّا الشعب الفلسطيني فهو الذي يموت جوعًا جرّاء الحصار والصفقات السياسية، رغم أن حماس كان بإمكانها حل أزمة أهالي غزة، لكن الصراع على السلطة يمنعها من تلبية رغبات الشعب الفلسطيني.
ولا تنشط حركة حماس إلا عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وترفض أية مبادرات لإنهاء الوضع المأساوي في غزة، وطالما أنَّ مسؤولي حركة حماس لا يصيبهم أذى أو مكروه ويعيشون حياة القصور، وهو ما أثبتته حماس أيضًا من خلال ردود أفعالها التي تكتفي بالتنديد والشجب تجاه ما يجري في الأقصى، وهو ما يعد بمنزلة خيانة عظمى للأقصى من جانب فصيل يدّعي المقاومة ضد الاحتلال.
إنَّ أفعال حماس ومواقفها أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم على المستوى الداخلي والعربي والإقليمي، وهذا ما جنته يداها فهي المسؤولة الحصرية والمباشرة عن صنع الانقسام الفلسطيني، وإصرارها على السيطرة على القطاع بالقوة العسكرية والبطش البوليسي.

Exit mobile version