المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

مشروع حماس يعلو فوق جراحات الشعب

دخلت الأوضاع في غزة منعطفا خطرا اثر عملية التفجير التي قادها شابان من التنظيمات السلفية في موقع لأمن حماس على الحدود المصرية ونتج عنه سقوط احد عناصر حماس وجرح آخرين في مشهد بات ينذر بارتفاع وتيرة التصعيد مع إصرار حماس على استخدام “القبضة الحديدية” لتنفيذ مشروعها الجديد لحماية الحدود المصرية كمدخلا وشرطا لعودة العلاقات مع مصر التي كانت وضعت شروطا على حماس ان يسود الأمن في سيناء مقابل التقدم في علاقاتها مع مصر.
حماس التي كانت تدعم الإرهاب في سيناء بعد إبعاد مرسي عن الحكم وأوجدت الفكر التكفيري والتخويني وتكفير وتخوين من يخالفهم ويعارضهم سياسيا ووصل بهم الأمر لإباحة الدماء وعندما وجدت حماس مصلحتها في مهادنة مصر من اجل تمرير مشروعها أوقفت دعمها للإرهاب في سيناء وسحبت كل التصريحات التي صدرت عنها ضد القاهرة من اتهامات وتهديدات وتناست مرسي والإخوان المسلمين وأخذت تنفذ تعليمات القاهرة حفاظا على مصالحها في بقاء حكمها قائما في القطاع وأدركت أن دعم القاهرة بهذا الاتجاه سيعطيها شرعية الحكم.
من خلال المعطيات بات من الواضح ان الاستقرار في القطاع أصبح من الزمن الماضي وان القطاع مرشح لمزيد من التصعيد بعد ان قامت التنظيمات السلفية بمهاجمة أهدافا لحماس ردا على مقتل احد عناصرها واعتقال عددا آخر منهم وتعذيبهم، وان المشهد في غزة سيتحول إلى سجال بين هذا الطرف وذاك وهذا يعني انعدام الأمن والاستقرار وتأثيره على كافة مناحي الحياة.
شعبنا الفلسطيني في القطاع وقع ضحية نزوات حماس ومشاريعها السياسية والحزبية حيث بات حماية حدود مصر يتصدر الأولوية في حساباتها على كل مصالح الشعب الفلسطيني، وهي مستعدة للقيام بكل شيء يخدم مصالحها حتى لو كان مزيدا من القتل والاعتقال والتعذيب في سبيل حماية مشروعها الحزبي وتفضيله على المصالحة، فهي غير مستعدة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والتي هي في الأساس مشروعا وطنيا ومصلحة للشعب الفلسطيني ومصالحه العليا.
كما تزرع تحصد فحماس التي زرعت الحقد والكراهية والتكفير والتخوين ها هي بدأت بقطف ثمار الحصاد وبدأ “حكمها” في القطاع يتعرض للتهديد من قبل التنظيمات السلفية التي ترى أنها إمام مهمة جهادية ضد إسرائيل وان ميليشيات حماس تلاحقها وتطاردها وتعتقل عناصرها وتلقيهم في غياهب السجون تحت الضرب والتعذيب.
المشهد السياسي في القطاع ذاهب باتجاه المزيد من التصعيد في ظل التشابك والتجاذب بين حماس والتنظيمات السلفية من جهة وبين حماس ومختلف القطاعات الأخرى في غزة اذ ان تلك الجماعات قاطبة لن تترك الساحة السياسية لحماس لتعبث بها وستشهد الأيام القادمة مزيدا من التصعيد، لكن اصطفاف حماس خلف بعض القوى الإقليمية بات المؤشر الحقيقي حول نهج حماس إذ أنها أصبحت أداة لتنفيذ تلك سياساتها بالوكالة وأصبحت المشهد السياسي في غزة يدار مباشرة من تلك القوى بواسطة حماس والعنوان الأبرز في توجهاتهم تحطيم المشروع الوطني الفلسطيني ودعم حماس لتزداد شراسة في وجه كل القوى بحيث تبقى حماس هي الآمر والناهي في القطاع.

خاص بمركز الاعلام

Exit mobile version