المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

اقتلاع عائلة شماسنة من منزلها خطة جديدة في تهويد المدينة

الهجمة الاسرائيلية على القدس لم تأتي مصادفة بل هي عملية مخطط ومبرمج لها وتأتي في سياق الوضع السياسي للمدينة المقدسة وأهميتها السياسية والدينية للفلسطينيين في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بحيث لن يكون هناك حلول دون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وهذا ما تقره الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة في حين يرفض نتنياهو الاعتراف بشرعية هذه القرارات ويعتبر القدس عاصمة موحدة لــ “دولة” اسرائيل وغير قابلة للتقسيم. وما يعزز هذه الفرضية ان هناك قوات من الجيش والشرطة كانت تعزز وتحرس المستوطنين دائما وهذا يعني ان هناك قرارا سياسيا صادرا من اعلى سلطة سياسية في اسرائيل ممثلة بنتنياهو لفرض واقع جديد في المنطقة.
حلقة اخرى من حلقات الغطرسة الاسرائيلية بقيام قوات الاحتلال باقتلاع عائلة شماسنه من منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وتحويل المنزل للمستوطنين. شكل اخر من اشكال الاستيطان في الاستمرار بتهويد المدينة واقتلاع جذور ساكنيها من الفلسطينيين. حيث ان الوجود الفلسطيني في المدينة يشكل حالة التوازن في ميزان الرعب الاسرائيلي ويشكل عمقا لوجستيا وامتدادا استراتيجيا للمشروع الوطني الفلسطيني وتبين ذلك من خلال الاحداث التي شهدتها المدينة المقدسة خلال السنوات القليلة الماضية والأحداث التي شهدتها باحات المدينة المقدسة والذتي افضت الى نصر فلسطيني وهذا ما دعا اسرائيل الى اعادة حساباتها السياسية بعد ان توصلت الى قناعة بان استمرار التوسع الديمغرافي الفلسطيني في المدينة المقدسة يعتبر ضربا لأمنهم الديمغراقي والقومي.
ما يحدث في القدس وما حدث في الخليل هو هو بمثابة بداية التنفيذ الفعلي لمشروع اسرائيل الكبرى تمهيدا لضم المناطق الفلسطينية لاسرائيل ومنح السيادة الاسرائيلية على المستوطنات القائمة في الاراضي التي تحتلها اسرائيل.
هذه الاجراءات الاسرائيلية تأتي متزامنة مع الحراك السياسي الدائر لإعادة ملف التسوية الى الواجهة السياسية ومع جولات المبعوثين الامريكيين المكوكية لفرض واقع جديد في الاقليم والحديث عن تسوية اقليمية حيث تاتي هذه الاجراءات لقطع الطريق امام اية تسوية سياسية قادمة سواء كانت اقليمية او محلية وإخراج القدس من دائرة الاحداث السياسية بوصفها ارض اسرائيلية لا حوار حولها ولا مفاوضات بشأنها. وربما تتساوق بعض دوائر صنع القرار في السياسة الدولية مع هذه الاجراءات والتعامل مع سياسة الامر الواقع وفرضها على الجانب العربي.
المطلوب الان التحرك الفعلي والجاد وطرق ابواب المنظمات الدولية وتحميلهم المسئولية الكاملة والإشارة الى ان السلام المنشود في عنوانه الرئيسي سيكون القدس ولا سلام بدونها بل الى المنطقة ذاهبة الى مزيد من الانفجار فيما لو تساوق المجتمع الدولي مع السياسة الاسرائيلية وترك القدس رهينة بيد اسرائيل.
اذا كان العالم اجمع معنيا بسيادة السلام في المنطقة فعليه وقف الممارسات الاسرائيلية في القدس والإشارة الى ان القدس مدينة محتلة بموجب القرارات الدولية وليس من حق اسرائيل القيام بأية اجراءات من شأنها تغيير الوضع القائم للمدينة وان استمرار الاجراءات الاسرائيلية هو حرق للشرعية الدولية.

خاص بمركز الإعلام

Exit mobile version