المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حلس :الاجراءات بحق غزة ستنتهي ولقاءات مكثفة مع حماس خلال أيام

غزة – بعد أن أعلنت حركة (حماس) حل اللجنة الإدارية في غزة، واستعدادها لتمكين الحكومة في القطاع، بات المواطن الفلسطيني يترقب بتفاؤل حذر الخطوات القادمة التي سيجري اتخاذها من جانب حركة (فتح) والقيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، في إتمام المصالحة الوطنية.

“سوا” حاورت عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) أحمد حلس، وتطرق خلال حديثه إلى الخطوات التي ستُتخذ عقب عودة الرئيس محمود عباس من نيويورك، قبل أن يغوص في بعض التفاصيل التي ينظر إليها المراقبون على أنها تمثل عائقا أمام المصالحة.

واعتبر حلس أن الخطوات التي جرى الاتفاق عليها في العاصمة المصرية القاهرة مؤخرًا “مقدمة طبيعية باتجاه انجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية”.

وقال إن “حل حماس للجنة الإدارية، خطوة إيجابية”، مشيرًا إلى أن تمكين حكومة الوفاق من العمل في غزة “ستكون خطوة هامة؛ لنذهب بعد ذلك لوضع آليات لتنفيذ عملية المصالحة، قبل الذهاب للانتخابات التشريعية والرئاسية وكذلك المجلس الوطني”.

وثمن حلس الدور المصري السابق واللاحق، قائلًا : “الدور المصري مهم جدا، والجهد الذي بذلته المخابرات والقيادة المصرية كان عاملا ايجابيا ومهما، أوصلنا إلى ما وصلنا له الآن”، مؤكدًا أن الجهود المصرية ستستمر “حتى يتم تنفيذ كل ما نتفق عليه”.

وأضاف : “هناك ترجمات لما تم الاتفاق عليه مع الجانب المصري، عبر اللقاءات الثنائية”، موضحًا أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين حركتي فتح وحماس؛ للبحث في التفاصيل والآليات.

وفي رده على تصريحات بعض قيادات (حماس) بأنها ستسلم كل شيء لحكومة الوفاق باستثناء الأمن، أكد حلس أن “كل الملفات ستفتح، وستناقش بالتفصيل، ولن يغلق أيٍ منها” خلال الحوارات الثنائية.

ولفت إلى أن الحكومة ستقوم بوضع خطتها لممارسة مهامها في غزة؛ “لذلك هناك الكثير من الإجابات ستكون منتظرة من الحكومة، وكذلك الحوارات الثنائية بين الحركتين”.

وكشف حلس لـ”سوا” عن أنه سيتم عقد اجتماعات لقيادة حركة (فتح) واللجنة المركزية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وللحكومة “بمجرد عودة الرئيس عباس من نيويورك”؛ من أجل البدء في وضع الآليات والخطوات العملية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه.

وفود إلى غزة

وحول صحة الأنباء التي تحدثت عن قدوم وفد قيادي من حركة (فتح) إلى غزة، برفقة وفد من الحكومة منتصف الأسبوع المقبل، قال حلس : “حتى الآن لم نبلغ، ولا يوجد أي ترتيبات لهذا الأمر”، مستدركًا في ذات الوقت : “لكن بالتأكيد سيتم ذلك خلال الأيام المقبلة”.

وأفاد أنه لم يجر تحديد أي أسماء أو مواعيد لزيارة وفد من فتح إلى القطاع حتى لحظة كتابة هذا النص.

وبين أنه سيجري بعد اجتماع مركزية (فتح) المقبل، تحديد ما إذا كانت اللقاءات ستتم في قطاع غزة أو القاهرة، مؤكدًا أن التواصل بين حركتي فتح وحماس سيستمر سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القاهرة.

وأعلن الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس أن حكومة الوفاق الوطني، ستذهب لممارسة أعمالها في قطاع غزة نهاية الأسبوع المقبل، معبرًا عن ارتياحه إزاء اتفاق القاهرة.

الإجراءات ستعالج

وحول موعد إلغاء الإجراءات التي اتخذت “مؤخرًا” بحق قطاع غزة، نوه عضو مركزية (فتح) إلى أن الهدف مما تم اتخاذه كان الضغط لإنهاء الانقسام، مضيفًا : “بوصولنا لحالة من التوافق، وتمكُن الحكومة من ممارسة عملها، فإن كل الاجراءات ستكون من ورائنا”.

رسالة إلى حماس

وتطرق حلس في حديثه لـ”سوا” إلى حالة القلق التي يعيشها المواطنون والخوف من فشل جهود المصالحة مُجددًا، قائًلا : “أعذر كل جماهير شعبنا المتشككة من مدى الجدية (..) نحن في فتح نتحمل المسئولية بأن نقدم نموذجا جديدًا ومهما، وحماس تتحمل المسئولية في أن تثبت أنها ذاهبة لهذه المصالحة بروح حقيقية”.

وأضاف موجها حديثه لقيادة حركة (حماس) : “إننا في فتح صادقون بمساعينا في البحث عن المصالحة، والذهاب إلى تحقيقها.

وذكر أن حركته تأمل أن تقابل حماس هذه الرؤية والموقف الفتحاوي برؤية حمساوية؛ كون المصلحة تكمن في إنهاء هذه الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا، وفتح مرحلة جديدة، فيها ما يبعث الأمل والطمأنينة على المستقبل.

دور الفصائل والعلاقة معها

لم يعف عضو مركزية (فتح) الفصائل والقوى الفلسطينية كافة، من مسئولية إنجاح جهود المصالحة هذه المرة، مشددًا لـ”سوا” على ضرورة أن تساعد “في تعزيز الروح والأجواء الإيجابية الجديدة التي تعتبر مصلحة للكل الفلسطيني”.

ولفت إلى أن علاقة حركته مع الفصائل والقوى الفلسطينية كافة، “لم تنقطع”، بما في ذلك تلك التي اختلفت معها، مؤكًدا حرص حركته على تطوير علاقاتها مع كل فصائل المنظمة، وتلك غير المنضوية تحت لوائها.

وقال حلس : “نأمل في القريب العاجل، عقد مجلس وطني فلسطيني، يشارك فيه كل القوى والفعاليات الفلسطينية”.

كوادر (فتح) بغزة

وفي حديثه عن الوضع التنظيمي لحركة فتح في قطاع غزة، لم يُخف حلس تفاؤله مما جرى أمس في المحافظات الخمس، حيث تمكنت حركته من تنظيم حشود فيها “دون أي اعتراض من أي جهة”، معتبرًا أن “هذا أمرٌ جيد”.

وخرّج الآلاف من أنصار حركة فتح مساء أمس، في الميادين العامة؛ لمتابعة خطاب الرئيس عباس أمام الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن حركة فتح كانت في الماضي ملاحقة في غزة، ومسيطر على مكاتبها، ولا يوجد لديها حرية في ممارسة أنشطتها التنظيمية وفعالياتها.

وعبّر عن أمله أن “يكون ما حدث غير منعزل عن السياسة العامة مستقبلا”، مؤكدًا اعتقاده بأن الوصول بمصالحة حقيقية من شأنه أن ينعكس على أداء وشكل حركة فتح بالإيجاب.

وشدد لـ”سوا” على أن “العلاقة الداخلية في إطار الحركة ليست علاقات مزاجية أو محكومة بالأهواء، إنما بالنظام”، مشيرًا إلى أن “من يعمل خارج الحركة، يكون فقد دوره فيها”.

التيار الإصلاحي والمصالحة

وحول إمكانية تأثير “التيار الإصلاحي” لحركة فتح برئاسة النائب محمد دحلان على المصالحة، قال حلس إن التيار “لا يؤثر ولن يؤثر، وحماس يمكنها الإجابة على هذا التساؤل”.

وأضاف : “نحن من جانبنا كل من فصل من الحركة، أصبح خارجها، ولا يؤثر فيها لا سلبا ولا إيجابا”.

وأكد اعتقاده بأن حماس “واعية لذلك”، متابعًا لـ”سوا” : “حماس حينما تتفق، فهي تنفق مع فصيل، والجزء الأصيل الذي يمثل الحركة، أما من خرج عنها، فيمكن التعامل معه بشكل شخصي أو كفريق، لكنه لا يمكن ان يكون ممثلا لفتح”، على حد تعبيره.

المصالحة المجتمعية

وفيما يتعلق بإمكانية انخراط حركة (فتح) بقيادة الرئيس محمود عباس، بالمصالحة المجتمعية، قال حلس : “نحن منخرطون في المصالحة الوطنية الفلسطينية”، مضيفًا : “المصالحة المجتمعية تعتبر جزءًا من المصالحة الوطنية، وليست بديلا عنها، ومن يعتقد غير ذلك، فهذا بدأ يصطدم بجدار مسدود”.

وتابع : “المدخل لحل الاشكاليات الاجتماعية وغيرها، يتم من خلال المصالحة الوطنية؛ لذلك نحن لم ننخرط في هذه الجهود، ولا نريد توصيفها”، خاتمًا حديثه : “البداية تكون من الألف، وليست من الياء”.

وأعلنت (حماس) الأحد الماضي، عن حل اللجنة الإدارية، وأبدت استعدادها وجاهزيتها لتمكين الحكومة بالقطاع، وموافقتها على إجراء انتخابات عامة، فيما أكدت الحكومة جاهزيتها لتسلم كافة مناحي الحياة بغزة.

Exit mobile version