المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

هل بدأت حماس تعاني من الفراغ السياسي بعد الموافقة على تحقيق المصالحة

Palestinian reconciliation talks with Hamas and Fatah expected in Cairo

لا يحتمل المشهد السياسي الفلسطيني الكثير من المزايدات التي تعيد الاجواء التي كانت سائدة خلال مرحلة الانقسام وساهمت في خلق اجواء من التصعيد .والان وبعد طي صفحة الماضي البغيض الذي لا زال يحمل الالام وكفيلة بمحوها الايام الطويلة القادمة فمن المفترض ان تعدل حماس من مواقفها وتعمل على تجاوز تلك المرحلة البغيضة وخلق مناخات وأجواء التقاء مستقرة تتيح استكمال ما بدأته حركتا فتح وحماس لتحقيق المصالحة ومن المفترض ان يكون كل فصيل فلسطيني وبدوافع ذاتية وحرصا على المصلحة العامة ان يبتعد عن لغة الخصومة وشحن الاجواء.
قيادات في حركة حماس تتحدث عن موضوع الاستيطان ولا زالت تلقي بتهمها جزافا وتحمل القيادة الفلسطينية المسئولية عن ذلك.السيد احمد بحر القيادي في حركة حماس يعزو تواصل الاستيطان وتوسيعه بسبب “مواقف السلطة في اصرارها على التنسيق الامني وملاحقة المقاومة حيث أعطى ذلك الضوء الأخضر للكيان بمواصلة الاستيطان بشراهة وارتياح”. لكن محمود الزهار القيادي الاخر في حماس كان تجاوز الخطوط الحمراء والأخلاق السياسية عندما قال :”لولا خيانة السلطة والتي خانوا بها مبادئ منظمة التحرير لكل فلسطيني ولولا تعاونهم الامني المدنس لما كان هذا الاستيطان بهذه المساحة”
والمتابع جيدا يرى في مواقف الحماس القديمة الجديدة استهدافا للقيادة والسلطة الفلسطينية وليس للاستيطان بحكم ان سنوات الانقلاب التي قامت به حماس لعب دورا كبيرا في ارتفاع وتيرة الاستيطان حيث اضعف الانقلاب كل مكونات الشعب الفلسطيني ووضع القيادة الفلسطينية امام هجوم مزدوج من قبل اسرائيل بزيادة غلتها الاستيطانية وهجوم حماس التي كانت تسعى لتقويض السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وطرح نفسها بديلا لها.
ويعزو احمد بحر ان المشاريع الاستيطانية مرتبطة تماما بالمشروع الصهيوني وضمن الرؤية الاستراتيجية لمشروع الدولة الصهيونية وهذا الفهم يتعارض تماما مع مدخلات هجومه على السلطة الفلسطينية وتحميلها مسئولية ازدياد الاستيطان. واذا كان الاستيطان حسب فهم بحر بانه مقدمة لبناء الدولة الصهيونية فان الهجوم الذي تعرضت له القيادة الفلسطينية من قبل حماس كان يهدف لاحلال مشروع دولة الاخوان المسلمين محل منظمة التحرير الفلسطينية وهكذا يلتقي مشروع الدولة الصهيونية مع مشروع الاخوان المسلمين فكلا الجانبين حماس وإسرائيل عملتا خلال السنوات السابقة على محاولة اقتلاع منظمة التحرير من اجل تمرير مشاريعهم.
القيادة الفلسطينية وقفت بكل قواها ضد سياسة الاستيطان ونشطت الدبلوماسية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية وانتزعت قرارا من مجلس الامن الدولي بوقف الاستيطان وصوتت الى جانب القرار الولايات المتحدة وهذا كله جاء بفعل تحركات القيادة الفلسطينية التي تتهمها حماس وتحملها مسئولية تصاعد الاستيطان، كما ان الاستيطان كان السبب الرئيسي والمباشر لوقف القيادة الفلسطينية مفاوضاتها مع اسرائيل ورفضت القيادة الفلسطينية العودة الى المفاوضات الا بتوقف كامل للاستيطان.
مقاومة الاستيطان يأتي في مقدمة اهداف الشعب الفلسطيني بكافة قواه السياسية لكن على حماس الابتعاد عن لغة الاتهامات التي استخدمتها سابقا في عصر الانقسام والتي كانت تهدف لتحقيق مكاسب سياسية. اما الان وقد رضخت حماس للمتطلبات الوطنية وعادت الى تحقيق المصالحة ضمن برنامج سياسي واحد فعليها تغيير خطابها السياسي بما يتلائم مع هذه المرحلة وان تكف عن كيل الاتهامات فهذا يتعارض كليا مع التوجهات الجديدة في الساحة الفلسطينية.

خاص مركز الإعلام

Exit mobile version