المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ذوي الهمم (ذوي الإعاقة) في فلسطين

بقلم: ماهر حسين

في موقف لافت وبقرار رائع أرجو الالتفات إليه، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة على ذوي الإعاقة اسم ذوي الهمم.

ذوي الهمم اسم يستحق أن يحمله ذوي الإعاقة من أصحاب الهمم العالية الذين يعملوا بكل الطرق وبإرادة حديدية لجعل حياتهم ممكنة في ظل أصعب الظروف.

بالنسبة لذوي الهمم في فلسطين هناك صعوبات تتعلق بالحياة والاحتياجات وهناك تحديات لتحقيق الدمج في المجتمع وبالطبع هناك صعوبات تتعلق بالبنية التحتية وجاهزيتهـــا للاستخدام من ذوي الهمم وهناك صعوبات لإيجاد فرص العمل للمؤهلين منهم. ويجب أن يكون واضحا” بأن هناك مشاكل غير محكية مترتبة على أسر ذوي الهمم ومن يقوم على رعاية شؤونهم ويجب على الدولة والمجتمع دعم هذه الأسر ليقوموا بواجبهم اتجاه ذوي الهمم.

جميعنا يعلم أن هناك نقص وخلل في القوانين الداعمـــة لذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين، وهناك ضرورة لتطوير القوانين وتقديم خدمات مميزة على الصعيد التعليمي والصحي والاجتماعي، كذلك هناك ضرورة لتطوير البنية التحتية للمؤسسات والدولة فتصبح قادرة على استيعاب وجود هذه الفئة الكريمــــة من أبناء شعبنا وبالطبع هناك تحدي أكبر يتمثل في دمجهم بالمجتمع.

وبداية الدمج يجب أن تكون مبكره من خلال التعليم بتوفير كل الظروف المناسبة لدمجهم في العملية التعليمية ومنذ السنوات الأولى.

ولكم أن تتخيلوا معي الصعوبات التي يواجههـــا ذوي الهمم في فلسطين على نطاق التعليم والتنقل والحياة والعلاج والمشاركة بكافة جوانب الحياة كالرياضة والثقافة مثلاً فنجاحهم في الحياة تحدٍ لهم وتحدٍ للبقاء في وطن يتسع للجميع.

نعم نحن بحاجة لتعزيز القوانين الداعمة لذوي الهمم في كافة المجالات، نحتاج لاعتبار كل ما يتعلق بتنقلهم وتعليمهم ومشاركتهم بالحياة المجتمعية والسياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية هدفاً حقيقياً لنا كفلسطينيين.

لا حاجة لنا إلى جمعيات فأنا واثق من وجودهــــا، ولا لكلمات تعاطف أنا واثق بقدرتنا على قولها، فنحن شعب متحدث في كل شأن وموضوع.

نحن بحاجة إلى تفعيل دور الجمعيات الداعمة لذوي الهمم وتعزيز القوانين الداعمة لهم وتطويرهـــا بما يتناسب مع حجم معاناة هذه الفئة الكريمـــة.

أعتقد أن القصة ليست كرسي متحرك نتبرع به هنا وهناك المطلوب أكبر وأعمق من ذلك فهناك ضرورات كما أشرت سابقاً لتهيئة البنية التحتية لتكون صالحة لاستخدام هذا الكرسي المتحرك؛ وهناك ضرورة لتعزيز الوعي بكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بعيدا” عن منطق (مسكين ) أو (يا حرام) وهناك ضرورة لتأمين حركتهم بكل الطرق والمعابر بأفضل الوسائل؛ بالإضافة إلى ضرورات الدمج في المجتمع عبر منحهم فرصة المشاركة في التعليم والعمل لتعزيز مشاركتهم بالمجتمع.

يجب أن يشمــــل هذا كل ذوي الهمم سواءً الاحتياجات الذهنية أو الجسدية، فهذا مطلب وطني ومسؤولية مجتمعية تحتاج إلى دعم سيادي عالي المستوى.

كلي ثقة أن هناك ضرورات لتدارس القوانين الداعمــــة لذوي الهمم ولمشاركتهم الفاعلة بالمجتمع وهناك ضرورات لدعمهم وما مطالبتهم بنظام صحي عادل وشامل سوى حق بسيط لهم كلي ثقة بأن الحكومة ستتفاعل معه.

لنتفاعل مع متطلبات هذه الفئة الكريمـــــة المحتاجة إلى تفاعل قيادي ومجتمعي يساهم في دمجهم وتحصين وجودهم وتعزيز مشاركتهم في بناء هذا الوطن الحافظ لأبنائه.

ولنبدأ بإلغاء مصطلح ذوي الإعاقة فهو غير مناسب وغير صحيح ومن الممكن استبداله بذوي الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

كلي ثقة ورجــاء بأن يكون القادم أفضل لهذه الفئة الكريمة في فلسطين.

 

Exit mobile version