المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

من عجائب فتح سلبا وايجابا

بقلم: عماد الاصفر

اولادها شرسون جدا في انتقادها علنا, وشرسون في الدفاع عنها والتبرير لها اذا ما انتقدها غريب، وكثيرا ما يكون معارضوها وهم كثر حريصون عليها اكثر من بعض ابنائها.

الكل يتحدث عن الروح الفتحاوية وعمليا لا يستطيع اي عضو ان يصبح قياديا فعليا في الحركة (30 خط تحت فعليا) دون امتلاك هذه الروح، هذه الروح الفتحاوية لا يستطيع احد حتى عتاة ابناء الحركة تعريفها او وصفها او شرحها.

يعجز كثيرون عن فهم فتح او التنبؤ بمستقبلها لانهم يستخدمون ادوات وافتراضات علمية تتجاهل تلك الروح الفتحاوية او الخلطة السرية المتوارثة بين ابناء هذا التنظيم المشهور بقلة انضباطه.

الافتراض بان في فتح ظاهر وباطن وان فيها عمق كبير وان وراء سياساتها تخطيط استراتيجي طويل او قصير المدى هو افتراض يطرب الفتحاويون له ولكنهم يعلمون في قرارة انفسهم انه افتراض خاطئ.

كل من انشق عنها او تجنح وهم كثر ايضا ظل متمسكا باسمها ولم يحاول اي منهم استخدام اسم جديد ، بما في ذلك المدعو خالد ابو هلال – ان كنتم ما زلتم تذكرونه- فقد اسمى انشقاقه فتح الياسر.

نادرا ما سمعنا عن خروج كادر فتحاوي للانضمام الى تنظيم آخر بل غالبا ما نسمع العكس، ولا يوجد فصيل او حزب او نظام او شخصية وطنية الا واختلفت مع فتح ثم عادت وتصالحت معها.

لا يوجد من هو اسرع من فتح في المسامحة واعطاء صك المغفرة حتى لمن يخرج عنها

لا يوجد من هو اكثر من فتح تحريما لسفك الدماء والاقتتال الداخلي

لا يوجد من هو اضعف من فتح في استخدام الاعلام لمصلحته او الترويج لمحاسنه وهي موجودة وبوفرة

لا يوجد من هو احرص من فتح على استقلالية القرار الفلسطيني

كافة اولاد فتح يرددون عبارة : “احنا التنظيم وما حدا بيقدر يفصلنا”

رغم كل ما تسمعون من تسريبات وانتقادات حادة فان لدى الكادر الفتحاوي احترام كبير للاسرار واحاديث الغرف السياسية والفيصل في ذلك لديهم تأثير هذا السر او ذاك على مجمل السمعة الوطنية او العمل النضالي. وما دون ذلك مباح ولكن مستخدميه لا يحظون باي احترام ويدفعون الثمن لاحقا.

في الغالب لا يقرأ الفتحاويون كثيرا ، ولكن لدى غالبيتهم حسن تذوق وجميل انتقاء للشذرات البسيطة التي تصلهم ملخصة باختصار شديد. واما حكاية غالبية الفتحاويين مع الفنون وخاصة الحديثة فهي حكاية احترام اجباري ولكن من بعيد لبعيد.

يستطيع اي وطني مخلص متجرد او متحلل من العصبية التنظيمية والفصائلية ان يسود وان يؤثر في قيادات فتح وفي سياساتها اكثر من كوادرها.

تجربة فتح النقابية زي حراث الجمال بالضبط الكل بيستفيد من النقابة الا فتح بتطلع بسوادة الوجه

اولاد فتح يشبهوا بقية ابناء الشعب الفلسطيني بان لديهم ذاكرة قصيرة جدا، ويختلفون عنهم بانهم لا يؤمنون كثيرا ولا يستندون دائما لنظرية المؤامرة الكونية علينا.

كل قيادات فتح تمارس الادارة كما تعلمتها في مدرسة ابو عمار للادارة وكلها دون استثناء تنتقد قواعد هذه المدرسة في الادارة وتدعي انها تحاربها.

فتح تنظيم ذكوري جدا رغم ان الاخوات دخلنها بشكل لافت تاثيرا وعددا وبوقت سابق للكوتة النسائية والفتحاويون كلما شاهدوا مناضلة جميلة اعتقدوا انها من الحزب او الديمقراطية وكلما شاهدوا شابا يحمل الكثير من الكتب اعتبروه شعبية.

كل الفتحاويين تقريبا بيحبوا يشربوا الشاي حلو ، وبيحبوا بدلات السفاري رغم انهم بطلوا يلبسوها .

Exit mobile version