المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

معرض مسقط الدولي للكتاب .. المعرفة أولاً

وصفت الروائية العُمانية بشرى خلفان معرض مسقط الدولي للكتاب بأنه “ليس فقط تظاهرة ثقافية، بل تظاهرة اجتماعية، تجمعنا نحن الكتاب العُمانيين ككتاب، وأيضاً تجمع ما بين الكتاب وجمهورهم من القراء.. معرض مسقط الدولي للكتاب هو العيد الخاص بالمثقف العُماني، بل عيد الثقافة والأدب في البلاد”.

وكانت الدورة الثالثة والعشرون من معرض مسقط الدولي للكتاب، انطلقت الأربعاء الماضي، بمشاركة 783 دار نشر من 28 دولة تعرض نحو نصف مليون عنوان كتاب على مدى عشر أيام.

ويشمل برنامج المعرض أكثر من 150 فعالية ثقافية منها الندوات والأمسيات الشعرية وحفلات توقيع الكتب، إضافة إلى أنشطة الطفل، في رهان على ارتفاع نسبة زواره لهذا العام، خاصة أن إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عمان، تشير إلى أن المعرض استقبل 826 ألف زائر في دورة 2017 مقارنة مع نحو 682 ألفاً في العام 2016.

وكان وزير الإعلام العماني ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض عبد المنعم بن منصور الحسني، قال في كلمة الافتتاح: معرض مسقط الدولي للكتاب هو حالة معرفية إنسانية نقدم فيها الإنسان في وجهه الأجمل.. المعرض يمثل أيضاً حالة اقتصادية كما هو الحال في معارض الكتب الدولية، حيث نحتفي بتدوير عدد من اقتصاديات المعرفة، فخلال الأيام القادمة ستلاحظون عدداً كبيراً من دور النشر من خلال تعاقداتها مع مؤسسات أو أفراد.

وتشارك فلسطين في معرض مسقط الدولي للكتاب بجناح رسمي، تشرف عليه وزارة الثقافة، يضم العديد من إصداراتها المتنوعة، إضافة إلى مشاركة عدد من دور النشر الفلسطينية، كمكتبة كل شيء من حيفا، ودار الجندي من القدس، ومكتبة اليازجي من غزة، ودار شامل للنشر والتوزيع من نابلس، ومنشورات المتوسط من إيطاليا لصاحبها الناشر والشاعر الفلسطيني خالد الناصري.

المعرفة أولاً
خلفان قالت لـ”أيام الثقافة”: مشهد العائلات العُمانية وهي تتجول في المعرض يثلج الصدر، خاصة أن ثقافة هذه العائلات تنتصر للشراء، وليس للفرجة فحسب، فالعُماني محب للقراءة، وسمعت أن معرض مسقط الدولي للكتاب من أكثر المعارض من حيث بيع الكتب، والمبيعات، وبالتالي فهو يحقق مستويات عالية على المستوى الشرائي، فالإقبال على المعرض من أجل المعرفة أولاً، علاوة على كون الفعاليات المرافقة للمعرض هذه السنة غنية بما تعزز هذا التلاقي المطلوب بين المثقف العُماني خاصة والعربي عامة مع جمهور السلطنة من المهتمين، وهم كثر، إضافة إلى المتعة الخاصة لإطلاق الكتب في المعرض، ومشاركة الأصدقاء فرحتهم وفرحتنا بإصداراتهم الأدبية الجديدة.

معرض مغاير
وأكدت الناشرة المصرية، د. فاطمة البودي، مديرة دار العين في القاهرة، ما ذهبت إليه خلفان بخصوص حركة الشراء المميزة في معرض مسقط الدولي للكتاب، وقالت لـ”أيام الثقافة”: الشعب العُماني قارئ ومثقف بطبيعته، فحتى قبل مشاركاتنا في المعرض، تمنيت المشاركة فيه من فرط حديث زملائي الناشرين المصريين والعرب يتحدثون عنه بإيجابية كبيرة.

وأضافت البودي: هذه المشاركة الثانية لي في معرض مسقط الدولي للكتاب، وما شجعني على المشاركة، هو أن القراء العُمانيين يسعون وراء الكتب الجيد، حتى أنهم كانوا لا يفوتون فرصة المشاركة كمهتمين في معارض أخرى للكتاب كما في الشارقة وأبو ظبي وحتى القاهرة، لذا أنا آتي لمعرض مسقط، وأنا على يقين بأن هناك قاعدة عريضة من القراء على إطلاع بإصدارات دار العين، ويتابعون الحركة الثقافية والأدبية العربية عن كثب، لافتة إلى أن الشعب العماني المتمسك بجذوره وعراقته يتميز بالسماحة وحسن الضيافة والاستقبال، وهذا أمر مريح للغاية، كما أن التنظيم عالي المستوى بشكل لافت، وعلى مختلف المستويات، والإقبال مدهش، علاوة على كون النشاط الثقافي الموازي مدروس بعناية، وعلى درجة عالية من الأهمية، وتضم كافة الفنون.

القارئ العُماني
ولم يذهب الناشر الكويتي محمد النبهان بعيداً، مؤسس ومدير دار مسعى للنشر والتوزيع في كندا، حين اعتبر معرض مسقط الدولي للكتاب واحداً من أهم المعارض في الوطن العربي.. وقال لـ”أيام الثقافة”: أشارك في المعرض بانتظام منذ سبع سنوات، واعتبره واحداً من أهم المعارض العربية، مع أن هناك بعض الناشرين لا يولونه الأهمية التي تليق بمكانته.. ما يميز المعرض هي تلك الروح الحميمة السائدة، إضافة إلى المستوى الثقافي الرفيع.. القارئ العماني ليس قارئاً سهلاً، ومن الصعوبة بمكان خداعه، فهو قارئ نوعي ومثقف، وهذا ما لاحظته من أحاديثي مع زواره في السنوات الماضية.

وكان المعرض، الذي يتواصل حتى الثالث من الشهر المقبل، كرّم في حفل الافتتاح ثلاث من الشخصيات ذات الإسهامات البارزة في مجالات الدراسات والأنشطة الثقافية والفكرية في سلطنة عمان، هم: الفنانة التشكيلية رابحة محمود، والشاعر طارش قطن، والخبير البيئي عبد الله بن سيف الغافري الأستاذ بجامعة نزوى.

روائيون
واستضاف المعرض نخبة من الروائيين العرب، منهم: الروائي التونسي شكري المبخوت، والروائي السعودي محمد حسن علوان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) العام الماضي عن روايته “موت صغير”، والروائي الكويتي سعود السنعوسي.

ووقع السنعوسي لجمهور معرض مسقط الدولي للكتاب، روايته الأحدث “حمام الدار.. أحجية عرزال ابن أزرق”، والصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، كما وقع روايتيه اللتين صدرتا قبلها، وهما: “فئران أمي حصة”، و”ساق البامبو”، التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) العام 2013.

وضمن الفعاليات المتعددة التي تقيمها اللجنة الوطنية للشباب في معرض مسقط الدولي للكتاب، ووفق ما نشر في الموقع الرسمي للمعرض، أقيمت جلسة حوارية مع الروائي السعودي محمد حسن علوان الذي تحدث عن روايته “موت صغير”، حيث أشار علوان إلى أن اتجاهه الأدبي للكتابة عن ابن عربي شكل ثيمة الرحيل الملتصقة بالشخصية، وعبر تلك الثيمة شدّه هذا السلوك الذي لا ينقطع عن الرحيل، فابن عربي رحالة لا يعرف الاستقرار في مدينة زارها إلا سنوات معدودة، ومن هنا أراد علوان البحث والتقصي للإجابة عن هذا الرحيل ومضامينه.

جريدة “الايام” الفلسطينية

Exit mobile version