المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

رأي الوطن العمانية: الاحتلال يسارع نحو ترسيخ اغتصاب القدس

في الوقت الذي يواصل فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي سياسة الخنق والتضييق والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، يمضي في ترسيخ الواقع الجديد لمدينة القدس المحتلة الذي أرساه قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى المدينة المحتلة واعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
والتوصيف الذي أطلقه المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أمس بأن الكيان المحتل يحرم الفلسطينيين بشكل ممنهج من حقوقهم الإنسانية، وأن 1.9 مليون في غزة “محبوسون في عشوائيات سامة من المولد وحتى الموت”، لم يخرج عن سياق الواقع للسياسة الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، ذلك أن العامل الديموغرافي من أهم العوامل التي يعمل عليها كيان الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط لخفض أعداد الفلسطينيين إلى ما دون عدد قطعان المستوطنين في فلسطين المحتلة، ولما قد يشكله التفوق السكاني الفلسطيني في الأعداد ما يراه تهديدًا له في المستقبل، وإنما أيضًا أن عامل التصفية للقضية أحد منجزاته هو التخلص من الثقل السكاني للشعب الفلسطيني، لذلك لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أشكالًا متعددة تجاه ذلك، سواء بحملات الاعتقال الممنهجة حيث تكتظ السجون الإسرائيلية بآلاف الفلسطينيين، أو حملات الإبادة التي أخذت تتنوع بين الاستهداف العسكري المباشر عبر الطائرات الحربية أو المدافع، أو الإعدامات الميدانية، أو الوسائل غير العسكرية كالتهجير القسري وهدم المنازل، والحصار ومنع الغذاء والدواء والكهرباء وتلويث المياه.
في افتتاح الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي تمخض عنها تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية الأخيرة وجه الأمير زيد انتقادات حادة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وقال إن قواته الأمنية قتلت 60 فلسطينيًّا يوم الاثنين الماضي وحده.. مضيفًا “لم يصبح أي شخص أكثر أمانًا بسبب الأحداث المروعة التي حدثت الأسبوع الماضي. ضعوا حدًّا للاحتلال وسيختفي العنف وعدم الأمان إلى حد بعيد”.
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان اختزل سبب دوامة المواجهة بين آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة وبين الشعب الفلسطيني الأعزل مسلوب الحقوق في كلمة واحدة وهي الاحتلال، فآلة الحرب الإسرائيلية تواصل فرم كتل اللحم البشري الفلسطيني وتقطيعها دفاعًا عن الاحتلال وتوسيعًا له ليشمل كل فلسطين المحتلة دون شبر واحد منها، في حين يقاوم الشعب الفلسطيني هذا الاحتلال السرطاني بآلته الحربية الغاشمة رغبة في البقاء على قيد الحياة، ومن أجل استعادة حقوقه المغتصبة، ووضع نهاية لهذا الاحتلال الذي يعد أبشع وآخر احتلال عرفه التاريخ الحديث.
من الواضح أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن لترسيخ الواقع المستجد والقائم على مسارين؛ الأول اتباع سياسة التطهير وتوسيع مشروع الاحتلال فيما تبقى من أرض فلسطين، والثاني تثبيت القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال حملة دبلوماسية وضغوط تجاه الدول التي لديها سفارات داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي لنقلها إلى مدينة القدس المحتلة. وبتحقيق المسارين يرى كيان الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمه ويتحالف معه أنه بذلك سينجز مشروع تصفية القضية الفلسطينية.. وهذا في تقديرنا ما لن يتأتى؛ لأن في فلسطين شعبًا مرابطًا وصبورًا ومقاومًا، إنه الشعب الفلسطيني، فهو لا يدافع عن وطنه وإنما يدافع عن الأمتين العربية والإسلامية معًا.

Exit mobile version