المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

أزمات غزة: الاحتلال والانقلاب

بقلم: بسام صالح

لا استغراب ان يتظاهر الفلسطينيون تضامنا مع اهلهم في غزة، سواء في الضفة او في الشتات الفلسطيني، فهو تضامن مع اهلنا الذين يعانون الحصار الصهيوني البري والبحري والجوي، وحصار اخر تمارسة سلطة الانفصال، حصار اخلاقي واقتصادي ومعنوي تمارسه بحق اهلنا في غزة، ومنذ اكثر 11 سنة، حماس مارست ومازالت تمارس حكم غزة بالحديد والنار والتجويع، بعد ان نهبت الواردات المالية التي يجب ان تعود لخزانة السلطة فواتير الكهرباء وعائدات المعابر وغيرها، وسرقت حتى المساعدات العينية المجانية وقامت ببيعها لحساب تنظيمها، واسقطت كافة المبادرات والاتفاقيات المعلنة لانهاء الانقسام واستعادة لحمة الوطن الواحد، والان تتباكى حماس من الحصار، بعد ان فتحت المعابر وبشكل مستمر، واسرائيل تخفف من شروطها على حماس وتضغط على الرئيس ابو مازن، بل تستولي على اموال السلطة، لتعويض الحرائق الملتهبة حول المستوطنات الاستعمارية المحيطة بغزة، حماس تستولي على كل ما يصل الى غزة كميات هائلة من المساعدات المالية والعينية وتحرم ابناء غزة من رائحة اللحم والدجاج بينما عناصرها لا ينقصهم من ذلك شيئا، بيوتهم مضاءة حتى لما بعد ساعات السحور في هذا الشهر المبارك، فعلى ماذا تتباكى حماس من حصار اقتصادي وهذا غير وارد، ام الحصار السياسي وهو ما تطالب حماس بانهائه، كونها تعتبر نفسها البديل لمنظمة التحرير وتبحث عن من يقبل بها، مقابل هدنة طويلة الامد ان لم تكن دائمة، وهذا ما تمارسه منذ عدوان 2014 الاسرائيلي والذي توجه الرئيس المخلوع مرسي باتفاقية وقف النار نيابة عن حماس، لتنفيذ مشروع القذارة بتوسيع مساحة غزة بضم بعض الكيلومترات من سيناء المصرية، والتشبث بامارة الاخوان في غزة.
حماس تعمل على كسب الوقت ولتهيئ نفسها لتكون المرشح الاكثر قبولا لصفعة العصر الترامبية، لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني وهي بذلك تلتقي مع المشروع الصهيوامريكي والتطبيعي لبعض العرب المتصهينة. وبالرغم من مشاركة ودعم الكل الفلسطيني لمسيرات العودة، تقوم حماس باستغلال وتجييرذلك لصالح مشروعها الاسود، بانها طرف بديل لا يستطيع احد تجاوزه، وتحاول تسخين الاجواء وطرق طبول الحرب بمناوشات مدروسة لارضاء بعض حلفائها سواء في غزة او في الخارج، باطلاق زخات من “الصواريخ” بين فترة واخرى دون احداث اصابات لدى العدو، والذي يتعامل معها بالمثل ايضا خاصة في الاحداث الاخيرة حيث قام بقصف مناطق خالية وغير حيوية. مما يؤكد تفاهمات قد لا تكون معلنة، لابقاء حالة من التوتر الشديد في غزة ومحيطها، يدفع ثمن ذلك المشروع الوطني و ابناء القطاع الحبيب.
ليست المرة الاولى التي يخرج فيها ابناء الشعب الواحد في مظاهرات تضامنية مع الضفة او مع غزة، فهذا دليل على وحدة شعبنا، ولكن الغريب ان تستغل بعض الاطراف ذلك لمآرب حزبية ضيقة، بعيدا عن الهدف الاساسي برفع الظلم عن موظفي السلطة وقضية رواتبهم، ليمارس البعض منهم هوايته في النعت والشتم سواء ببعض الشعارات او المقابلات التي تناقلتها الجزيرة الخنزيره وفضائيات حماس ومواقع دحلان الصفراء، وهؤلاء لم نشاهدهم يتظاهرون خلال 11 عاما من الانقلاب الاسود بل تكييفوا مقابل بعض المكاسب الضيقة الشخصية والحزبية. بينما البعض الاخر الذي شارك لدعم مطالب موظفي السلطة، ليطالب ايضا بانهاء الاحتلال والانقسام وهما السبب الاول لما يعاني منه اهلنا في غزة.
ان اغلبية الموظفين الذين يعانون هم من ابناء حركة فتح، فليس لديهم مصادر دخل اخرى تنآى بهم عن الحاجة و الجوع، فالراتب حق لهم، وهم من التزم بما صدر له من تعليمات، ومطلوب الان من السلطة تنفيذ قرار السيد الرئيس وقرار المجلس الوطني، احتراما للحق ولكرامة الانسان الفلسطيني ولاعادة الابتسام على وجوه اطفالهم وعائلاتهم.
ازمات غزة الوطنية والاجتماعية والبيئية لها حل واحد انهاء الانقلاب الاسود وتمكين حكومة الوفاق من ممارسة صلاحياتها كاملة، والاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية، لمواجهة وطنية شاملة للمشروع الصهيوامريكي الترامبي قبل فوات الاوان.

Exit mobile version