المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

النمسا اين ” من ” تركة برونو كرايسكي

بقلم: احمد دغلس

تعودنا على طول سياساتنا مع النمسا ان تكون النمسا الى جانبنا ذكية في مواقفها السياسية لا سيما ان النمسا حيادية ودولة صغيرة واول ” دولة ” تم احتلالها من النازية ألألمانية (هتلر ) في الثلاثينيات من القرن الماضي والتي تم احتلالها ثانية اثر هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية من قبل الحلفاء الأربعة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية والتي حصلت على حريتها واستقلالها بعد صراع وعمل شاق وطويل …// ألأمر الذي فهمه الساسة النمساويين الذي وقفوا بحزم مع المستضعفين اللاجئين الهنغاريين والصربيين والرومانيين والتشيكوسلوفاكيين وجميع طالبي اللجوء السياسي في النمسا بهذا تمكنت النمسا من ان تكون مقرا للمنظمات الدولية والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة إسوة بسويسرا بزعامة الرئيس النمساوي ورئيس الأمم المتحدة كورت فالدهايم مما سبق وتجلى باعتراف النمسا بالحق الفلسطيني وحق تقرير مصيره بمبادرة من المستشار الراحل برونو كرايسكي الذي فتح اول تمثيل فلسطيني رسمي في اوروبا الغربية لمنظمة التحرير الفلسطينية . لكن …؟! ما نشاهده الآن منذ ألانتخابات التشريعية ” البرلمانية ” ألأخيرة وصعود اليمين واليمين المتطرف الى سدة الحكم الذي أتى بمستشار اليمين سابستيان كورتز عديم الخبرة السياسية ونائبه هاينز شتراخه من اليمين المتطرف الذي قلب معادلة الشرق ألأوسط لصالح إسرائيل من مدة ليست بالطويلة تمددت ألآن برئاستها الدورية الثالثة للإتحاد ألأوروبي في مطلع الشهر يوليو القادم .

النمسا تبدلت بقدوم الحكومة اليمينية رغم ان في عاصمتها فيينا تجمع فاعل ومؤثر للمؤسسات العربية والإسلامية والنفطية المهمة جدا …، على سبيل المثال الأوبك والأوفيد ومكتب للجامعة العربية والمركز الإسلامي العالمي لحوار ألأديان وجالية إسلامية كبيرة عدى عن الشركات والاستثمارات العربية الهائلة الكبيرة في العاصمة النمساوية من عقارات وفنادق وشركات تصفية نفط …الخ .

في السياق بنظرة الى الخلف والأسباب التي أدت إلى تغيير موقف النمسا السياسي يكون أوله النزوح الكبير من المهاجرين المسلمين الى النمسا الذي لعب على وقعه الإعلام الصهيوني مما ساعد في صعود اليمين النمساوي في فترة الغفوة الإسلامية والعربية المنكوبة …؟! دون ان نلقي اللوم جانبا بالنسبة لنا نحن ” الفلسطينيين ” الذي لم نستوعب بعد المجريات السياسية المتغيرة في أوروبا وأولها رأس جبل الثلج في التشيك وهنغاريا ورومانيا والنمسا عندما نكون بعيدين عن الأضواء السياسية والإعلامية وأخص هنا وزارة الخارجية الفلسطينية وطاقمها وما سبقها من الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية إذ انه الآن ليس بمقدور السفير الفلسطيني الحالي المقيم في هذه الدول ان يعمل فوق طاقته دون ان يكون لديه طاقم مهني معرفي في البلاد ولغته ومنافذ ساسته وخصوصيتها وأحزابها وإعلامها ولا سيما ان جميع السفراء السابقين لم يكونوا في مستوى العمل النضالي السياسي الفلسطيني في النمسا وغيرها ….؟! الشكل الذي نعيشه نحن الان بالإضافة الى الموقف العربي المتخاذل والغير مؤثر بعكس السابق الذي كان له ألف حساب سابقا مما يجب علينا التفكير بعمق بهذه الظاهرة النمساوية ألأوروبية الشرقية التي إن لم تعالج جذريا وفورا سوف تنتقل الى الكل الأوروبي بشكل تدريجي مؤلم لنعود الى المربع ألأول إلى خمسينيات القرن الماضي عندما كانت إسرائيل الضحية …؟!

ألأفضل بحث الحالة النمساوية والأوروبية الشرقية العدائية على مستوى وزارات الخارجية العربية بالجامعة العربية لاتخاذ موقف موحد وإلا ستكُر المسبحة عندها سيكبر المستشار سابستيان كورز وينتصر نتانياهو ونبقى نستنكر وندين الى ما لا نهاية .

احمد دغلس

Exit mobile version