المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حدود (اسرائيل) الهلامية.. ودواعش (الدولة اليهودية) !!

بقلم: موفق مطر

أعتقد وأنا على يقين ان القيادة الفلسطينية لم تكف يوما عن توجيه الأسئلة التالية لكل رئيس أو شخصية سياسية صاحبة قرار ومسؤولية في بلادها تبدي اهتماما بحل القضية الفلسطينية، وتسعى عبر وفودها وممثليها إلى ايصال منطقة الشرق الأوسط إلى الاستقرار والأمن ومنع اسباب الصراعات الدموية فيها .
أسئلة وجهها الرئيس أبو مازن عديد المرات للمعنيين، وكشف عنها في خطاباته المرئية والمسموعة والمكتوبة أيضا وأولها هذا السؤال: هل تعرفون حدود “دولة اسرائيل” ؟! كيف تعترفون بدولة لاحدود لها، وتمتنعون عن الاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية أقرت بحدودها ونصت عليها أهم قرارات صدرت عن الشرعية الدولية (الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي) .
بعد مايسمى اقرار 62 عضو متطرف في الكنيست الاسرائيلي (قانون القومية) العنصري، رغم قناعتنا أنهم بهذا القانون قد دخلوا فعلا مرحلة التأرجح وفقدان التوازن على حبل منصوب فوق هاوية قبل سقوطهم الحتمي جزاء ماصنعت عقولهم الظلامية المتحجرة.. فهؤلاء قد أثبتوا للعالم أن دولتهم توأم دولة جماعة داعش الارهابية الاجرامية العنصرية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين، داعش التي سفكت الدماء من أجل إنشاء دولة دينية (اسلامية) كما يسمونها، وها هي (اسرائيل) التي سوقت نفسها منذ أكثر من سبعين عاما كدولة ديمقراطية تحاول تثبيت أركانها وغرز أظافرها في أرض المنطقة بعد انهيار مايسمى (دولة داعش).
مع بداية ظهورها رسمت داعش ملامح حدودها في مسماها: (الدولة الاسلامية في العراق والشام) لكنها تمددت كالاخطبوط، فوصلت للمغرب العربي والجزيرة العربية وشمال افريقيا ودول في القارة السوداء معظم سكانها من المسلمين، ولم تقف عند هذا الحد، وإنما آخذ مجرموها يتطلعون إلى أوروبا بعد اعتزازهم بمستوى المد السريع والسيطرة على الأرض في العراق وسوريا وليبيا وبعض سيناء في مصر العربية، مايعني أنهم قد اتخذوا منهج واسلوب التنظيمات اليهودية الإجرامية التي بدأت أعمالها ضد الشعب الفلسطيني بمجازر مروعة، واحتلت آراض عربية، وتجاوزت لتهدد دول مساندة للشعب الفلسطيني، في القارات الخمس، وأباحت لنفسها ارتكاب أعمال ارهابية وجرائم قتل واغتيالات في دول ذات سيادة، تحت ذريعة حماية اليهود في العالم، تماما كما فعلت وتفعل داعش في تبرير جرائمها، وهكذا صالت اسرائيل وجالت حتى وصلت الى مرحلة ارتكاب المجزرة الكبرى بحق الفكر والقانون والتشريع الانساني تحت مسمى (الدولة اليهودية) تحت سمع وبصر العالم الذي لم يشعر بأكثر من القلق !!.
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن (الدولة اليهودية) أي عن حق اليهود في العالم (بدولة دينية في اسرائيل) في ذروة حربه التي شاركته بها دول المنطقة على دولة داعش الدينية (الاسلاموية) ودعوته كأسلافه السابقين في البيت الأبيض إلى تكريس نظم ديمقراطية في دول المنطقة حتى لو كان الثمن انهيار مؤسسات ومقومات الدول، فأكدت إدارة الولايات المتحدة الأميركية عبر هذه الازدواجية عنايتها بتكريس (الصراع الديني) عبر تنمية مستنقع الارهاب، وتأمين سبل الحياة له كحاضنة لكل انواع المخلوقات الارهابية التي قد تظهر في المنطقة حتى بعد القضاء على داعش، فتأييد ادارة ترامب لقانون القومية، أوغض الطرف عنه يصب في اتجاه نبوءة المعركة الفاصلة بين الحق والباطل والخير والشر التي يتبناها معظم ساسة الحزب الجمهوري الأميركي ورئيسهم ترامب، فيما العالم المتحضر يرفض هذه (الكذبة التاريخية) من أساسها .
قد تفيد أسئلة اضافية في احراج قادة العالم المؤثرين في السياسة الدولية، وقد تلهم الشخصيات التي تعتقد في ذاتها الكفاءة على اخراج السلام حيا من اتون الحرب على الاتجاه في المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف، فالمطلوب من هؤلاء جميعا الاجابة على التالي: هل سلمتكم “اسرائيل” نسخة من خارطة (دولة اسرائيل اليهودية) كما تسمي نفسها، وهل ستقبلون ببعث الحياة من جديد عظام النظام العنصري المنقرض في جنوب افريقيا، ولكن هناعلى الرض المقدسة فلسطين؟!! ما مصير دعوتكم للحرية والعدل والمساواة والديمقراطية التي تسبقكم عند كل محفل وخطاب، وقبل وقوفكم على المنابر؟! أم تراكم ستدفعون بملايين الكتب والمواثيق والدساتير المؤلفة بلغاتكم، والصادرة عن دور النشر عندكم الى الجمر تحت الرماد في تنور الحروب الدينية في منطقتنا التي لامستقبل لنا ولكم بدون أمنها واستقرارها ونشر السلام فيها ؟!.

Exit mobile version