المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الزيتون الذي غرس في الخطر

الحارث الحصني

تشي الأحواض التي حفرت بــ”أتلام” متوازية في منطقة مسطحة، على وجود مشروع زراعي في أحد الجبال المطلة على قرية كردلة بالأغوار الشمالية، ضمن فعالية لزراعة ألف شجرة في أراض مهددة، دعما لصمود المواطنين.

وفي زاوية بعيدة عن تجمع لعشرات المواطنين، الذين جاءوا من طوباس لزراعة الأشجار، يأخذ الطفل أمير غسان فقهاء، مكانا له بزراعة عدد من أشجار الزيتون.

يقول محمد فقهاء وهو أحد أصحاب الأراضي التي زرعت: “نعمل منذ عشرين يوما على تجهيز هذه الأرض لحياة جديدة في هذا الجبل الذي كان وعرا، ويصعب الوصول إليه”.

لكن بالنسبة لمواطنين يسكنون في المنطقة التي يعتمد سكانها على الزراعة المروية، فإن دخول شجر الزيتون ضمن اهتماماتهم الزراعية، يعتبر إصلاحا لأماكن يطمع الاحتلال بالاستيلاء عليها.

واستدل فقهاء على ذلك بقوله إن الاحتلال استولى قبل سنوات على قطعة أرض مجاورة لأرضه التي زرعت، بهدف إنشاء منشآت هندسية فيها، ولهذا يسعى هو وغيره من المواطنين لاستصلاح هذه الأراضي وزراعتها.

ويقول مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات: “خصص اليوم لزراعة ألف شجرة على مساحة تقارب 50 دونما”.

وتأتي هذه الفعالية ضمن استراتيجية هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لدعم صمود المواطنين في مناطق مهددة، وهي بدعم من مؤسسة “penny appeal”، واتحاد جمعيات المزارعين الفلسطينيين، بالتعاون مع محافظة طوباس.

ويقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد شتيوي إنها فعالية سنوية، وجزء من استراتيجية الهيئة لدعم صمود المواطنين.

وقسم المشاركون أنفسهم لمجموعات بعضها ينقل الأشجار، وأخرى تزرعها، ويرددون الأهازيج والأناشيد التي تخلق نشاطا في نفوسهم.

واقفين حول أحد الأحواض، يتحدث أشرف وأمير، وهما طفلان من أبناء عمومة، عن زراعة ألف شجرة في المنطقة بأنه تثبيت لحقهم في ملكية الأرض.

ويقول الطفل أمير: “لا نريد أن نترك أرضنا للاحتلال، تغيبت عن المدرسة لشيء مهم”.

بينما يقول المدير التنفيذي لجمعيات اتحاد المزارعين الفلسطينيين عباس ملحم إن 5680 شجرة زيتون ستزرع حتى نهاية شهر آذار المقبل في منطقتي الأغوار الشمالية، وسهل البقيعة.

والمنطقتان تعرضتا في السنوات الماضية لعملية اقتلاع لعشرات الأشجار المثمرة، التي دأب الفلسطينيون على زراعة بدل منها في حركة تشبه عملية الكر والفر.

ماسكا بيديه إحدى الأشجار الفتية، يقول محمد: “نريد أن نعمر أرضنا أينما كانت، لا نريد أن تكون هجرة ثالثة”.

ويضيف الرجل الذي كان يتنقل بين أشجار الزيتون كلما انتهى من زراعة أحدها: “يجب أن نحمي أرضنا، حتى لو منعنا الاحتلال من الاستفادة منها كما يفعل”.

Exit mobile version